تونس: الصّفعة الّتي أحدثت ثورة و أطاحت بنظام كامل !
سمع الجميع، بل العالم كله، بمأساة محمد بوعزيزي الذي أحرق نفسه يوم 17 ديسمبر 2010 فأثار الشعب التونسي و أطاح بالرئيس زين العابدين بن علي و بنظامه بعد أسابيع من الاحتجاجات و المظاهرات و المشادات مع قوى الأمن، إن وسائل الإعلام تنقل ليس يوما بيوم و إنما ساعة فساعة ما جرى و ما يجري في تونس من أحداث، و قد صارت تونس محط اهتمام العالم و قبلة عيون المشاهدين و المستمعين و القارئين، هذا كله معروف و معلوم، لكن الذي، ربما، لا يعرفه كثير من الناس أن البو عزيزي لم يقدم على حرق نفسه هكذا من تلقاء نفسه دون سبب مثير للغاية زيادة على الحالة النفسية التي يعاني منها جراء حياته الاجتماعية المزرية كما وصفتها وسائل الإعلام.
كان بوعزيزي بطاَّلا رغم كونه متحصلا على شهادة التعاليم الثانوي في محيط فقير و وسط اجتماعي بسيط، إشتغل مع عمه في فلاحة قطعة أرض يملكها هذا العم إلى أن سلبت منه لأسباب غير معروفة، فاتخذ عربة يبيع عليها الخضروات في سوق مدينة سيدي بو زيد التونسية ليعيل نفسه و عائلته الفقيرة، و في يوم ما أمرته الشرطة بمغادرة المكان فحاول إقناع الشرطية التي تحدثه بظروفه فلم تقتنع الشرطية بكلامه و صفعته الصفعة التي أشعلته غضبا فأشعل النار في نفسه و أشعل ثورة في بلده و النتيجة معروفة للناس كلهم حتى الآن، ليس هذا فقط، بل تشير بعض وسائل الإعلام أن الشرطية لم تكتف بصفع الرجل بل بصقت على وجهه إمعانا في الإهانة !
حاول محمد رفع قضيته إلى مسئول المنطقة لكنه لم يلق أي رد أو تجاوب فلم يجد أمامه سوى القيام بفعل يدخله التاريخ، تاريخ تونس المعاصر، من باب ... النار، و الموت بهذه الطريقة البشعة، إذ لم يعد له ما يخسره بعد ما خسر كرامته و رجولته فكم صفع و صفع لكن كانت هذه الصفعة الأخيرة التي أحدثت ثورة في البلد و أطاحت بنظام كامل !
فما تعليقكم ؟