| العثمانين واللغة العربيه |
من المآخذ أيضا علي الدوله العثمانيه عدم إهتمامهم باللغه العربيه ولكن العثمانيين في حقيقه الامر بذلوا جهدا في هذا فنحن كما نقول لا نقيس التاريخ بالمسطره وإنما نعطي مساحات فقد بنوا المساجد في الديار التي فتحوها ولا تزال قائمه حتي الان في البوسنه والهرسك وألبانيا وأماكن عديده أخري في أوربا الشرقيه وأنشأوا المدارس وبعثوا شبكه من الفقهاء ولكن هذا الجهد كان في حدوده الدنيا فلو كانوا أستطاعوا أن يرفعوا هذا الجهد بخصوص تعميق الوعي بالدين الاسلامي وباللغه العربيه التي هي الجسر التي يصل للشعوب التي فتحت أراضيها بكتاب الله وبسنه رسوله صلي الله عليه وسلم ويربطهم أكثر بالعرب الذي يربطهم بهذا الدين كان من الممكن أن يكون الحال غير الحال .
ونذكر علي سبيل المثال الناصر صلاح الدين الايوبي وهو كردي كان يلقي الشعر بتمكن كامل وكان متفقها باللغه العربيه ومبادئها وكان أداؤه اللساني وخطابه عربيا صرفا وهو كردي .
...
ونحن نري أنه في تاريخينا ان الذي حمي اللغه العربيه كانوا من غير العرب فنري ( سيبويه ) الفارسي .
ولهذا كان هم خصوم هذا الدين أن يضربوا الاسلام والمسلمين في مقتل في لغتها العربيه إما بتحويلها الي اللاتينيه أو تحويلها الي العاميه أو بعوده الكتابه بحروف القوميات الاخري .
فاللغه العربيه ليست قضيه قوميه علي الاطلاق انما أريد لهذه اللغه أن تكون لغه عالميه بأعتبارها لغه القرآن ولغه هذا الدين فضلا علي ما تنطوي عليه من بعد حضاري .
ونتذكر أيضا كيف أن الناصر صلاح الدين من أجل إنهاء التأثيرات الفاطميه في الساحه المصريه أنشأ شبكه من المدارس الفقهيه الاسلاميه للاعاده بناء العقل المصري .
كذلك الحال بالنسبه لــ ( نظام الملك) المهندس والوزير المعروف الذي رأي أنه بالمدرسه التي تعلم علوم الدين واللغه العربيه ممكن أن تثبت دعائم هذا الدين في كل أرض يصلوا اليها .
العثمانيين فتحوا أوربا وحققوا المطلوب في هذا الاتجاه ولكن كان من المطلوب أيضا الاتجاه الي تعميق الوعي بثوابت هذا الدين و بلغته العربيه الام التي أصبحت لغه عالميه والتي لن يقدر لاي أمه أن تلتحم أكثر بمطالب هذا الدين ألا بأن تجتاز هذا الجسر اللغوي الذي يربطها بالقرأن والسنه .
د . عماد الدين خليل
______________________
الصورة :
الجيش العثماني يقاتل الجيش النمساوي المجري في سلوڤينيا خلال عهد آل كوبرولي.
* ع *