لنعلم أن أكثر المعذبين في جهنم بسبب لسانهم الجارح،فهو كالحسام ، وقد أردت بيان هذه الحقيقة فلينتبه كل منا إلى كلمته قبل إطلاقها فقد تجرح وتدمي القلب والروح. وفي المثل يقولون "لسانك حصانك" وقد سميتها هنا "لسانك حسامك" فهو أمضى من السيف.
لسانُكَ حسَامُكَ
يا عُجاباً من فتى لا يرعوي ...قال قولاً في المهاوي يرتمي
قد هوى في النار دركاً سافلاً ..قال هذْراً ساقطاً في مقلمي
كيف ترمي البحر سهماً قاتلاً .. هل يموت البحر من سهم قمي ؟
قد عجبتُ الناس في أهوائها... ساهموا غيلا لوأد المُكرم
"ليس منا"، عبرة قد قالها .... أحمدٌ خير الورى فيمن عمي
"ليس منا"، مفتر قول الهوى .... كاذباً يرمي لنيل المغنم
"ليس منا"، من رمى من غافل ...علَّه يبدو كباز ملهم
ليس من غش الورى ينجو به... وسيصلى النار نارَ المضرم
كم من الأهواء قد ضلت به ... سبلاً أردته حكمَ الـمُحكم
فانظر الجاني وراقب ما به .... ليته ينحى مناحي المسلم
ما تُرى إسلامنا يرضى به ؟... غير صمت أو لجام ملزم
صن لساناً فاحشاً لا يرعوي ... لا لدين أو لشرعٍ ينتمي
بالهدى والعلم نرجو همة ..نرتقي فيها إلى من نحتمي
ياكريماً عافنا بعد الردى.... رابحٌ من جاز حشر المجرم
كن جواداً ما هراً في قفزه ... واجتز العَثْرات في لجم الفم
إنني أرجو من الله التقى ... من يرانا في الظلام المبهَمِ
ياحفيظاً صن لساني طاهراً ...مبعداً عني لهيب المَغْرَم
واحفظنْ ربي صلاتي دائماً .. بات حبي للطهارى في دمي
يا إلهي أنْت جاوزْ هفوتي ...واعف عني ما بدى من مثلمي
أنت خيرٌ صافحاً ما قلته .... أنت خيرٌ غافراً يا مكرمي
صلِّ يا ربي على خير الورى .... دائماً، ترضى بها يا ملهمي