وذات يوم من أيامنا العادية جداً ............ سيرجع القبر
يعقوب احمد يعقوب
القهوه
كان ناجي العلي رحمه الله وغفر له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر
كان / وسيبقى تلك الريشة المقدسة , التي رسمت أوجاع البسطاء , ببساطة قاتلة
كان يمسك بأصابعه المتعبة المنهكة بالغربة المفعمة بوجع الزمان والمكان والإنسان
كان بحبره الأسود الذي يشتريه من قوت أطفاله يرسم أوجاعنا كما لم يرسمها أحد من قبل
كان لسان الفقراء المشردين ومسدسهم السري الذي يطلق القهر محشواً بالحبر
على كروش المتكرشين وأرتال المرتدين , والجبناء.
وحنظلة الذي لا يعرف أحد تقاسيم وجهه هو سلاح ناجي العلي وكاتم سره
حنظلة
وأمام حنظلة تمتد خارطة وطن عربي تدلى عاره كروشاً محشوةً بفراغ قاتل
وها وبعد مرور أكثر من عقد على إغتياله في لندن يوم 29/8/1987
ما زال قاتله مجهولا وما زال حنظلة يبحث عنه بين وجوه أجهزة القمع وأجهزة المتكرشين
وبحسب زيارة الأخت الطيبه الوفيه ( عبير قبطي )
الى قبر والد حنظله / ناجي العلي / من سكان الِشجره قرب طبريا / فلسطين
فإن قبر ناجي جسدياً / يحمل الرقم / 230191 / في مقبرة بروك وود / بجانب لندن
أما قبره روحيا فهو في قلوبنا.
وتساءلت عبير / ماذا سأقول لناجي !!!؟؟؟؟
يا عبير قولي لناجي / إنه أكثرنا حضورا ً _ وأقسانا غيابا
قولي له لم يتغير شيء سوى الرزنامه ...........!
الشعر: الرزنامه
الرُزنامة
****
من ألف ألف عام
ونحن جالسون
نحدق بالفراغ
ونطرد الذباب
عن وسخ العيون
***
ونلعن الصباح
ونلعن المساء
ونلعن الخريف
ونلعن الشتاء
ونلعن الحرية
ونلعن السجون
***
وكلما يمر
من أمامنا شيء
نرد السلاما
ونقول كلاما
يشبه الجنون
ونقلب الرُزنامة
لآخر الرُزنامة
وتمضي الشهور
وتمر السنون
***
ونرى أشياءً
تمتد أمامنا
تهرشنا.. فنحكها
فاذا بها.. بطون.. !!!!!!!!!!!!
***
الفاتحة لروح ناجي العلي شهيد الضوء والظل