بسم الله .. الحمد لله .. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .. وآله الأبرار .. وصحابته الأخيار .. وزوجاته الأطهار ..
مصادفة عجيبة!! كنت أراجع مقالاتي القديمة - حسب طلب إحدى أخواتي الكريمات - فوصلت عند مقالة (السينما .. وما أدراك) .. هذه المقالة أوقفت استرسالي في نشر كراس (حتى لا يذيب الصمت ألسنتنا) .. بسبب عدوان الصهائية على غزة - 2008م - بالأمس أيضا تكرر العدوان - الذي لم يتوقف أصلا - على غزة ... فطارت الأفكار التي كانت تعتمل في رأسي ... فقررت العودة إلى الأرشيف .. وإعادة ما تفضل عليّ (موقع لجينيات) بنشره إبان ذلك العدوان ... وهي فرصة لكي أجدد شكري لأخي أبي لجين ...
حقيقة لا أعرف تسلسل نشر المقالات ... ولا يهمني ذلك كثيرا .. وسأبدأ بمقالة (الموت .. الظلام .. المرض)... مع اعتذاري عن العبارة المنقولة من فيلم أجنبي .. ولم أفطن لسوئها أول مرة .. ربما بسبب الغضب... رغم أنها من اللعب بالألفاظ.
أبو أشرف محمود
محمود المختار الشنقيطي
الظلام الجوع الموت ... بهذه الكلمات لخص مذيع قناة الجزيرة ؟ في قطر- الوضع في غزة .... بالغين المعجمة،أو بالعين المهملة،لا فرق ... لك الله يا غزة،وقد تركت وحيدة ... يتحكم الصهاينة في مقدراتك ... الطعام ... الشراب .. الغاز ... البترول .... ولو استطاوا أن يتحكموا في (الهواء) لفعلوا ....
فاصلة :
ياااااسلااااام ... طارق التايب يمرر الكرة من بين قدمي المدافع .... يااااا سلاااااام
خبر :
إعدام مئات الالوف من الدواجن في غزة لعدم توفر العلف لإطعامها ....
لك الله يا دواجن غزة ... لك الله يا أشجار غزة ... لكم الله يا أطفال غزة ... لكم الله يا مرضى غزة ... لكن الله يا نساء غزة ... لكم الله يا أهل غزة ...
فاصلة :
مشهد من مسلسل أجنبي فكاهي بثته قناة ( إم بي سي 4) ... رجل يجلس في المطعم مع زوجته وأبنائهما ... يطلب الرجل من النادل طعاما لذيذا،ثم يطلب لزوجته،طعاما خاليا من الدسم ... تغضب،وترى أن زوجها بهذا الطلب،يصفها بأنها بدينة ... فينفي ذلك ... تحتج،بأنه لم يعد ينظر إليها ... فينفي ذلك،بحدة .... تطلب منه أن يعطيها ظهره ... ثم تسأله أي جزء من جسدي أكبر من الآخر؟
- الجزء الذي فيه شعر!!!!!!!!!!!!!!
خبر :
مرضى الفشل الكلوى في غزة معرضون للموت ... المواليد في غزة معرضون للموت .... أهل غزة معرضون لخطر الجوع،والمرض،والعطش،والتلوث البيئي ....
سؤال ساذج :
هل الموت بالقنبلة الذرية ... لحظة ... وينتهي كل شيء ... هل ذلك أخف أم الموت البطيئ ... البطيئ ... البطيئ .. ومشاهدة عذابات الأطفال .. وصرخهم جوعا وألما؟!!!!
لست ممن يملكون ملكة الإسترسال في الكلام ... ولكن ما الفرق .... لو ملأت عشرة صفحات ... أو مائة صفحة ... أو ألف صفحة ... ما الذي سيتغير في أحوال إخواننا في غزة؟!
أف للشعر ... ألف قصيدة ما أطعمت جائعا ... ولا سقت عطشانا .... ولا قدمت لمريض حبة دواء ... ولا لدجاجة حبة قمح ...
رغم ذلك إلا أن الشعر يظل صرخة .. أو ... كما تقول الشاعرة ...نبيلة الخطيب :
يا دارَ غزة أقوتْ نخوةُ العَرَبِ
مَن ضَيّقوا الأرضَ في ميدانها الرحِبِ
لو كان في الحيّ مَن تشتدّ غضبتُه..
لكنهم مُوّتوا من سالف الحِقَبِ
فكيف تهنأ للغافين نومتُهم؟!
وكيف تهتزّ فيهم نشوةُ الطرَبِ؟!
أدري بأنّ كلامَ الشعر ليس يفي
في فورة الدمِ ما يطغى على اللهبِ
لكنّها زفرةٌ لو كُتّمَتْ قَتَلتْ
وليس في بوحها التفريجُ للكُرَبِ
ما بالُ غزة والأطفالُ بيدَرُها؟!
كأنّ كل رضيعٍ مرسلٌ ونبي!
اللهم إن عُبيدك محمودا يبرأ إليك مما يُفعل بإخواننا في غزة .. وما يُفعل بإخواننا في فلسطين كلها ... يبرأ إليك من الحصار ... يبرأ إليك من التجويع ... يبرأ إليك من الصمت المخجل ... الصمت المخزي
محمود المختار الشنقيطي- المدينة المنورة