منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1
    داعية ومحاضر جامعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    598

    وكتب أحد الأصدقاء........

    وكتب أحد الأصدقاء........
    ........
    وقفات حوارية مع أفكار و ايضاحات حبشية (كما ورد)
    ........................
    اطلعت على ما كتبه الدكتور محمد حبش حول دعوة الشرفاء والأحرار لشن حملات وعي وتنوير لحماية اليزيدين الذين يشكلون جزءاً من النسيج الاجتماعي في العراق والشام، إثر تعرضهم لحملات قتل وتهجير من قبل دولة البغدادي، وقد قام بحملة توعوية بالتعريف باليزيدية وبعض معتقداتهم وطقوسهم الدينية وشيئاً من أخلاقهم ..
    وقد استوقفني في حملته التوعوية هذه بعض النقاط، ولعل صدره الرحب يتسع لحوارنا حول بعض ما طرحه لاسيما أنه من روّاد مدرسة الحوار.
    أولها: أن اليزيدية في العقل الشعبي العام في سوريا عبّاد الشيطان، وهذه تسمية ظالمة آثمة لا تستند إلى شيء من الحقيقة !!!
    ونحن نعلم أنه يحكم على الانسان من خلال واقع معتقده، ولا يحكم عليه من نسج الخيال، وهناك كتب متخصصة بالملل والنحل ومعتقداتها، دوّنت هذه المعتقدات من خلال استقراء واقع أصحابها وما هم عليه، ثم قامت بتوصيف واقع حالهم -كما قام الحبش بتوصيف حالهم تماماً -فهل يعتبر هذا التوصيف اتهاماً ظالماً آثماً لهم؟ ثم إننا لم نسمع ان هناك من جاء وألصق بهم عقيدة معينة وطقوساً دينية معينة من نسج خياله ثم حكم عليهم بها، بل هم من اختار هذه المعتقدات والطقوس الدينية، لكن عند استقراء العلماء المختصون بدراسة الملل والنحل حقيقة حالهم سجّلوا هذه المعتقدات، ثم اطلع الناس على حقيقتها من خلال قراءة ودراسة كتب الملل والنحل إن كان في سوريا أو غيرها، أو من خلال قربهم منهم واحتكاكهم معهم، وعلى إثرها رسخ في أذهانهم حقيقة معتقدهم، فأين هو الظلم والإثم في ذلك؟ ثم إن وجود بعض الصفات والأخلاق الإنسانية في ملة من الملل لا تمنع من توصيف واقع حالها، فالمشركون كانوا يتمتعون بكثير من مكارم الاخلاق كقرى الضيف وسقاية الحاج ورفادة البيت والمروءة وغيرها الكثير، ولكن هذا لم يمنع من توصيف حالهم على أنهم مشركون، كما أن قيامهم ببعض الشعائر إن كان من باب التدين أو من باب السياسة ورعاية المصالح لا يمنع هو أيضاً من توصيف حالهم.
    ومع أن الحبش -حرصاً منه على دفع ظلم العقل الشعبي العام في سوريا عنهم-بيّن أنهم لا يعبدون الشيطان بل يقدسونه، إلا أنه غض الطرف عن كثير من معتقداتهم الكفرية، التي لو فتح أي انسان كتاب من الكتب التي عرّفت عقائد اليزيدية لوجد أن أبسط اعتقاد لهم أنهم رفعوا يزيد وعدي إلى مرتبة الألوهية، فالألوهية عندهم (الله – يزيد – عدي) كما أنه لم يعرّج على شيء من شركياتهم، مما يوهم القارئ أن اعتقادهم سليم صحيح، ويبدو أنه لم يذكر ذلك خشية عليهم.
    ثانيها: دعوته إلى محاكمة موروثنا الفقهي !!!
    ولست أدري إذا وقع ظلم على طائفة من الطوائف لماذا نضع موروثاتنا الفقهية –رغم أني لا أحبذ هذه الكلمة -في قفص المحاكمة بدلاً من السعي في رفع هذا الظلم ، مع أن الكثير من موروثاتنا الفقهية لا تقرُّ بقتل الانسان لمجرد كفره بل لعدوانه ، أو لجمعه بين الكفر والعدوان ، ورغم الاختلاف الكبير بيننا وبين من يقتل الانسان لمجرد كفره ، وعدم إقرارنا بهذه الثقافة ، إلا أن هذه الثقافة ذاتها التي نعتقدها نحن المسلمون قولاً وعملاً ، ليست موجودة عند الأطراف الأخرى من مثل الشيعة والنصيرية والدروز والتيامنة، لأن من يوقع الظلم