ثلاث قنابل يدوية من أجل الحب.....عاقل محمد الخوالدة


في يوني ستريت... وسط إحدى المدن الأوروبية ... لا تحدث هذه القصة دائما ..
اتصل موزع الكتب والإصدارات الحديثة بصاحب المكتبة يخبره بأن لديه مجموعة من الإصدارات الجديدة في مجال الرواية الشبابية والتي تجد رواجا قويا لدى فئة الشباب هذه الأيام ..انتهى الاتصال بطلب صاحب المكتبة من الموزع أن يحضر له طردا واحدا من كل إصدار...
عند الساعة الثامنة صباحا كانت سيارة الشحن تقف أمام المكتبة ،كان الشارع يغص بالمارة ....لكن المكتبة كانت مغلقة ،استدعى الأمر الانتظار لحين مجيء صاحب المكتبة الذي حضر ألى المكان بعد ساعة ونصف أخذ السائق اثناءها غفوة عميقة على مقود السيارة.
في فترة الانتظار مر رجل فضولي وقرأ على أحد الطرود عبارة صغيرة (ثلاث قنابل يدوية ) كان هذا عنوان الرواية بخط واضح بينما وللعنوان تكملة هي (من أجل الحب )..
توجه الفضولي إلى رجل الأمن الواقف في الجهة المقابلة وبلغةٍ أمنية قال له " سيدي تحمل تلك الشاحنة مجموعة من الطرود المشبوهة ذات اللون الغريب ،إن عددها قليل ومنذ قرابة الساعة تقف دون أدنى حركة ،إن في أحد الطرود قنابل يدوية ،هكذا كتب عليها ،واعتقد أن سائقها هو إنسان ميت لأنه عديم الحركة ".
هرع الشرطي إلى الشاحنة وألقى نظرة حذرة سريعة وعاد الى الجهة المقابلة واتصل بقيادة شرطة المدينة قائلا : "سيدي في يوني ستريت شاحنة مشبوهة تحمل مجموعة من طرود المتفجرات ،السائق توفي والمكان مزدحم ،أرجو العلم واتخاذ الاجراء اللازم "
بعد نصف ساعة فقط كان شريط مسرح الجريمة يحيط بسيارة الشحن وأعداد من رجال الشرطة والأجهزة الامنية تخلي بالمارة وتغلق الشارع مع الحذر من لمس أي من الطرود أو حتى الجسم الخارجي للشاحنة لحين وصول خبراء المتفجرات من العاصمة .
عند وصول صاحب المكتبة كان المشهد مروعا الشرطة تحيط بالشاحنة أمام مكتبته وكل شيء في هذا الشارع خارج عن الطبيعة ،وقف صاحب المكتبة على شريط مسرح الجريمة وسأل أحد رجال الشرطة ماذا حدث هنا يا سيدي .
قال الشرطي : سيارة تحمل متفجرات ،قنابل يدوية ..ألغام ..أحزمة ناسفة ..وأشياء مدمرة ونحن بانتظار خبراء المتفجرات ...
لم يجرؤ صاحب المكتبة على إخبار الشرطة بأن هذه الشاحنة قادمة الى مكتبته فتراجع الى الخلف وجلس ينتظر...
كان الصمت محدقا في المكان لولا أن سيارات خبراء المتفجرات ومكافحة الارهاب جاءت لتشق الشارع بأصوات ندائها العالية والتي تشي بخطر مقيت قد يداهم المدينة بفعل هذه الشاحنة ...
نزل خمسة من خبراء المتفجرات من السيارات وبدأو بارتداء الملابس الخاصة بعملهم وفجأة استيقظ السائق من النوم راعه المشهد وقفز من الشاحنة فالتقطه رجال الشرطة ...صرخ السائق ماذا حدث ..ماذا حدث ..أنا لم ..أين ..
سرعان ماجاء الضابط المسؤول وركل السائق بعنف وقال له "اعترف من الذي بعثك الى هنا؟ والى أين ستأخذ حمولتك .."
قال السائق " ذلك هو صاحب المكتبة ..البضاعة له ..." التفت الجميع الى صاحب المكتبة وألقي القبض عليه بسرعة ..فقال وهو مقيد اليدين "يا سادتي هذه طرود تحمل كتب ولا شيء غير الكتب ..."توجه رجال مكافحة الإرهاب وخبراء المتفجرات إلى السيارة وأجروا فحصا بأجهزة خاصة عن بعد دون أي اشارة الى وجود متفجرات ..
وتوجه أحدهم إلى الطرود وفتحها الواحد تلو الآخر وأخرج الكتب ونثرها عندها صرخ صاحب المكتبة المقيد:" أرأيتم ...أين ال..."
بينما فاضت عينا السائق بالبكاء أمر الضابط المسؤول رجاله بفك القيود ووقف وقفة ساذجة وقال بصوت مرتفع ...:"شكرا للجميع لقد كان هذا تمرينا وفحصا لجاهزية أجهزتنا وكوادرنا واستطيع القول أنه تمرين ناجح مائة بالمائة "
" شكرا لكم وليذهب كل منكم الى عملة.."
كان صاحب المكتبة يجمع الكتب المتناثرة ..عندما وصل الصحفيون وأخذت الكاميرات تبعث أضواءها رغم أن الشمس كانت بالغة السطوع في هذه اللحظات.