المغص يشتد وكل أعضاؤك ترتجف أحشاء بطنك تتقطع لم تعد تقوى على التحمل لا بد من عيادة الطبيب.
تصل إلى العيادة لتأخذ رقما وتتوجه إلى قاعة الانتظار التي تبدو مكتظة بالرغم من انك أتيت مبكرا ولم تكن تعتقد أن هناك أحدا قبلك .
تجلس قرب طاولة وضع عليها مجموعة من الجرائد والمجلات التي ربما ستؤنسك ريثما يحضر الطبيب .تتناول الجريدة الأولى التي تبدو أوراقها صفراء ممزقة من كل الأطراف تنظر إلى التاريخ المثبت عليها لتجده قديما جدا. تطرحها جانبا للبحث عن شيء جديد ربما تقدمه لك المجلة الملونة .تتصفحها لتجدها تحكي عن أشياء لم يعد احد يتذكرها زيارة السادات لإسرائيل والمواقف المنددة بمثل هده الزيارة .هده المجلة ربما تاريخية ستقوم بتحليل لمثل هدا الحدث التاريخي الذي احدث تحولا في تاريخ القضية العربية . إنها ليست كذلك فهي مجلة سياسية وجدت على هده الطاولة مند دلك الزمن الغابر.
تعدل عن المس بآية مجلة أخرى أو جريدة لان المعروض كله تحف فنية ليس لها علاقة بالحاضر.
تنتظر الفرج ربما تأتي الممرضة بجرائد اليوم إلا أنها لم تفعل حيث دخلت قاعة الانتظار وأشعلت التلفاز على قناة أجنبية خليجية موضوعها الذي يشد كل الزبناء هو التداوي بالأعشاب وبأشياء أخرى .يسرد المذيع مجموعة من الحالات التي تم علاجها بفضل مجموعة من الفقهاء ويقدم شهادات حية من هؤلاء الدين تخلصوا من المرض كلية .تعود إلى الطاولة لتاخد مجلة وكأنك تنتصر للتاريخ على قناة لاتستسيغ ما تقدمه.
تشير إلى الممرضة بتغيير القناة وقبل أن تنهض من مكانها استجابة لطلبك يواجهك الحضور بنظرات استغراب واستهجان تعدل معها الممرضة عن تغيير القناة.يشتد الوجع بداخلك فتقوم متوجها إلى المرحاض لعله يسعفك في تجاوز هدا الموقف .بداخل المرحاض تتأمل ما حاولت فرضه على الجميع بتغيير قناة يتمسكون بها, لهم الحق أليسوا أغلبية أما أنت فلا تمثل أي شيء أنت أقلية والأقلية دائما لاصوت لها .يجدون الحل في هده القناة ويزورون الطبيب في نفس الوقت هده أشياء لايستسيغها العقل والمنطق .عن أي منطق تتحدث .افرغ ما في بطنك وعد من حيث أتيت ربما اقترب وقت مجيء الطبيب لتتخلص من هؤلاء الناس.
تسمع من داخل المرحاض خطى مسرعة تدخل العيادة ربما يكون الطبيب قد حضر الآن .تخرج مسرعا مع دقات جرس الهاتف الدي تاخده الممرضة برفق وهي تقوم من مكانها
_ نعم آ لالة ..نعم الالة ياك لاباس ..لاباس عليه ...واخا ..الله يشافيه ...سآ تي حالا...
تطرح الممرضة السماعة وتتجه نحو قاعة الانتظار وهي تلوح بيدها إلى الجميع
_ اسمحوا لنا لن يأتي الطبيب هدا اليوم لأنه مريض.
يندهش الجميع لهدا الخبر. يضعون أوراقهم لدى الممرضة ولسان حالهم يقول :
الطبيب يمرض هو كذلك كباقي الناس