أخي الكريم / محمد سالم
شاكراً لك وللأستاذ خشان , هذه الإضافة الكريمة , ومرحباً بها كل الترحيب , كوسيلة لإثراء النقاش حول هذه الإشكالية المتعلقة ببحر الخبب
أحب أن أؤكد أني لست ضد استخدام غيري للعروض الرقمي , كوسيلة للتعبير عن العناصر العروضية المكونة للبحر الشعري , ولا أرى على هذا غباراً .... فكما قلتَ ...يبقى الشعر شعرا , بأي الطرق عرضته ....
أخي وأستاذي الكريم محمد عبد الحفيظ شهاب الدين
أعبر عن سروري بمعرفتك والحوار معك
أهم سبب لتسجيلي في رؤى هو حرصي على توضيح صورة الرقمي لديك بحيث يكون حكمك على حقيقة الرقمي وليس على تصور عن الرقمي مخالف لواقعه.
سأضيف ملاحظاتي على ما تفضلت بهذا اللون.
ما أنا ضده , هو أن يتحول العروض الرقمي إلى طريقة للنظم , بمعنى ... أن يستخدم كوسيلة مجانية لرصف الكلمات ثم إنشاء قطعة أو قصيدة شعرية , من خلال جمع وترتيب السواكن والمتحركات ....هذا لا يمكن أن يصنع شعرا ولا شاعرا ....هذه عملية إنشائية هندسية جامدة , لا يمكن أن تتوافق مع البعد الشاعري - الذي هو أصل الشعر ومكمن سحره
أنا أكتب شعري -مذ بدأت أكتبه - بالأذن , موزونا , قبل أن أعرف حتى ما هو العروض , وهذه ملكةٌ يعرفها الشعراء - ولا يد للإنسان فيها , تماماً كأي ملكة أخرى
ثم بعد سنين من قرض الشعر
عرجت على الدراسات العروضية , وأبحرت بها , ما استطعت إلى ذلك سبيلا .... وكان من بينها العروض الرقمي - من باب العلم بالشيء وليس حصره
كل عروض الدنيا الرقمي والتفعيلي لا يخرج شاعرا، فمجال العروض هو تعليم الوزن والنظم وليس تعليم الشعر، ومثله في ذلك كمثل النحو بالنسبة للخطابة أو كتابة القصة أو ما سوى ذلك. وإن كنت تقصد تمارين الرقمي التي يطلب من الدارس أن ينظم فيها على وزن معين هو كقولنا في النحو لطالب نحو متوجه إلى الخطابة هات جملة من فعل وفاعل ومفعول به فيقول : " أكل القط الفأر " فنقول له أحسنت ، نعني في النحو لا في الخطابة، ولو قال " سيشرب سيفي نسغ كل ظلوم " لكان أجاد في النحو والخطابة.
وهكذا هو أمر الطلب من الدارس أن يأتي بكلمات أو أبيات على وزن معين هدفه الاطمئنان إلى معرفة الدارس طريق التقطيع وإجادة الوزن وليس الشعر، وهذا مجرد أسلوب لشرح العروض لا لتعليم الشعر.
فالمعلومة بأن العروض سواء كان رقميا أو تفعيليا أو أن الخليل بن أحمد قال إن العروض هو تعليم الشعر عن طريق رصف الكلمات معلومة لم يقل بها إنسان قط، ولهذا من حقي عليك أن لا تلبسني قضية خاسرة وتصدر حكما على ذلك الأساس. أرجو أن أكون أوضحت موقفي الذي هو مطابق لرأيك بل ربما أكثر منه تشددا بهذا الصدد.
بل أضيف إن الشاعر المجيد لا يعتمد على العروض بل كثر هم الشعراء قبل نشأة العروض وبعده لا يعرفون العروض. وهذا ميزة وليست عيبا فيهم. بل شهادة بسلامة فطرتهم وسليقتهم.
العروض الرقمي يفترض إن هذه السليقة محكومة ببرنامج رياضي أودعه الله سبحانه وتعالى في الوجدان العربي ويحاول أن يكتشف ذلك ويبرهن عليه. هذا إلى جانب ما يشترك فيه مع التفعيلي من تعليم علم ضبط الوزن وليس تعليم الشعر.
