متى تنتهي محنة الشعب السوري ؟!

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


من جديد يستعد الغرب لعقد مؤتمر جنيف 2 ، لحل الازمة السورية وحقن الدماء على حد قولهم ، وكأن مؤتمر جنيف 1 عاد بشيئ ملموس على الارض أو حقق للشعب ما يصبو إليه من الانعتاق وإزاحة ظلم النظام ، وما أفشل المؤتمر السابق هو نفسه ما سيفشل المؤتمر التالي ، اشبع الغرب مسامع الشعب السوري عبارات التنديد وانهالت الوعود بدعم المعارضة ، ولم يتغير شيئ ولم تحسم المعارك ولم ينزاح النظام وبين جنيف 1و2 زاد النظام من الفتك بالآمنين وزادت اعداد اللاجئين ، وزادت المحنة استفحالا ، إذن ما الغاية من عقد مؤتمر جديد ؟!

كم تتشابه محنة الشعب السوري ومحنة الشعب الفلسطيني ، هو أيضا انهالت عليه الوعود وأن اللجوء لن يطول والعودة قريبة وو....وله ستة عقود ينتظر ، وفي سوريا النزيف مستمر في ظل سياسة غربية لا تبحث عن الحل ، بل تبحث لها عن موطئ قدم في مستقبل سوريا ، أليس هذا مشابه لما حل بالشعب الفلسطيني من نكبات ، في الوقت الذي تدار فيه قضية فلسطين في أروقة الامم المتحدة ، تحصد آلة الحقد أرواح الآمنين على الارض وتفرض الأمر الواقع ، ليذعن اصحاب القضية من عرب وفلسطينينن لأملاءات الغرب ، حتى حين خلق المحتل واقعا على مقاسه وشتت أصحاب الارض وتمكن من بسط سيطرته ، تأتي القرارات المجحفة لتوافق ما فرضه المحتل بقوة ، ويؤثر هذا في مواقف العرب ويفقدهم أوراق الضغط .

نفس الشيئ طرف يمد النظام الغاشم بالسلاح وطرف يماطل ، لا يبحث عن حل بل يريد أن يملي شروطه بما يخدم مصالحه بين المؤتمرين لم يتحقق شيئ سوى المزيد من الدمار والخراب ، حتى تضعف مواقف المعارضة وبذلك يشكل الغرب واقعا لا يضر بمصالحهم إن كانت روسيا أو أمريكا سيان ، كلهم مشاركون في ما يحل بالشعب السوري ، واحد بمده السلاح للنظام والآخر بالتماطل حتى تستبين له الصورة ، وما سيسفر عنه مستقبل سوريا ، في ظل هذه السياسة المجحفة يدفع الشعب السوري من دمه وأمنه الكثير ، الغرب لا ينشد الحل بل يطيل في أمد المحنة حتى تذعن المعارضة والجيش الحر ، وإلا من الغد لا مكان للنظام ، حجة المتطرفين التي يرددها الغرب ما هي إلا شماعة لتطول المحنة وإلا لو كان تمة سلاح نوعي لما دخلت الثورة عامها الثالث ، حقا هي حرب كونية لكن ليست على النظام الغاشم بل على الشعب السوري ، وهو من يكتوي بنارها ..

مؤتمرات التي يطلقها الغرب ليس القصد منها وقف النزيف ، بل تخوف من المستقبل وإيجاد موطئ قدم فيه ، في عرف الغرب الشعب السوري تجاوز النظام الغاشم لكن الغرب يستشرف المستقبل وعلى ضوءه يضغط على المعارضة بطريقته الخاصة طبعا وإلا عن أي حوار يتحدث والنظام أوغل في دم شعبه !
الشعب السوري لم يدفع الكثير من دمه ليملي الغرب سياسته أو ليكون للنظام موقع في مستقبله بل ليزيحه ، ويبني سوريا على أسس متينة حرة يشارك في بناءها كل الاطياف وتبني قوة ، وهذا ما يغيض الغرب ، الغرب يغض الطرف على مساوئ المستبدين إن كانوا ممانعين أو رافعين شعار الديمقراطية ماداموا يخدمون مصالحه كل بطريقته الخاصة ، لكن حين يصدح الشعب مطالبا بالحرية هنا ينتاب الغرب التخوف من القادم ، ويبحث عن حلول تخدمه حتى وإن طالت المحنة سنين حتى يتسنى له مبتغاه ، وكلما طالت المحنة كلما زادت الضغوط على الثوار وعلى المعارضة في ظل معركة غير متكافئة مع نظام غاشم يملك التفوق في السلاح ..
كلما صمدت المعارضة وتبثتت على مطالب الشعب العادلة وتشبتت بشروطها وكلما حقق الثوار انتصارات على الارض وكلما صمد الشعب ، كلما نال ما يصبو إليه ، إن شاء الله .