بسم الله الرحمن الرحيم
أمُّ المؤمنين
زينب بنت جحش رضي الله عنها
د, ضياء الدين الجماس
الوحيُ منهجُهُ هدًى وفلاحُ = للعالمين حمايةٌ وسلاحُ
تتنزل الآيات في طبق الهدى = يجلو الموائدَ فوقها المصباحُ
فيبددُ الحلُكات عن سبل الورى = ويَحلُّ في أفق الظلام صَبَاحُ
في سورة "الأحزاب" أشجارُ التقى = بظلالها كلُّ الورى يرتاحُ
بزواج زينبَ سِكَّةٌ ضُرِبت لنا = ويقامُ فيها العيدُ والأفراحُ
رَضيَتْ بــــ "زيدٍ" طاعةً لأصولها = فَيَدُ الشريفة للدَّعيِّ مباحُ
(فلقد قضى ربُّ البرايا أمرها = رضيت بما يرضى لها الفتَّاح)
لمَّا قضى "زيدٌ"بها وَطَراً مضى= بسراحها واليسر منه سماحُ
أمرَ الإلهُ رسولَنا بقرانها = إنَّ الكتابَ بثغرهِ صدّاحُ
فتمزقت حُبكُ الحهالة مزْقَةً = في ذاك تجربةُ النبيِّ كفاحُ
(ما كان أحمدُنا أباً لرجالنا = إنَّ الرسولَ بدينه وضّاحُ)
في عرسها حضر الخلائق فرحَها = وجرى نسيمٌ عاطر فوّاحُ
وبفرحةٍ خلدوا وطاب مقامهم = أكلوا الطعام وبالشراب ارتاحوا
نزل الكتابُ مؤدِّباً ومعلِّماً = للمهتدينَ إذا أتَوْا أو راحوا
(لا تدخلوا بيتَ النبيِّ لترتعوا = فإذا طَعِمْتُم فالخروج متاحُ)
نورٌ على نورٍ يداعب لبَّها = آيُ الوليمةِ والحجابِ بواحُ
بنتُ الكرام عزيزةٌ بأصولها = ولأمّنا شعْرُ الهدى مدّاحُ
بوابةُ السورِ العظيم تلألأت = أدَبُ الكرام لقفلها مفتاحُ
حملت حديثَ المصطفى بجناحها = يعلو رباها المجدُ والإصلاحُ
=========

زينت بنت جحش (أمُّ الحكم) ابنة عمَّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من السادة الأشراف الأحرار. نزلت بخصوصها الكثير من آيات سورة الأحزاب
زيد = زيد بن حارثة من الموالي ، وتزوج زينب بنت جحش ، ورضيت به طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)
وبهذا الزواج كسرت عادة امتناع زواج الأشراف من الموالي فأصبح مباحاً. وبعد أن طلقها تزوجها النبي محمد عليه الصلاة والسلام.