والعروضي غالبا ليس بشاعر، فهل نحرم دراسة العروض على من ليس شاعرا حتى لا يقال لا جدوى من تعلم العروضي للشعر لأن لا موهبة شعرية لديه. بل ربما درس العروض ناظم لأرجوزة علمية. والعروض كذلك ضروري لمن يحقق الشعر وربما تسنح الفرصة لاستعراض أخطاء بعض المحققين الذين ما كانوا ليقعوا فيهالو أتقنوا العروض.
ما أخذته على العروض الرقمي , هو اعتماده لنماذج موضوعةٍ , وضعها بعد العروضيين الذين أفلسوا بعد الفراهيدي , وبعض الأنماط العروضية الشاذة , التي استحدثها بعض عروضيي وشعراء العصر العباسي , ثم سقطت لعدم انسجامها مع الأذن الموسيقية العربية
يا سيدي أحيلك على ما كتبته في موضوع قصيدة ( مدرستي أنت ) حول هذه النقطة
ولودرست التخاب وهو موضوع جد مهم لعرفت أن الرقمي يميل إلى رسم نظام عام ومن طبيعة هذا النظام البعد عن الحالات الخاصة واعتبارها غير قياسية.
الخبل في العروض موجود وتقرير هذاشيء والموقف منه وتقرير ندرته أوانعدامه في الشعر شيء آخر.
قبل الفراهيدي , جاء شعر الأقدمين موزونا , بالسليقة ِ , دون كسرٍ واحدٍ يمكن أن يؤخذ عليهم , أو هنة تحتسب ضدهم , ومن خلال هذا الميراث الشعري , بنى الفراهيدي - بالاستنباط - قواعد العروض ..... لذا , فمن الطبيعي جدا , أننا إبّان حديثنا عن العروض الفراهيدية , علينا الاستدلال بما سبق الفراهيدي أو عاصره , وليس ما جاء بعده ....
ولعلي أسوق مثالا واحدا , فيه الغناء عن أي قول ....
وهو زحاف ( الخبل ) ,
أين موقعه تحديدا مما وضعه الفراهيدي .....ومن نسبه إليه ؟
هل وضع الفراهيدي قاعدة تفيد بجواز استخدام (الخبل) في بحر البسيط , على النحو الذي أشير إليه في كتب العروض التي استحدثها بعض العروضيين ؟
هذا لم يحدث , لأن كل أشعار من سبقوا الفراهيدي كانت خلوا من هذا الزحاف , وبالتالي يستحيل أن يكون الخليل الفراهيدي وضع مثل هذا الزحاف ....فمن أين كان سيجلبه أصلا ؟
وقد لحظت أنكم تعتمدون مثل هذه الزحاف ,,,, في العروض الرقمي ....وهذا مما لاشك فيه يسقط مصداقية العروض الرقمي , ولو جزئيا
مثل هذا العنصر الزحافي الدخيل , لن تجد شاعرا واحدا- ممن يعتمدون - مثل أجدادنا الأقدمين - على الأذن الموسيقية في قرضهم أشعارهم- يستخدمه ,,, لأنه يقرع الأذن قرعا , ويخرج عن المألوف والمقبول سماعيا .....
ولن تجد شاعرا واحدا يتقدم إلى مسابقة شعرية بقصيدة على البسيط , يستخدم هذا الزحاف , لماذا ؟
ثم ...
لو كان لهذا الجرس الموسيقي استساغة سمعية , فلماذا لم يستخدمه شعراء الجاهلية -مثلا- ؟
هذه أسئلة تفتح الباب للوصول إلى الإجابة التي يمكن - وبقليل من التروي والتفكير - أن نصل منها للمثالب التي تؤخذ على العروض الرقمي , -كوسيلة للنظم وليس العرض - كما أشرت
يا أخي أراك جعلت الخبل قضية وليس هو بقضية، هو زحاف قبيح وأقبح ما يكون في البسيط، والأفضل نجنبه في الشعر، وهو موجود في كتب العروض وربما خلت منه دواوين الشعر الجاهلي بل والعباسي والأموي، ولا ينصح الشاعر باعتمادة بل يحض على تجنبه.
