لا يافعٍ، وعقله كبنطاله الساحل ما له من رافعٍ، طالباً مني تحويل رصيد بأدنى فئة نقدية، وكان أمامي موالح شهيّة، فلم يتورع عن هبش هبشة ذاك الأخرق، و دكِّها في جيب بنطاله الممزق ، و رغم انتهائي من تحويل الرصيد هبش هبشة من جديد:
- طيبات
- طيب أكمل الصحن واتركني أتفرغ لعملي..
- بس ما وصلوووووش
- حماتك وخطيبتك ما وصلوووووش ،، من قال لك محلنا محطة انتظار؟؟
- لا تسخر مني، وحدات الرصيد ما وصلوووووش
- خسارة بخسارة تحويلتك، هبشت الموالح وما وصلوووووش ؟!
- لا تأخذني بالعبطة هذه موالحك ولن أخرج من المحل حتى يصلني الرصيد.
- حبيبي ، رسالة كازية جوالي تقول تمت العملية بنجاح و تعبئة الرقم و هو الرقم الذي لقنتني إياه ..
و بعد مجادلات عقيمة مع ذلك الأهبل العنيد و إصراره على إعادة تعبئة الرصيد، قلت له دعني أتأكد من رقمك و اطلبني من جوالك و فعلاً كما توقعت فظهور رقمه على شاشة جوالي حل المشكلة في الحال، فقد أخطأ بأن قـَلـَبَ آخر رقمين فبدل أن يقول لي 78 كان قد قال لي 87، و مع ذلك لم يكن مقتنعاً بأنني حولت الرصيد لشخص آخر فقلت له: الخطأ خطأك و لحسن حظك عندي رصيد مجاني سأتصل بصاحب الرقم الذي ذهب إليه الرصيد بالخطأ علنا نسترده..
اتصلت و فتحت له الميكروفون ليسمع بأذنيه و حتى لا يظنّ أني أضحك عليه ،، و لكنه تفاجأ أن صوت المتحدث كان لصبية و صوتها فيه كل الحنيّة ، مما جعل من اليافع يومئُ لي بيديه و عينيه حتى نطق بلسانه و شفتيه:
- سامحتها، كلها أربعين وحدة ماذا ستقول عني وأنا أطلب منها استرداهم...
لكنني تابعت معها شارحاً قصة الغليظ الواقف أمامي، والذي هلك أضلعي وعظامي، فأبدت بلباقتها وبكل تأكيد أنها ستقوم حالاً برد الرصيد..
فعلا بعد نصف ساعة عاد كتلة الغباء زينغو والابتسامة التي تجاوزت شحمتي أذنيه صائحاً والفرحة في عينيه: وصلووووو ...وصلووووو...يا باشا.
فسألته مناغشاً : حماتك و خطيبتك وصلووووو..
- لا ، الأربعين وحدة وصلووووو
قلت في نفسي فعلا الدنيا مازالت بخير ...
لم تنتهي القصة هنا و لكنها تبدأ حينما قمت بإرسال رسالة تشكر و كتبت لها مرسلاً : شكراً لك .. وصلووووو..
وعند عودتي مساءاً كنت أتصفح الواتس و إذا برقم غريب صورته الشخصية رائعة الجمال ترسل لي: ألو...ألو
شعرت كأنها استغاثة ولكن تذكرت حادثة الصباح وصاحبة الرقم الذي أخطأنا معه ولكن لماذا تراسلني على الواتس ...شعرت بفساد و مجون.. و خاصة أنها طلبت صداقتي في الفيس و عرفتها من صورتها الشخصية فالصورة ذاتها في كلا الموقعين ، إلا أنني تفاجأت من صفحتها فقد كانت صفحة خلاعية ساقطة ماجنة دعارة ليلية ، عندها قلت فعلا فسد الجيل،،،
كيف ذلك لقد كان صنيعها صباحاً رائعاً و الآن صفحتها صفحة عاهرة...!!
تعجبتُ و تعجبي هذا لم يستمر فقد غلبتني وسوسات نفسي الفاجرة ، و جعلتني أرسل لها رداً على الواتس لأجعل ليلتي ساهرة عامرة :
مين معي أنا طنـّة بن رنـّة ممكن نتعرف يا عسل؟؟
و ما أن أرسلت رسالتي حتى هبطت علي زوجتي ، وكادت أن تكتشف مراهقتي الاربعينية ، بتحرشي الإلكتروني بتلك الصبية، الحمد لله أن مضت ليلتي سلميّة لا حربيّة ،،،
و في اليوم التالي دخل عليّ زينغو اليافع طالباً تحويل أدنى فئة نقدية ، فتعوذت من الشيطان الرجيم ، و زدتها تعوذاً عندما طلب مني استخراج الكود السري من جواله ، حتى لا نقع بمطب البارحة ، فقمت بمسايرته إلا أنني تفاجأت المفاجأة الكبرى بأن صورة خلفية الجوال هي الصورة ذاتها للصبية التي راسلتني و راسلتها على الواتس البارحة ، عندها ضربت أخماسي بأسداسي و سألته من صاحبة الصورة فأجابني : بالله عليك كيف لا تعرف.... الممثلة لميس التركية، هي غرامي أضع صورتها في جميع مواقع التواصل كصورة شخصية رمزية.
عندها أدركت أنني أيضاً قد وقعت في لخبطة الأرقام ، وأن صاحب الصفحة الفاجرة هي صفحة ابن الكلب الذي يقف أمامي نتيجة رسالة التشكر الذي أرسلتها له بالخطأ..
طأطأت رأسي خجلاً من نفسي وسألته بعد أن حوّلت له الرصيد: وصلوووووا
فأجابني: ما وصلوووووش..
عندها ارتعدت وقمت مباشرة بإعادة الخمسين ليرة له ودون جدال... قلت له: البارحة لميس واليوم خميس والشغل كله تعفيس!!! أبوس روحك رُحْ حوّل رصيد من عند حماتي.... في المفرق الثاني، البناية الأولى، طابق خامس!!!! اعمل ه المعروف وأجرك على الله.