سلام عليكم احبتي

وكل عام وانتم بألف الف خير -

يا له من يوم انه اول يوم في رمضان - تغير كل شيء فجأه - لا لقهوة الصباح ولا لسيجاره القهوه - يوم ليس كباقي الايام - انه اليوم الاول في رمضان - صلينا الفجر وعقدنا النيه على الصوم - واستفتحنا بالفتاح الرزاق الكريم -

توجهت الى عملي - انظر من حولي - الكل صامت - الجيران في محلاتهم - الكل ينظر للاخر نظره فيها المسكنه والقبول بالجوع والعطش - طاعة لرب العالمين
- هذا جاري ابو فراس بات يحرص على الصلاة جماعه - وقبل يومين كان عكس ذلك
وهذا يحمل مسبحته ويردد اذكار الصباح - وهذا يحمل المصحف ويقراء بنهم - لان له سنه لم يمس المصحف -

سألت نفسي - هل رب الايام الخاليه يختلف عن رب هذه الايام ؟- طبعا لا - ولكن ماذا يحدث الان - قلت في نفسي فرحة رمضان لا يعادلها فرحه
- وتليها فرحة العيد -

نزلت الى السوق قبل الافطار بساعه -- لأرى عجبا -- الكل يسعى من اجل بطنه
سيارات مزدحمه تسابق اقدارها - هذا يشتم هذا وهذا يصيح على هذا وهذا يغير مسربه ليوصل الاكل ساخن وهذا يحرص على ان يوصل القطائف طريه لكي لا يلفحها هواء الصيف الحارق - وهذا ينظز الى ساعته كانه على موعد مع معشوقته التي جعلته ينتظر وينتظر

بدأت الشمس في المغيب شيئا فشيئا -- والشوراع بدأت تخلو - وبانت مثل المدينه الفاضله - الكل بات يقبع بين اربع جدران - يراقب حركة امعائه والدقائق بدأت تتواني
بالبطء الشديد

عرموش ينظر حوله بشوق ولهفه للكل بعين ثاقبه يراقب هذا ويراقب تلك -- الكل في بيوتهم يشتمون رائحه المأكولات - وينتظرون ساعه الفرج بصوت الاذان يصدح معلنا بانتهاء يوم من ايام البركه

يا لدنائه النفس -- اتاني هاجس - معركه موته - عندما كان الصحابه رضوان الله عليهم
يقاتلون في رمضان وافطارهم كان حبة من تمر لا يأكلونها - بل كانوا يمصونها مصا -
لانه لا يوجد سواها -- كانوا رجالا على انفسهم ورجالا على الكفر - ينتظرون الشهاده في يوم صيام فيه حر عظيم وبلاء عظيم --

وها نحن نقبع امام الصحون والاواني - نغرف من هذا - ونتلذذ بهذا -- لا يهمنا سوى ملء البطون - حتى اذا قمنا الى الصلاه قمنا مثل الحبالى في ليلة الميلاد -


صياما مقبولا - وافطارا هنيئا --

وكل عام وانتم بخير