اليوم على المسلمين هي موروثات هذه الطوائف الفقهية ومدارسهم ومناهجهم ، ولعل الدكتور قرأ الكثير عن ما انتجته وتنتجه موروثاتهم الفقهية من تكفير المسلمين ومناصبتهم العداء ، ثم إشاعة ثقافة التقرب الى الله بدمائهم النجسة وسلب أموالهم، وليس هذا مجرد اعتقاد بقي حبيس أذهانهم ، بل تحوّل إلى حيز التنفيذ عندما صارت لهم شوكة، وليست دماء المسلمين التي سفكت وتسفك في لبنان أو العراق أو سوريا أو المخيمات الفلسطينية ، وليس اعتقال المسلمين والتفنن في تعذيبهم في المعتقلات ، وليس العدوان على ممتلكاتهم ، وليس حرق حتى مخيمات لجوئهم إلا نتاجاً لهذه الثقافة والمناهج والموروث الفقهي عندهم .
    أليست طائرات هذه الطوائف ومن لف لفهم مدعومة من الغرب النصراني والشرق الشيوعي هي التي تلقي بالحمم على رؤوس المسلمين، وتحول ديارهم إلى قاع صفصفاً، وتحولهم إلى مهجّرين لاجئين؟ بل إنها حاولت مراراً منع حتى هجرتهم ولجؤهم، ليكونوا أمام أحد الخيارات المُرّة، إما الرضا عنهم والاشادة بظلمهم، أو المكث في معتقلاتهم تحت التعذيب، أو البقاء تحت مرمى نيرانهم، أو التهجير والتشريد في الأرض؟
    فإذا جاء من يشيد بثقافتهم العدوانية هذه على المسلمين، ويبرر لها على أنها محاربة للإرهاب، وأنها دفاعاً عن النفس، وأنها محافظة على اللحمة الوطنية، فهو من أصحاب الإسلام المعتدل المتسامح المتعايش، وإذا جاء من يستنكر هذه الثقافة العدوانية ويدعو للوقوف في وجهها الكالح، فهو من المتشددين المتطرفين الإرهابيين !!! أليس هذا من الظلم والإثم؟
    وليس هذا الكلام لتبرير قتلهم ونشر هذه الثقافة بل هو دعوة لوضع موروثاتهم الفقهية ومناهجهم هم أيضاً في ميزان المحاكمة، فإذا أراد الحبش أن يحاكم موروثنا الفقهي بما اتخذه بحقهم وحق أمثالهم من أحكام، ويحكم عليه بعد ذلك بالظالم الجائر، لأنه منع مناكحتهم وأكل ذبيحتهم، فليضع على حد سواء أمام قفص المحاكمة موروثاتهم الفقهية التي تفري فريها في المسلمين ويحاكمها هي أيضاً ويحكم عليها؟
    ثم أليس هذا الموروث الفقهي الذي يريد محاكمته هو حصيلة العلم والفهم والفقه في أحكام الدين التي تستند إلى أصول ثابتة في الدين الإسلامي؟ حيث أن الآيات التي نزلت في أهل الكتاب، أو في الجزية، أو في القتال والجهاد، ثابتة في كتاب الله ولا يستطيع أحد كائناً من كان إلغاءها أو تعطيلها .... وهي بمجملها تؤكد فهم الفقهاء حقيقة الآية الكريمة (لا اكراه في الدين)
    فكلمة لا اكراه في الدين عند الفقهاء تسمح للإنسان بممارسة شعائر دينه، لكن دون التعرض للدعوة الإسلامية ومنع وصولها إلى الناس، وإلا لكان تعرضه لها ومنعه لمسيرتها نوع من الإكراه هو أيضاً.
    وكلمة لا اكراه في الدين عند الفقهاء، لا تسمح لأحد وهو يمارس شعائر ديانته أن يكيد للإسلام وأهله، ويخطط للعدوان عليهم تحت مسميات براقة في ظاهرها خبيثة في باطنها.
    وكلمة لا اكراه في الدين عند الفقهاء، لا تسمح أن يكون في مجتمعات المسلمين من هذه الطوائف وأمثالها من يعمل لصالح أجندة تحارب الدين الإسلامي وأهله، ثم تكون عوناً لها على العدوان بكل أنواعه (تخطيطاً وتجسساً واغتيالاً وسجناً وقتلاً وتخريباً).
