عما قليل
شعر عماد على قطري

صبرا قليلا يا فتى
عما قليل يرحل الليل الطويل
ترتاح من ثقل الهموم
مرافئ القلب الوطن
اصبر على وجع المنافي والحنين
و ما استتر
" لا يسلم القلب الغريب من الأذى
حتى يراق على جوانبه الشجن "
اصبر ..
فليس سوى الذي ألقت عليك
سحائب الوجد المسافر في البدن
من ـ يا غريب الدار ـ في المنفى
ينام بلا شجن
أو يرتضي طرد الحنين من العيون
و يستظل بذكرهم ..
هل يستريح من الوسن ؟
ازرع على كل الدروب شجيرة
و ارفق بها
الناس عندك كالشجر
شجر يسافر للفضاء وجذره
باق هناك على الممر
و البعض في سكك المنافي سارح
يشدو طويلا للقمر
و البعض يلعن كل حين غربة
كره التشرد و السفر
و البعض تحرقه القمائن
و الكمائن ترقب الخطو الحذر
إني زرعت بكل شريان هوى
حب البلاد و ناسها ..
طين الأراضي و المواسم و المطر
إني زرعت بكل منفى سكة
تفضي إلى قلب البلاد المنتظر
من في المنافي يا صديقي
للمنافي مرتهن
دمع التذكر يا صديقي
في المنافي مرتهن
يا أيها الدمع انتبه ..
النيل خلفك و العيون وطينة
و العاكفون على الحنين بلا ثمن
من يشتري نصف الحنين ..
و بعض حب للوطن ؟
كسدت دموع الخوف في عين الوثن
فارتاح في قصر العذوبة
و احتمى بلهاثك المحموم خلف لقيمة
أو حلم قلب بالسكن
هم يحتمون بعجزنا ..
و جنود بغي أرهقوا وجه البلاد
و شوهوا كل القرى
كل الفيافي .. و المدن
النيل في سكك البلاد مشرد
يشكو الضياع
و يرتجي كشف الملمة و المحن
فازرع بقلبك دوحة
وازرع بها ..
نيلا جميلا
نصف دلتا
بعض رمل والبشر
ازرع بها سكك الإياب وحلمنا
بالشمس تسطع والقمر
( خاتمة .. )
هل سكة الأشواق تشتاق الخطى ؟
أم غالها النسيان ؟
أم طول السفر ؟
يا سكة في عمق دلتا
هل لنا بعد المغيب حكاية
و بداية
فنعيد ذكرى و الخبر ؟
إني على عهد الوفاء محافظ
و الليل يشهد و التذكر والقمر
في كل ليل يبتدي سيل التذكر
و الحنين أبثه ..
و أهادن الدمع الجسور لينحسر
صبرا قليلا يا فتى ..
عما قليل يرحل الليل الخطر