نتحدث عن عناية النبي صل الله عليه وسلم بهذا الجسم البشري الذي صاغه الله، وكوَّنه جلَّ في علاه، وأبرز ما نتوجه به في ذلك أن نعلم علم اليقين أنه صل الله عليه وسلم كان أنظف الناس بدناً وجسماً وبيتاً وملبساً ومكاناً، بل إنه أدار أمر الإسلام كله على النظافة التامة وقال صل الله عليه وسلم:
{ تَنَظَّفُوا بِكُلِّ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّ اللَّهَ بَنَى الإِسْلامَ عَلَى النَّظَافَةِ، وَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ إِلا كُلُّ نَظِيفٍ }
وكان صل الله عليه وسلم عندما يأتيه الوفود ينظر في المرآة، ويقول كما أخبرت السيدة عائشة رضي الله عنها: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم إِذَا نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ قَالَ:
{ اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي } ،
وكان يقول: { إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ }
فكان شعاره النظافة التامة، وأنا أقول ذلك حتى ننتبه إلى من يدَّعي محبة رسول الله صل الله عليه وسلم والتمسك بهديه، ونرى عليهم قذارة في أبدانهم، وقذارة في ملابسهم، وقذارة في بيوتهم، وقذارة في حالاتهم، لتعلم علم اليقين أن هؤلاء مُجافين بالكلية لما كان عليه حضرة النبي صل الله عليه وسلم.
أقول ذلك لأنه انتشر في البيئات الإسلامية أن الناس يتقربون إلى هؤلاء، ويقولون أنهم مجاذيب، وأنهم أولياء لله، وأنهم مُجابوا الدعوة، وهذا أمر يُنافي ما كان عليه سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم في هديه، وما كان عليه صحبه المباركين رضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين.
الجمال المحمدي | الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
منقول من كتاب {الجمال المحمدي ظاهره وباطنه}
لفضيلة الشيخ فوزي محمد أبوزيد
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً