زمن المجازر..
وبينما دمشق تحاول أن تلملم جراحها من تفجيرات يوم السبت التي أودت بحياة أكثر من مائة مواطن من الأبرياء عاد الإرهاب ليضرب من جديد و أين؟ إختار الإرهاب كعادته مكاناً بغاية الإزدحام في قصر العدل في قلب دمشق حيث يتجمع آلاف الأشخاص نساءً ورجال لقضاء حوائجهم ومعاملاتهم وبدون أي وجود لقوات الجيش في المنطقة.. كان الإنفجار عنيفاً و العدد النهائي للضحايا غير معروف تمامآ لكنه كبير.. وعلى بعد عدة كيلومترات فقط وفي منطقة الربوة وهي منطقة وادعة خلابة المناظر الطبيعية فجّر انتحاري آخر نفسه في أحد المطاعم ويقال أن أغلب رواده من النساء والأطفال وأيضاً ترك عشرات الضحايا..
لصالح من يحدث هذا؟
و نحن على أبواب العام السابع من هذه الأحداث المأساوية
و كنّا نعتقد أن الأمور في طريقها للإنفراج عاد الإرهاب ليلقي بظلاله المقيتة علينا.. ذكرتني هذه الاحداث المأساوية أو هذه المجازر المرتكبة بحق الأبرياء وبدون أي تمييز إذ يكفي أن يكون الإنسان سورياً ليهدر دمه.. ذكرني ما جرى اليوم بهذه القصيدة التي كتبها منذ فترة..

زمن المجازر...
يبكي الرسولُ محمدٌ....يبكي يسوعْ
تبكي جموعُ الأنبياءْ.... و الأولياءْ
لمن تُرى تبكي الجموعْ ؟
لمن تُرى هذي الدموعْ ؟
يبكونَ طفلاً قدْ تضرّجَ بالدماءْ
يبكونَ شيخاً قدْ تمزَّقَ في العراءْ

تبكي الشآمُ على الشآمْ
تهمي السهامُ على السهامْ

تهمي الدموعُ على الدموعْ
فالناسُ لا ترجو من القتلى الرجوعْ
ترجو من الأحياءِ عدلاً
ترجو من الشّرفاءِ فعلاً
لا عباراتِ التباكي والخنوعْ
لا مسيراتِ الشموعْ
***************
ماذا جرى لشآمنا ماذا جرى؟
في كلِّ يومٍ مجزرة ؟
واليومَ في جَـنَـباتـِنا أمُّ المجازرْ
هل قاتلُ الأطفالَ قدْ فقدَ المشاعرْ؟
أم أنهُ عدلٌ معاصرْ ؟
****************
كلُّ طِفلٍ ماتَ يحضُنُهُ أمٌّ وأبْ
يمشونَ عبرَ الدربْ
نحو المقبرةْ
والحزنُ يفترسُ الضلوعْ
كَيْ يدفنوا آمالهمْ..أحلامهمْ
وعيُونُهم مُتَسمِّرة
نحو السما
يرجونَ عَـدلَ الـرّبْ

عدلُ الربِّ آتٍ لا مَحالْ
يوم تفنى الأرضُ تندثرُ الجبالْ

والربُّ قادرْ أن يحاسبَ كلَّ غادرْ
يُمهلْ و لا يُهملْ
وَلَهُ الخضوعْ
************
يا من بأطفالي فَـتـَكْـتُـمْ
كائِـنـَاً مـن كُـنْتُـمْ ؟
اقتلوا ما شئتُم
شرِّدوا من شئتم
هذا هو التاريخُ لو يوماً قرأتمْ
شعبي أبيٌّ صامدٌ
لغيرِ الله لا يرضى' الركوعْ
--------------------------------
د.صفوح المعراوي

الصورة من تفجير قصر العدل في دمشق قبل ساعات قليلة.