    لأن الأمر عندئذ لم يعد مقتصراً على القيام بممارسة شعائر دينية، بل تحوّل إلى عدوان، وما دام الأمر قد تحوّل إلى عدوان، فلابد إذاً من تفعيل وسيلة دفعه ، وهنا يأتي دور آيات الجهاد والقتال لدفع هذا العدوان، وإذا أخذت آيات الجهاد دورها الفعّال في دفع العدوان ، ثم تحقيق هدفها في الظفر والغلبة ، يبدأ بعدها تفعيل أحكام الجزية بالنسبة لأهل الكتاب إن لم يختاروا الإسلام كثمن لحماية الدولة لهم والمحافظة على دمائهم وأعراضهم وممتلكاتهم، وذلك جزاءً لم اقترفوا من الظلم والعدوان أولاً ، وتأديباً لهم ولغيرهم حتى لا يعودوا لمثلها ثانياً ، واضعافاً لشوكتهم التي تقلل من تفكيرهم بالعدوان ثالثاً، ويظلوا بعد ذلك عاكفين على ممارسة شعائرهم دون أن يتعرض لهم أحد بسوء... أفهذا حكماً جائراً بحق المعتدي ؟
    ثالثاً: عجبه من مِنّة أخذ الجزية من أهل الكتاب وعدم قبولها منهم لأنهم ليسوا أهل كتاب سماوي، وتساؤله لماذا لم تطبق هذه الأحكام الفقهية عليهم بالقتل -إن كانت صحيحة-عبر التاريخ ...
    إن قبول الجزية من أهل الكتاب فيه نصوص ثابتة لا يمكن تعطيلها، أما غير أهل الكتاب ممن لا كتاب سماوي لهم، فليس هناك نصوص بقبول الجزية منهم، وهذه منة عليهم أعظم من المنة على أهل الكتاب، لكن لماذا لم تقم الدولة بقتلهم عبر التاريخ؟
    السبب في ذلك واضح وهو أن الدولة الإسلامية عبر تاريخها الطويل كانت لها الشوكة والقوة والهيبة التي تمنع هؤلاء من التفكير بالعدوان أو ظهور بوادره، فكانوا يتعايشون معهم على أن جانب الخطر منهم مأمون نظراً لقوة الدولة، وهذالم يمنع الدولة الإسلامية أيضاً من وضعهم تحت الرقابة تحسباً من أي خطر عدواني منهم، وبالتالي كانوا يمارسون شعائرهم في ظلها من منطلق قوله تعالى: لا اكراه في الدين، لعدم توفر الداعي لقتلهم ألا وهو التخطيط للعدوان أو ايقاعه.
    لكن عندما غابت الشوكة والغلبة والهيبة عن الدولة الإسلامية، واختارت هذه الطوائف أن تكون شركاء في التخطيط للعدوان على المسلمين سراً أو جهراً (بكل أنواع العدوان سواء الفكري أو الاقتصادي أو السياسي أو الأمني أو العسكري) وايقاعه عليهم والتآمر مع عدوهم على قتلهم، هل من المعقول عندها أن ندعو إلى التسامح وحسن التعايش واللحمة الوطنية معهم؟ عند التخطيط للعدوان أو ايقاعه لا ينفع الحديث عن التعايش والتسامح، لأن ذلك يجعل المسلمين كلأ مستباحاً دون وجود من يحميه، بل لابد أن تستيقظ الأحكام العادلة في موروثنا الفقهي وتأخذ دورها الفعّال في حقهم، وليس من العقل أو الحكمة أن تعطى جرعة مخدر لتغط في ثبات عميق حتى لا تتهم بأنها ظالمة آثمة ، فإذا قامت دولة بقتالهم في زمن ما وهي تتمتع بفقه في احكام الدين فسبب ذلك هو صدور عدوان أو تخطيط لعدوان منهم ، فإن قاتلتهم دون بوادر عدوان عندئذ نقول أن الدولة ظالمة جائرة بحقهم ، وهي التي تحاكم على جورها لدفعه، وليست الموروثات الفقهية هي التي تحاكم على أنها جائرة، فكم من أحكام واضحة في اسلامنا شوهها سلوك جائر من أفراد المسلمين لفهمهم السقيم .
    الكاتب: أبو ملهم

  2. #2
    تحيتنا لك دكتور محمد.
    *************

المواضيع المتشابهه

  1. الأصدقاء الكرام ...
    بواسطة محمد حبش في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-11-2015, 07:50 PM
  2. كيف نكتب، وإلى من نكتب.؟
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-17-2014, 09:47 AM
  3. نكبة فلسطين نكبة الأمة العربية
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-01-2012, 05:27 AM
  4. إلى جميع الأصدقاء والأحبة
    بواسطة د.أنس تللو في المنتدى السرقات الأدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-17-2011, 07:29 PM
  5. أعزائي الأصدقاء
    بواسطة منى الراعي في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-19-2010, 02:31 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •