ثقة ..
...
( حَسبُكُمْ وَ الزَّمانَ - شِعرًا - وَ حَسبي=مَا حَبَانِيهِ - دُونَ عَصرِيَ - رَبِّي )
صَامِدًا عِشتُ وَ الصُّفُوفُ تَراخَتْ=رَابِطَ الجَأشِ مُذْ هَوىَ كُلُّ صَحبِي
ثابِتًا ما تَحَطَّمَتْ كِبرِيائِي=وَ دَؤُوبًا قَطَعتُ وَحدِيَ دَربِي )
قِيلَ : ( فَالزَمْ , شَطَطتَ تِيهًا وَ فَخرًا=وَ تَعَالَيتَ فَوقَ عُجمٍ وَ عُربِ
قُضِيَ الأَمرُ ؛ لَا تُحَاوِلْ , فَقَبلًا=جَرَّبَ النَّاسُ جَبرَهُ بَعدَ عَطبِ
نَفَقَ الشِّعرُ مُنذُ أَنْ مَاتَ فِينا=فَارِسُ الشِّعرِ ؛ فَخرُهُ " المُتَنَبِّي " !!
فَجِزافٌ عَناؤُهُمْ دُونَ جَدوَى=كَطَعِينٍ مُضَرَّجٍ تَحتَ ضَربِ )
فَأَجَبتُ : ( القَرِيضُ نَبضُ وَرِيدِي=وَ عيونٌ حَمَلتُها بَينَ هُدبِي
فَاترُكُونِي وَ مَا أَرَدتُ , لَعَمرِي=لَيسَ فِي الخَلقِ وَاثِقٌ مِثلَ قَلبِي
دَولَةُ الشِّعرِ مِنْ تَصاوِيرِ فِكرِي=وَ القَوافِي تَمُرُّ نَهرًا بِجَنبِي
عَرشِيَ الصَّنجُ ؛ أَحرُفِي صَولَجَانِي=وَ قَرَاطِيسُ الشِّعرِ جُندِي وَ شَعبِي
وَ صُوَاعِي مِيزانُهُ إِنْ نَظَمتُمْ=فَادخُلُوا - لَا أَبَا لَكُمْ - بَينَ حِزبِي
أَبحُرُ الشِّعرِ مَوجَةٌ بِخِضَمِّي=وَ دَواوِينُ عِشقِهِ بَعضُ حُبِّي
فَاسقِنِي الرَّاحَ مِنْ كُؤُوسِ قَصِيدِي=لَيسَ فِي الشِّعرِ أَكؤُسٌ مِثلَ نَخبِي
كَالأَزاهِيرِ إِنْ هَوَيتُ , بِسِلمٍ=بَربَرِيٌّ إِذا أَثُورُ بِحَربِ
دَافِقُ النَّبعِ , هَادِراتٌ سُيُولِي=ثَائِرُ المَوجِ عَبقَرِيُّ المَصَبِّ
وَ لِيَ الشَّرقُ وَ الشُّمُوسُ مَطَايَا=لِقَوَافِيَّ , وَ العِدا غَربُ غَربِي
ثَكِلٌ , خَائِرُ العَزِيمَةِ خِصمِي=نَادِمٌ , بَائِسٌ ؛ مُحَطَّمُ وِربِ
هَالِكٌ مَنْ عَلَى قَصِيدِي تَمَادَى=وَ فَقِيدٌ مَنْ جَاءَ يَطلُبُ شَطبِي
لَيسَ مِنْ طَائِرٍ يُحَلِّقُ فَوقِي=فَأَنَا النَّسرُ ؛ وَ الدُّنَى بَعضُ زُغبِ
فُقتُ بِالشِّعرِ كُلَّ مَنْ سَبَقُونِي=قَبلَ أَنْ أَسبِقَ الأَنَامَ بِطِبِّي
قَدْ كَفَانِي الطُّمُوحُ عِزَّ خِتَامٍ=لَو عَلَى قَافِيَاتِ شِعرِيَ نَحبِي )