ما علاقة الرقمي بكل هذا ؟؟ هذه قضية لا وجود لها في الواقع وخاصة في حوارنا هذا وأستغرب تركيزك عليها. الرقمي أداة قياس يقيس الجميل والقبيح فما المشكلة ؟ ومن دافع عن الخبل ؟
ثم أعود لموضوع النقاش , بعد أن بينت وجهة نظري - وكثيرين غيري - في العروض الرقمي
أما ما يلي من كلامك فعجيب غريب لا يقوم على كلام قلته أنا ولا يمت له بصله. بل إنك شككتني في نفسي، فهذ الكلام يقوم على فهم لكلامي مناقض لمحتواه مائة في المائة. وأرجو أن تعذر إطنابي في التفسير تجنبا لسوء الفهم وحرصا على التوضيح.
وهو حول بحر الخبب .....
ما لحظته هو أن نقطة الخلاف , دائرة في المقام الأول , حول ( الوتد) ....
بمعنى , كيف يمكننا اعتبار (فعلن) , تفعيلة شعرية , باعتبار أنها في - في حالها المضمرة- ستكون خلوا من الأوتاد ؟
ماذا عن بحر البسيط يا سادتي
مستفعلن فاعلن مستفعلن (فعلن)
والمثبت المتفق عليه في بحر البسيط , أن تفعيلته الأخيرة ( المشتقة بالقطع أو التشعيث حسب المسميات العروضية , من فاعلن ) تأتي على نحوين لا ثالث لهما
فعلن الغير مضمرة - أي المتحركة عين التفعيلة
أو فعلن المضمرة ....الساكنة عين التفعيلة - وهي - كما نلحظ - خالية من الأوتاد تماما
فعِلُنْ يا سيدي صنفان
في قول الشاعر:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه .... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
ما كل لما – (ي تمن) – نلْ مر ؤيدْ – ر كهو
لو جعلنا البيت :
ما كل ما بشتهي الإنسان يدركه
لكان الوزن :
ما كل لما – (يشْ تهلْ )– إن سا نيدْ – ر كهو
( ي تمَنْ ) = فعِلُنْ وهي تفعيلة من سبب مزاحف ووتد
بدليل أن ( يش تهي ) تماثلها وهي من سبب غير مزاحف ووتد
هذا كلام نحن متفقان عليه
الآن نأتي إلى بيت الشعر :
إِنّي لَأَشكُرُ لِلوُشاةِ يَداً ........عِندي يَقِلُّ بِمِثلِها الشُكرُ
قالوا فَأَغرَونا بِقَولِهِم ......... حَتّى تَأَكَّدَ بَينَنا الأَمرُ
لنأخذ نهاية الصدر ( العروض )
قا لو فأغ – رو نا بشك ْ – رِ همو
رِ همو = مُتًَفا = فَعِلُنْ
وآخر العجز ( الضرب ) شك رو = متْفا = فعلُنْ
كلاهما فاصلة ، وكلاهما بقايا تفعيلة حذف وتدها
إذن نحن أستاذي أمام نوعين من فعِلُنْ
فعِلُن التي في حشو البسيط هذه تفعيلة آخرها وتد. و( فعِ لُنْ ) التي في آخر بيت الكامل فاصلة لا وتد فيها
والتي في آخر البسيط من هذا النوع.و( فعِ لُن ) التي في الخبب من هذا النوع، وأرى في قولك ( فعلن المضمرة ) ما يؤيد كلامي من حيث أنها فاصلة فالإضمار لا يكون في غير الفاصلة .
