أزمات الأمة
أزمات الأمة كثيرة تظهر على شكل طغيان مستبد أو حصار آثم أو تهجير ولجوء وغرق في البحار أو حروب أو كبت لأنفاس شعب ثار لأجل الحرية والكرامة أو علماء دين يفصلون الفتاوى على مقاس الحاكم أو أزمات السلوك أو الفاعلية والتخلف وغيرها الكثير
الأزمات التي تعيشها الأمة هي ليست المرض بل هي الأعراض التي يشعر بها المريض ، وهذه الأزمات هي من رحمة الله ﷻ بِنَا ، ودعونا نفهم لماذا :
هناك أمراض خطيرة لا يشعر بها الإنسان لكنه يشعر بمغص أو أوجاع شديدة أو ارتفاع حرارة أو غيرها من الأعراض ، ولولا هذه الأعراض لما شعر بالمرض الذي قد يفتك به وهو لا يشعر
وهناك أمراض تعالج بالأدوية على يد طبيب متمكن ، وهناك أمراض لا علاج لها إلا استئصال عضو داخلي وخارجي على يد جراح ذي يدٍ دقيقة
أكبر أزمات الأمة اليوم ثلاثة كل منها تبرز في فئة ( وهي موجودة في كل الفئات ) :
الأولى هي أزمة الفكر المتخلف والوعي الضعيف وتظهر أساساً لدى فئة المفكرين والعلماء والدعاة
وعلاجها هو بإنشاء جيل جديد من العلماء والدعاة متمكن من العلم الشرعي ، ومنفتح على العصر ، ومتحرر من التبعية للحكام
والثانية هي أزمة القيادة لدى الحكام الخونة أو المستبدين أو غير الأكفاء وعلاجها هو بإعداد قيادات شابة ذات هوية إسلامية ولغة عصرية ووعي عميق ومهارات عالية وولاء لأمتها فقط
والثالثة هي أزمة الوهن أي الضعف العام في شعوب الأمة، وقد فسره الرسول ﷺ بأن الوهن هو ( حب الدنيا وكراهية الموت ) ، وعلاجه بتربية جيل جديد من الأمة ( وكل ما نحتاجه هو ٢٪) جيل يعتز بهويته ومستعد للموت من أجل دينه وأمته وبلده وحريته وكرامته
إذاً أزمات الأمة ليست لدى شباب الأمة في الغالب بقدر ما هي في معظم شيوخها حكاماً وشعوباً ، ودورنا في إعداد الجيل القادم الذي سيدير شؤون الأمة لينافس بأمته العالم ويصنع مجد الأوطان وعز الأمة
وإنهم يرونه بعيداً وأراه قريباً