بهدف الحدّ من العنوسة وبسبب نتائج عدم تنظيم النسل
"الشورى" يدرس نظاماً لزواج السعوديات من غير السعوديين والعكس





ذكرت مصادر أن مجلس الشورى يدرس حالياً ومن خلال لجنة خاصة تزويج السعوديين من غير السعوديات وتزويج السعوديات من غير السعوديين، وذلك من خلال تخفيف القيود والشروط المفروضة على ذلك.
وأكد عضو مجلس الشورى ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة بالمجلس الدكتور طلال بكري في تصريح خاص لـ"سبق" وجود ضوابط وتقنين لهذه الدراسة "فنحن في لجنة الشؤون الاجتماعية في مجلس الشورى ندرس حالياً زواج السعوديين من غير السعوديات والسعوديات من غير السعوديين؛ لأن هناك سعوديات لا يردن الارتباط بسعوديين والعكس".
وأضاف بكري: "من أهداف هذه الدراسة تخفيف نسبة العنوسة في المملكة وإذا فتحنا المجال بشكل نظامي للجنسيين فاعتقد أن هناك حالات زواج سوف تحدث ولدينا كثير من السعوديات يردن أن يتزوجن من غير سعوديين، إضافة إلى الحد من الطرق الملتوية التي يلجأ إليها بعض المواطنين للزواج من الخارج وينتج من ذلك الزواج أطفال أبرياء أيتام لا ذنب لهم ولا هوية ولا وطن".
وأرجع الدكتور بكري تزايد نسبة العنوسة إلى الانفجار السكاني الحاصل في المملكة الذي أتى دون تخطيط سليم "للأسف"، وأن قاعدة التكاثر والتناسل في المملكة "لم تبن على أسس صحيحة وما نتج عن زيادة في عدد سكان المملكة والعنوسة هي إحدى هذه النتائج"، وعدد السكان غير الطبيعي سوف يولد عنوسة، إضافة إلى عدة أسباب تؤدي إلى ارتفاع نسبة العنوسة منها غلاء المهور والانفتاح على العالم الآخر.
من جانب آخر نفى رئيس قسم التربية بالجامعة الإسلامية وعضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية للزواج ورعاية الأسرة "أسرتي" الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم الزهراني أن عدد العانسات في المملكة وصل إلى أكثر 5 ملايين،

وقال: " أنه لا توجد أرقام وإحصاءات دقيقة للعنوسة والأرقام المنشورة التي تتداولها بعض الدراسات أو المواقع الإلكترونية أو الكتاب فإنها تثير القلق والشك فهي منذ عام 2002م، تتكرر دون زيادة أو نقص وإذا كنا نريد أن نحدد رقماً تقريبياً حسب التعدد السكاني السابق فيمكن أن يصل العدد إلى أكثر من (200) ألف عانس باعتبار أن العنوسة تبدأ من سن 30 فأكثر .
وأضاف الزهراني: "نظراً لتفاقم ظاهرة العنوسة في المجتمع وزيادة معدلاتها فالواجب المبادرة إلى التركيز على هذا الموضوع وطرح الحلول العاجلة لمعالجة تأخر زواج الفتيات". وعن أسباب العنوسة
قال الزهراني: "أسباب العنوسة فهي كثيرة ومن أبرزها: التغييرات التي طرأت على المجتمع، حيث تغيرت نظرة الفتاة للزوج فلم تعد تفكر في التدين أو القوة البدنية أو الشكل، بل أصحبت تبحث عن حياة مرهفة وهذا يصعب على الشباب أن يوفروه لزوجاتهم في ظل البطالة والغلاء وقلة الدخل وغلاء المعيشة وارتفاع تكاليف الزواج وضعف متوسط دخل الفرد, وجشع وطمع بعض الآباء في رواتب بناتهم، حيث يرفض من يتقدم للزواج من ابنته لأنها موظفة وتدر عليه دخلاً شهرياً والبعض الآخر يرفض تزويج ابنته حرصاً على الممتلكات, وغياب دور الخاطبة مع عدم توفر الثقة فيها, وهناك أسباب مرتبطة بالفتاة نفسها".

