قصيدة رثاء الدكتور غازي القصيبي الذي توفي يوم الإثنين 6 رمضان 1431الموافق 16 أغسطس2010 بعد حياة حافلة بالعطاء حيث كان وزيرا وسفيرا وشاعرا فحلا
**
هي الأقدار
**
شعر
صبري الصبري
هي الأقدارُ نلقاها كِفَاتا= فتردينا وتصلينا المماتا
وتنزلنا منازلنا قبورا= برازخنا بها نحيا رفاتا
إذا وافت توافينا بحتمٍ= وحسم فيه تقتلع النباتا
يجف الماءُ في عمر تراءى= زمان العيش في الدنيا فراتا
يعود المرءُ عودته لأرض= ترابا مثلما بدأ الحياةَ
كأن الناس بالأجداث أمست= حصيدا خامدا يرجو النجاةَ
وكانت في معيشتها بسعي= حثيث واكبت فيه السعاةَ
وجاء الموتُ بالأقدار أمرا= من الجبار يجعلنا كفاتا
أحقا (غازي) الإبداع ماتا ؟!= وصاحب في حمى الصوم المواتا ؟!
وودَّع عالم الأحياء يلقى= ببرزخه مع الموتى الوفاةَ ؟!
فُجِعت بفارس الأشعار شعري= تهدَّر بحره نادى النعاةَ
هلموا للرثاء بشعر حزن= يطبب من عَنَا الفقد الذواتا
ويذكر للفقيد جليل قدر= يرافق بالأسى عنه الرواةَ
فـ(غازي) عاشق الوجدان يحيا= حياة أنجبت فينا البناتا
وأبناءً حسانا في قصيدٍ= لـ(غازي) كلهم كانوا حماةَ
لأمتنا الجريحة في شموخٍ= بحكمة فكره عنها استماتا
وزيرٌ إن شخصت وزير عملٍ= وماءٍ تلتقي فيه السقاةَ
وكهربةٍ وصحة في وثوقٍ= بهم قد كان للعليا نواةَ
فساهم في نهوض الفكر فيها= ورسَّخَ في مرابعها الثباتا
سفيرٌ إن رغبت سفير قومٍ= يسير محاربا فيهم سباتا
خطيبٌ إن سمعت خطيب حفلٍ= يباري في بلاغته النحاةَ
وأثرى أمة الأمجاد جهرا= يحارب في حمى القدس البغاةَ
ويحمي بالقصيد عرين أقصى= يلاقي في إبا العزم العتاةَ
أ(غازي) ما طرقت الشعر إلا = وكنت مواكبا دوما غزاةَ
أراهم مهدوا الأشعار نهجا = لغيرهم وما عرفوا الفواتا
كأسد الغاب هابتهم عوادي = وأمتهم بأعينهم شتاتا
ينادونا بهمتهم جميعا = كما بالوعي قد نادوا الولاةَ
بشعري قد رثيت الفذَّ أحصي= له في وسع مقدرتي السماتا
وأدعو ربنا المعبود يعطي= لـ(غازي) في سنا الخلد الحياةَ
ويجزل فضله المرغوب بسطا= له يمنحه بالعفو النجاةَ
وأبلغ سيدي الهادي وآلا = إلهي خالقي فضلا صلاةً
وتسليما لهم ما ضم شهرٌ= صياما أو قياما أو زكاةَ !!