السلام عليكم
سؤال طرح في إحدى المنتديات وربما كان لكل دلالته ورغم هذا ندع الآراء للنشر هنا وللفائدة:
*******************
عندما يريد أحد أن يذكر تعدادا لشيء
سيقول مثلا : وتنقسم إلى الأقسام التالية : ...
أرى أن الصواب أن يقول : إلى الأقسام الآتية : ...
لأنها معنى أفصح ، وأقرب إلى المعنى الصحيح... والله أعلم
والبعض يرى أن التالية أصح ...
فما الذي ترونه أفصح ؟
جعفر الوردي
*************
الأستاذ جعفر الوردي و كل أساتذة اللغة العربية هنا في واتا.
إقبلوا عذري في اقتحام ساحة أنتم أصحابها.
بالنسبة لهذا الإستفسار، فأنا أرى عكس ما تراه أخي جعفر،
و ذلك لأن معنى "الآتي" لا يحمل معنى الترتيب على ما أظن
عكس " التالي " الذي يعني الآتي مباشرة بعد كلامي.
و لذلك جاءت التسمية الرياضية للأعداد التى يأتي أحدها بعد
الآخر بحسب ترتيب معين ( المتتالية الهندسية ) أو
( المتتالية العددية ) مثل: 1، 3، 5، 7، 9، 11، 13...
و في ضوء ما قلته تكون ( التالي ) أفصح لأنها تعني المجىء
مباشرة؛ فباعتبار أننا في شهر نوفمبر يكون شهر جانفي 2010
شهرا آتيا، أما بالنسبة لشهر ديسمبر فهو شهر تال مباشرة لشهر
نوفمبر.
و ربما كان هذا شبيها بما في اللغة الفرنسية ، فعند حديثنا عن الأسبوع
القادم مباشرة أي التالي يُستحسن أن نقول:la semaine suivante
لأن ذلك أفصح من قولنا la semaine prochaine.
اللهم إني أسألك أن تمتع أساتذتي بالصحة و العافية و ترحم من
توفيته منهم.
__________________
وطـــــن
وطن يكبــــر وطن يعظــــم
وطن يسكن فوق الأنجــــم
وطــــن ثائر وطن سائــــر
وطن يصعد رَغم الجائــــر
وطن وطن يا جزائر
مرازقة عمراني
الأصوب أن نقول "الآتي" ولا نقول "التالي" لأن "التالي" تعني "التابع" أو "اللاحق" أو "الآخر". ويقولون: "أمرنا بما هو آت" ولا يقولون: "أمرنا بما هو تال".
وآتٍ، الآتي، وآتيةٌ - من أَتَى. "هُوَ آتٍ لاَ رَيْبَ فِي ذَلِكَ" : مُقْبِل، قَادِمٌ. "كُلُّ آتٍ قَرِيبٌ". "سَأزُورُكَ فِي الشَّهْرِ الآتِي" : فِي الشَّهْرِ الْمُقبِلِ.
الأفصح والأفضل أن نقول : أجب عن الأسئلة "الآتية"
لأن قولنا "التالية" ربما يستدعي السؤال: "التالية لماذا؟
لأن "التالي" تابع ينبغي أن يكون مسبوقا بمتبوع قبله
نقول: "في نهار اليوم التالي".
"الآتي" يعني الذي سيأتي أو الذي سآتيك به أو الذي سآتي إليك به أو الذي سأسوقه إليك، وآتى إليه الشيءَ: ساقه إليه.
وفي الحديث: «مَن آتى إليكم معروفاً فكافِئوه.»
ومن جهة أخرى فقد جاء في كتاب نحو إتقان الكتابة باللغة العربية:
"(بالتالي) شبه جملة ركيكة جداً شاعت شيوعاً واسعاً. وقد تبين لي من اطلاعي على كثير من المقالات العلمية أن الصواب أن يحلّ محلّها ما يناسب المقام مما يلي: مِن ثَمّ؛ لذا؛ وعلى هذا؛ وبذلك؛ إذن؛ أيْ؛ ومِن ثَمَّ يتّضح / نجد / نرى أنَّ؛ الخ…"
وقد جاء في كلام ابن جرير رحمه الله:
"إن قوله (يتلونه حق تلاوته) : يتبعونه حق اتباعه؛ وذلك بالعمل به حق العمل بتحليل حلاله وتحريم حرامه وتطبيق أحكامه. يقال اتل اثر فلان وتلوت أثره وقفوته وقصصته بمعنى تبعت خلفه ومنه قوله تعالى (والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها) أي تبعها في الطلوع بعد غيبتها ويقال جاء القوم يتلو بعضهم بعضا أي يتبع. وسمى تالي الكلام تاليا لأنه يتبع بعض الحروف بعضا لا يخرجها جملة واحدة بل يتبع بعضها بعضا مرتبة كلما انقضى حرف او كلمة اتبعه بحرف آخر وكلمة اخرى."
*******منذر أبو هواش
بلقاسم مكريني
أخي الفاضل جعفر
مرت دقائق معدودة على اطلاعي على موضوعك/طرحك الوجيه.. وقرأت بعض الردود بسرعة فتبين لي أن استعمال اللفظين (وهما ليسا مصطلحين) لا يميز بين دلالتهما.. أي أنهما يستعمَلان مترادفين...
وإذا نحن نشدنا الدقة سلمنا بتخصيص الآتي لما هو قادم من العناصر غير المسبوقة.. والتالي للعناصر القادمة والمسبوقة بأخرى تكون هي المتلوة...
هكذا أتصور الأمور ..والله أعلم
الأستاذ الحبيب بلقاسم
شكرا لحضورك النير
نعم هما لفظتنا كما تفضلت وليسا بمصطلحين
وتفسيرا لكلام الأستاذ بلقاسم الأخير هو:
أننا إذا قلنا مثلا :
تنقسم الكلمة إلى الأقسام الآتية : اسم وفعل وحرف .
والاسم : هو ما دل على معنى في نفسه غير مقترن بزمان بخلاف الفعل وسيأتي تعريفه في الفقرة التالية.
الفعل : .... الخ
شكرا على هذا الكلام الجميل والذي يضيف جانبا آخر من الاستعمال
************