كانت مجموعة من الأرنب تقفز مسافرة بين الغابات , وفجأة وقعت أرنبتان في بئر عميق . تجمع جمهور الأرانب حول البئر, ولما شاهدوا مدى عمقه صاح جمهور الأرانب للأرنبتان اللتين في الأسفل أن حالتهما ميئوس منها وانه لا فائدة من محاولة الخروج.
تجاهلت الأرنبتان تلك التعليقات وحاولتا الخروج من ذلك البئر بكل ما أوتيتا من قوة وطاقة, واستمر جمهور الأرانب بالصياح بهما أن تتوقفا عن المحاولة لأنهما ميتتان لا محالة.
أخيراً انصاعت إحدى الأرنبتين لما كان يقوله الجمهور, وحل بها الإرهاق واعتراها اليأس, ففكرت في الانتحار فسقطت إلى أسفل البئر ميتة.
أما الأخرى فقد استمرت في القفز بكل قوتها. واستمر جمهور الأرانب في الصياح بها طالبين منها أن تضع حداً وتستسلم لقضائها , ولكنها أخذت تقفز بشكل أسرع وأقوى حتى وصلت إلى الحافة ومنها إلى الخارج وسط دهشة الجميع.
عند ذلك سألها جمهور الأرانب: لم تكوني تسمعين صياحنا، شرحت لهم الأرنبه أنها مصابة بصمم جزئي, لذلك كانت تظن وهي في البئر أنهم يشجعونها على إنجاز المهمة الخطيرة طوال الوقت.

ثلاث عظات يمكن أخذها من القصة ويمكن استنباط المزيد:
1-كلمة مشجعة لمن هو في الأسفل قد ترفعه إلى الأعلى وتجعله يحقق ما يصبو إليه.
2- الكلمة المحبطة لمن هو في الأسفل فقد تقتله, لذلك انتبه لما تقوله, وامنح الحياة لمن يعبرون في طريقك ولو بكلمة طيبة.
3- يمكنك أن تنجز ما قد هيأت عقلك له وأعددت نفسك لفعله؛ فقط لا تدع الآخرين يجعلونك تعتقد أنك لا تستطيع ذلك