السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يكاد يخلو النت والمواقع الغربية من مادة :التربية الاستقلالية، وربما قطع الغرب شوطا بعيدا فيها حتى انحنى المسار بهم...
وربما كانت عناصر: الكبت، والإهمال، وقلة الخبرة الحوارية سببا في تكريس الاستقلالية السلبية، مما يدفع الطفل كي يؤمن متطلباته النفسية اولا بنفسه..
لكننا في بلادنا نكرس ويجب ان نفعل: تكريس الاستقلالية الإيجابية وبناءها, وهذا يعني:
ان تفهم هوايات الطفل ميوله اهم ما يميزه عن اقرانه ومن حوله، وينمي إيجابيات هامة، فنحاوره بها مما يدعله فخورا بما يفكر بإنجازه, حتى يغدو قادرا على تأمين متطلباته بنفسه، دون أن ينكر اليد الخضراء للأهل في ذلك.
**********
كنت اواجه لوما ممن حولي ، أنني ساعدت أبنائي كي ينفردوا عني بآرائهم، لكن الحقيقة خلاف ذلك، ما جرى وما ميزهم عنهم نقاش وتفرد بشخصيتهم ساعدناهم على المضي بها، فليس عدلا أن نفرض ما نراه بأعين قلوبنا وعقولنا, فهم ليسوا نحن ولا نحن هم. ولكن مادام هناك قواسم مشتركة بيننا فهذا يكفي، من عرفان وبعض صفات نراها في انفسنا وفيهم...
تقول الأستاذة ميسم الحكيم:
ما يميز الطفل عنا اختلاف اهدافه: ونحن حراسهم :[1]
هناك كتاب لم نجد غيره عبر الشابكة ربما خدمنا من زاوية خاصة وهو:[2]
التربية الاستقلالية:
المؤلف: ألفونس اسكيروس
المترجم: عبد العزيز محمد بك
دار النشر: المركز القومي للترجمة
لكن ما نسقطه الآن زاوية عملية ميدانية تماما. فهو يقول من ضمن ما يقول في بدايته:
اجعل العلم والتعليم تسلية لا إرغاما, ولغة النقاش ديدنك.. الخ.. مما يجعل العلاقة بين أفراد الأسرة علاقة بنائية إيجابية حميمة لأنها لا تفرض بل تروض.
وكل هذا يبدأ من مرحلة الحمل وحتى اليفاعة.
حتى العقاب يؤخذ نقاشا لا عقابا...
وترتيب جملتك في النقاش هي من تحفر في عقله اخاديد العمل والثمر...
هذا لا يعني أننا مربون ممتازون، وأننا لم نخطئ يوما في سلوكنا، ولكن سلوكنا الحياتي هو الأصل في ان نكون قدوة تمشي على الأرض، والمستقل غالبا يربي مستقلا إلا لو كانت ممن يستمتع بالديكتاتورية التي عاشها مع أبويه فعاش مستقلا لكن عقد الكبت بقيت مسيطرة عليه، وهؤلاء يجنون الحنظل فقد ذكرت لي إحداهن يوما:
بعد تربية 5 بنات لم تعد إحداهن تتصل بي ولا تسأل عني:
لقد جنت ثمار ديكتاتوريتها او إهمالها في الحالين...
في زمننا هذا حصل الجيل على استقلاليته بفضل التقنيات الحديثة، لكننا خسرنا بعض ولائهم وطاعتهم، وهنا بات دور الأهل تربية أثقل واخطر.
فالرباط يجب ألا ينفك بينهم أبدا من خلال المتابعة والحنان والمرجعية والحوار الإيجابي:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ( 23 ) واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ( 24 ) )سورة الإسراء
صدق الله العظيم
وللموضوع بقية.
د.ريمه الخاني 10-10-2014
[1] للمزيد:
http://omferas.com/vb/t50811/
[2]
للتحميل: كتاب التربية الاستقلالية : اميل القرن الت