الزحافات الرقمية في العروض الرقمي القياسي/عبد العزيز غانم
============================

بعد أن عرفنا كيفية اشتقاق جميع بحور الشعر العربي مستعملها ومهملها من المنظومات الرقمية ؛ ندخل الآن إلى الفصل الثاني وهو الزحافات الرقمية.

ولكن قبل أن نبدأ في دراسة الزحافات الرقمية فمن المستحب أن نقوم بإجراء مراجعة سريعة لبعض ما سبق على شكل سؤال وجواب ثم سؤال بلا جواب لنترك للقارئ فرصة إعمال الفكر وتولي الإجابة بنفسه.

س1 : ما هي تفعيلة الصدر وما منطوقها ؟
ج1 : تفعيلة الصدر هي ما كان الوتد في أولها (في صدرها) وهي 223 ومنطوقها : مفاعيلن

س2 : ما هي تفعيلة القلب وما منطوقها ؟ على القارئ أن يختبر درجة استيعابه ويجيب بنفسه.

س3 : ما هي منظومة العجز وما إيقاعها ؟
ج3 : منظومة العجز هي تكرار لتفعيلة العجز ثلاث مرات كالآتي : 322 322 322
وإيقاعها هو : مستفعلن مستفعلن مستفعلن

س4 : ما هي منظومة الصدر وما إيقاعها ؟ على القارئ أن يجيب ليرى درجة استيعابه.

س5 : ماذا يعني بحر العادم؟ وما وزنه؟
ج5 : بحر العادم يعني العجز المدموج وتفعيلة العجز هكذا : 322 ودمجها يعني أن تصبح هكذا : 34
وهذا يعني أن العجز المدموج (العادم) = 34 34 34
ورقم 4 في القياسي يختلف عنه في الشمولي فهو في القياسي يعني ثلاث متحركات وساكن أي فاصلة أي ((4) بلغة الشمولي وعلى هذا يكون وزن هذا البحر : متفاعلن متفاعلن متفاعلن ؛ ويسمى تقليديا بحر الكامل.

س6 : ماذا يعني بحر الصميم؟ وما وزنه وما اسمه التقليدي؟ هذا سؤال للقارئ.

س7 : استنبط وزن بحر الخفيف من المنظومات الرقمية.
ج7 : بحر الخفيف يرمزله الحرف (ف) في عبارة "ضج فقنع" وهو الحرف الثالث لذلك فهو يناظر البحر الثالث في البحور المستعملة في إجراء التفريق.
والبحر الثالث المستعمل في إجراء التفريق هو بحر القلب مفروق الوسط (القامط)
والقامط يكون كالآتي : 232 32’2 232
وبالتالي يكون وزنه كالآتي : فاعلاتن - مستفع لن - فاعلاتن

س8 : استنبط وزن بحرالمنسرح من المنظومات الرقمية ؛ موضحا طريقة استنباطه. هذا السؤال للقارئ ليتبين مدى استيعابه.

===================================

الآن نبدأ في دراسة الزحافات الرقمية في العروض الرقمي القياسي.

نقول إن معظم التفعيلات تحتوي على سببين مثل 223 ، 232 ، 322 ، 32’2 ، 2’32 ، .... وهكذا
والزحاف إما تخفبف وإما تعرية ؛ والتخفيف يعني أن يتحول 2’ إلى 2 والتعرية تعني أن يتحول 2 أو 2’ إلى 1 ؛ والرقم 1 إن كان خاليا من العلامات فيعني حرف ساكن وإن كان عليه علامة مثل الشرطة مثلا فيعني حرف متحرك ؛ ولكننا سنستخدمه هنا بدون علامة بمعنى الحرف المتحرك للتسير فقط لأننا لن نتعرض لرقم 1 الذي يعني حرفا ساكنا في هذا الدرس.

وعلى هذا إذا تم تعرية السبب الأول في التفعيلة فيسمى الزحاف تعرية أولى مثل 223 تتحول إلى 213 كذلك 322 تتحول إلى 321 كذلك 232 تتحول إلى 231 ؛ فكل هذه أمثلة للتعرية الأولى وتسمى أيضا : التعجيل(ل) لأننا عجلنا بزحاف التفعيلة في أول أسبابها.

وكذلك إذا تم تعرية السبب الثاني يسمى تعرية ثانية ويسمى أيضا : التأخير (ر) مثل 322 تتحول إلى 312 وكذلك 223 تتحول إلى 123 وكذلك 232 تتحول إلى 132

أما إذا دخلت التعرية إلى السببين جميعا فإن ذلك يسمى تعرية مزدوجة ويسمى أيضا : التزويج (ج) ؛ مثل 322 تتحول إلى 311 ومثل 232 تتحول إلى 131

أما التخفيف (ف) فهو أن تتحول 2’32 إلى 322 أو تتحول 23’2 إلى 223

أما التفعيلات الثنائية وهي 23 و 32 فليس لها إلا زحاف واحد وهو التعجيل لأنها لاتحتوي إلا على سبب خفيف واحد.

وبهذا نجد أن الزحافات لها أربع صور لا خامس لها وهي : تخفيف (ف) وتعجيل (ل) وتأخير (ر) وتزويج (ج)

ولكن هل كل هذه الزحافات جائزة ويمكن إدخالها على التفعيلات كيفما شئنا؟

نقول لا ؛ بل إن هناك قوانين تنظم دخولها إلى التفعيلات والبحور وتبين ما يجوز منها وما لا يجوز ؛ وهذه القوانين هي موضوع المشاركة القادمة إن شاء الله.

فإلى أن نلتقي مع هذه القوانين بإذن الله

دمتم بخير.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي