بسم الله الرحمن الرحيم
أم المؤمنين
صَفِيَّة بنت حُيَيّ بن أخطب رضي الله عنها
د. ضياء الدين الجماس
يا مَنْ صَفَتْ لِمُحمّدٍ ولها اصطفى = فيكِ المحامدُ والمكارمُ والوفا
خُيّرتِ بين بني النضير ومَنْ عفا = فاخترتِ منْ لله كان الأحنفا
هي بنتُ هارونَ الفصيحُ لسانها = والعمُّ موسى بالخوارق أردفا
والجدُّ يعقوبُ الذي مِنْ نسله = وُلدَ الجمالُ وبالفضائل أعصفا
يا منْ ألقْتِ بتاج لؤلؤة الصفا = ولبستِ أردية الصفيِّ المصطفى
وفديت نفسكِ للحبيبِ سخيَّةً = ورداءُ حِبِّك بالوداد تغلفا
فوددتِ أنَّ مصابَه بكِ لا به = وبصدق ذاك جرى الكلام وما اختفى
وملأت لبَّك بالحنين لربه = آثرتِهِ والقلبُّ منكِ تصوّفا
نعم الصفيّة بنتُ أخطب أمُّنا = فحياؤها بالنورِ كان مغلَّفا
فَلَكِ الجِنانُ توسَّعَت وتطيبّت = وجمالها متهلل وبك احتفى
صلى الإله على النبيِّ وآله = والزوجِ والصّحْبِ الكرام ومن وفا
============
صفية بنت حيي بن أخطب من بني النضير من ذرية النبي هارون بن عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن آزر. وأمها: برة بنت سموأل من بني قريظة وهي أخت الصحابي رفاعة بن سموأل.
وقد أخذت أسيرة يوم خيبر ، واصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، وخيّرها بين الإسلام والبقاء على دينها فاختارت الإسلام ولذلك حررها وتزوجها لإكرامها ورفع مكانتها وتعويضها عمّن فقدت من أهلها وربما بهذه المصاهرة يلين قلب اليهود من قومها ويخف عداؤهم. وقد اشتهرت بوفائها ونقاء حبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففي مرض وفاته قالت له ( إني والله يانبي الله لوددت أن الذي بك بي ) ، وقد شهد النبي ، عليه الصلاة والسلام، على صدقها بذلك . وقد توفيت عام 50 هـ ودفنت بالبقيع وكانت قد أوصت بألف درهم لعائشة رضي الله عنهما.