فهلوية لغوية...أم كلمات بلا هوية...
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

فهلوية لغوية...أم كلمات بلا هوية... Ë
بينما كنتُ و صديقي في إجازةٍ قصيرة لزيارةِ مدينتنا على متنِ طائرة شحن و ركاب تذكرتُ خالي و تسألتُ :

هل غزوُ لغةِ القوي علـّمته الفرنسية ؟!............
فــزَار متكـــلماً بهـــا الـمدن الكــندية...!!
بشــهادة اسمها سرتفيكا (خامس ابتدائية...)....
تعادل في زمانهم ماجستير وعلم أكاديمية...
ثم يمضي طيف خالي وطيف الغزو اللغوي و اللغة للقوي وسط الطائرة التي أغلب ركابها من أقليات مدينتي و لهم لغتهم الخاصة يتكلمون بها دون العربية ....
ثم يأتيني طيفٌ آخر بأن أتكلم مع صديقي بلغة لا يفقهها أحد حتى نحن كلانا و ذلك بتحريك اللسان على نغمةٍ و لكنةٍ معينة وبدأنا بتنفيذ مزحة الطيف الغليظة ::
- (بــيْرِمْ دْيرِمْ)
- (باه هَ ..داه ..شاو يِلامْ دْيرِمْ )
وعلى هذه الكلمات و أشباهها كنا نتكلم بها و بأعلى صوتنا و نحن نضحك أثناء المحادثة الوهمية على ما يخرج منا من ظريفِ الكلمات الخاوية البلاهوية ...
حتى أنه وجهنا حديثنا لمضيفةِ الطائرة:
- ( أن ..إت ..بو كازام /كهواه/ )
سبحان الله لقد فهمت معنى طلبنا و جاءت لنا بالقهوة...
و هكذا استمر حديثنا بتواتر واحد , ونظرة اشمئزاز من حولنا , و احتقار لصوتنا العالي و الغير مفهوم للجميع ..,...حتى قامت عجوز شمطاء و صاحت بلغة العرب الرطنة :
- (أنتو ...مزعجاتْ ..وين ..احتراماتْ )
فأبديتُ اعتذاراً بـ لكنةِ حديثنا و لهجةِ حديثها :
- (عفوووناتْ...آسفاتْ)
مع قهقهة خفية منا أما هي فرفعت يديها بدعاء لا نفقهه....
ولكن نتيجة هذه البلبلة جاء رجل من أمن الطائرة و تحدث قائلاً :
( إنني أعرف سبع لغات و عدة لهجات ...
و مدرب على كشف الإرهابيين وحل النزعات....
و أعرف بالفراسة الطالب من السائح و التاجر من المهرب....
ورجل الأعمال من المخرب..,,,, ...
و أدرك مسقط رأس المسافر و موطنه من أول كلمة ينطق بها...
أما أنتما فبالله عليكما أي لغة تتكلمان و أي حديث به تتحدثان..)
فهمس صديقي في أذنه : (إنها لغة ...لا لغة )
فصاح الرجل الأمني : (غير معقول...
فكلامكما شيفرة لها مدلول....
و زيارتكما لفرع الخالة بلا ريبٍ سيكون...
ليوضّح لنا كثيراً من الأمور...)
فعاد ليهمس الصديق: ( يا رجل الرجال .. آلا تعرف من خال الفتى ..إن خاله أبو سرتفيكا!!!)
فغضب الأمني قائلا: (يخرب بيتك على بيت أبيكَ...
سأشحطك شحطاً لأربيك...
و أجتث لسانك من فيك..
و إن كان خالكما أبو سرتفيكا)
و هبطت طائرة اللغات بسلام و خير....
لكن لم تمض أيام على زيارتي القصيرة لمدينتي حتى التقيت بسائحات ((مايد إن جاينا Made in China)) على متن نقليات "عجل بن تورررز" وكنت أجلس أمامهن مدة ساعة على نغمةٍ كلها توتر عال من حديث إحداهن و الأخرى مجيبة لها : ((أ...آهااا,,,أ...آهااا..))فكيف لا أرقص فور و صولي و نزولي فرحاًً بالتحرر من قيد سماع تلك النغمةٍ الهيروغليصينية تراه دعاء العجوز الشمطاء بأن أسمع تلك النغمة المزعجة الغليظة مقابل ما أسمعتها إياها في طائرة أطياف اللغات ..
ممكن جدا...جدا ممكن
ودمتم
بقلم فادي شعار

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي