أراكَ وكأني لا أراك
أراكَ تَسكنُ بين رموشي
أراك تسبحُ في بحر عيوني
اسمعُ لُهَاثَكَ وأنت تنادي باسمي
فأُجيبُكَ لبَّيك ياعمري
وعندما أحاولُ أنْ أراك
ألتفتُ حولي ولا أراك
لماذا عليَّ أن أغوصَ بنيران حبِّك
لماذا قلبي لا ينبض الا من أجلك
أعيشُ على صدى حِسِّك
أموتُ وأحيا على ذِكْرِك
أبكيك حتى تفنى عيوني
وأسمعُ صوتَكَ يناديني من صميم قبرك
لا تحزن ياحبيبي فأنا وُلِدتُ
لأموت فداءً لحبِّك
أنفاسُك مازالت تُلْهِبُ فؤادي
وتقذف في عيوني نوراً
لكي لا أرى أحداً من بعدك
وعندما ينام النهار أسرقُ نجوم السماء
وأسقي بها سنابل حقلك
فَتُوُبِّخُني وتُناجيكَ قائلةً:
أيُّ نورٍ يسقني من بعد نور وجهك؟
لَسْتِ وحدَكِ أيتها السنابل
فدنيتي ازجهرَّت وماتت من بعد موتك
لكنَّ روحي ستبقى حيَّة
كلَّما رقدت فوق قبرِك