من جانب آخر أكد الخبير الاقتصادي والناشط ومهتم بقضايا وشؤون المرأة سالم السالم:

أن الأرقام والإحصائيات التي نشاهدها في الصحف والمواقع الإلكترونية عن العنوسة في المملكة مفزعة وطالب بالتأكد منها لأنها "غير صحيحة" بحسب قوله.
وقال: "بحسب التعداد السكاني في عام 1425هـ نجد أن النساء اللائي تبلغ أعمارهن 30 عاماً وأكثر، مليونان و 490 ألف و 317 امرأة سعودية، ولو افترضنا أن مليوناً ونصف المليون عانس في المملكة كما أشارت بعض التقارير الصحيفة فمعنى ذلك أن 60 % من النساء السعوديات اللائي هن في عمر 30 عاماً وما فوق عوانس والنسبة المتبقية 40 % يدخل فيها الفئات المتبقية من المطلقات والأرامل والمتزوجات".
وأضاف: "لو نسبنا هذا الرقم إلى أرقام المسح الديموجرافي الذي أجرته مصلحة الإحصاءات العامة 1428 هـ فنجد أن النساء السعوديات اللاتي تبلغ أعمارهن 30 عاماً وما فوق، الذي ذكر أن عددهن في ذاك العام بلغ مليونين و 844 ألف و 832 امرأة سعودية، فنجد أن المليون والنصف هذه تشكل نسبة 53 %، وبالتالي فإن العوانس لا يزال عددهم أكثر من نصف المجتمع في هذه الفئة العمرية".
وعندما نبحث عن نسبة العنوسة الحقيقة والحديث يعود للسالم التي أظهرتها التعدادات والإحصاءات المتلاحقة التي صدرت من جهات حكومية رسمية فلدينا مصادر رئيسية تعداد 1413هـ و 1425هـ و 1428 هـ "المسح الديموجرافي"، فتعداد 1413 هـ نجد أن النساء اللائي أعمارهن 30 عاماً 27 ألف و 225 عانساً ويشكلن نسبة 1.09% من جملة النساء في هذه الفئة العمرية , أما تعداد 1425هـ فقد ارتفع عددهن عن السابق ووصل إلى مليونين و 490 ألف واللائي لم يتزوجن منهن 85 ألف و 712 بنسبة 3.04% . أما المسح الديموجرافي لعام 1428هـ فقد وصل عدد اللائي لم يتزوجن إلى 108 آلاف و 412 امرأة سعودية بنسبة 3.08 % فمعنى ذلك أن العنوسة من عام إلى عام ازدياد .
وقال: في عام 1413هـ نسبة المتزوجات 21 % ما بين عمر 15 إلى 19 عاماً من الجنسية السعودية, وفي عام 1425هـ نسبة المتزوجات 8 % وهذا يوضح أن سن الزواج تأخر وتغير وفي عام 1428هـ كما أكد المسح الديموجرافي في نفس الفئة العمرية من 15 إلى 19 عاماً نسبة المتزوجات 4 % .

واختتم السالم تصريحه بأن المشكلة في سن الزواج وليس العنوسة، وهنا نحتاج إلى إعادة تعريف العنوسة التي تنمو بشكل واضح ولكنها بعيدة كل البعد عن الأرقام المفزعة التي تذكر في وسائل الإعلام ولابد من إجراء دراسات وتعريفات بشكل دقيق للعنوسة التي هي أيضاً تنطبق على الرجال ففي 1428هـ أكثر من 5% عانس من الرجال وعام 1425هـ 4.7% وفي عام 1413هـ 4% من عمر 30 عاماً وما فوق لكل عام.
منقول
ذيبان