وهذا رأيي، فما الخطأ فيه؟؟
لماذا أجزتموها للبسيط وحرمتموها على الخبب ؟ - وهل تسمونها إيقاعاً نهائيا مثلا وليست تفعيلة ؟
لا حول ولا قوةإلا بالله
من الذي منع جوازها في الخبب ومتى وكيف ؟
كلفٌ بغزالٍ ذي هَيَفٍ .... خوف الواشين يشرده
ك لفن – ب غزا – لن ذي – هَـ يفنْ
= فَعـِلُنْ – فعـِلُن – فعْلُن – فَعِلُن
الذي يمتنع في البسيط هو مجيء فعْلُن المضمرة في حشوه التي بين قوسين فيما يلي
يعني لا يصح أن يجيء الوزن
مستفعلن (فعْلن ) مستفعلن فعِلُن-
ولو عدنا لاعتبارها مشتقة تفعيلة المتدارك الأصلية (فاعلن) , فأين - من بين جميع قصائد البسيط ما يثبت هذا الرأي .......
من يقول بهذا يا سيدي حرام عليك والله في رمضان هذه التهم
أرجو أن تسمح لي بسرد هذه النكتة :" أحدهم سأل شخصا ( هل أنت ياباني ) أجابه كلا ، ومضى فلحقه وسأله ثانية ( أنت متأكد أنك لست يابانيا ) أجابه متأكد ومضى، ولكنه تبعه قائلا ( بالله عليك ما إنت ياباني !! ) قال له ( طيب يا سيدي ياباني ياباني ) سأله واضعا يديه حول عينيه جاذبا إياهما إلى الجانبين ( لماذا إذن عيناك ليستا هكذا ؟؟ )
في الرقمي شطر الطويل غير المحذوف وحده ( خارج إطار دائرة المتفق المتقارب والمتدارك ) الذي فيه أربعة أوتاد، وأصل مهم في الرقمي هو هرم الأوزان الذي يعتبر أن آخر البسيط فاصلة لا وتد فيها، وعندما يقارب دوائر الخليل يقيم جسرا بين الدائرة النظرية والواقع الشعري.
هل رأي أو استخدم أحدا تفعيلة (فاعلن) تامةً بدون خبن , في عروض البسيط - اي نهاية شطره؟
نعم رأيت شخصا لا علاقة له بالشعر ولا بالعروض ولا بالأدب العربي ينظم بيتا يستعمل فيه فاعلن آخر البسيط
هذه نقطة
أما النقطة الثانية , وهي حول اعتبار الخبب (أسباب خفيفة وثقيلة شريطة أن لا يتجاور سببان ثقيلان)
هذه يا أخي ترجمتي لقولك أنه لا يأتي في الخبب أربعة متحركات متوالية
والسبب الثقيل يا أخي الفاضل متحركان فإذا جاء في
الخبب متحرك متحرك متحرك متحرك
كان هذا
سبب ثقيل سبب ثقيل
ومتجاوران تعني أنه ليس بينهما سبب خفيف، يعني أربعة متحركات لا تجوز في رأيك أنت لا رأيي أنا
هذا صياغتي لكلامك أيها الفاضل فما الخطأ فيها ؟؟
ماذا لو جاء الخبب على النحو التالي
فعِلن لن فعِلن لن فعِلن
ثقيل - خفيف - خفيف - ثقيل -خفيف- خفيف- ثقيل - خفيف
هذه على سبيل المثال نلحظ بها 3 أسباب ثقيلة وليس 2 فحسب –
أخي نسيت كلمة قلتها وحذفها يغير كلامي وهي (((( يتجاور )))) لا يوجد هنا سببان ثقيلان متجاوران ؟؟؟
وقد أشرتم أن الفاصلة الصغرى لا يمكن استخدامها هنا في الخببب
بالله عليك دلني من الذي أشار وأين وكيف
الفاصلة بمعني سبب ثقيل يتلوه سبب خفيف هي الأكثر انتشار في الخبب أيها الحبيب ولا يقول بغير هذا إلا جاهل موغل في الجهل وأرجو أن تدلني أين قلته أو قاله محمد سالم لننشر اعتذارا عنه.
إذاً ... فهذا الرأي أيضا - إن كان مبينا على العروض الرقمي - أسقطه العروض الرقمي نفسه
ما رأيك أنت ؟؟؟
ما أريد قوله ...
هو وإن كان الأخفش استدرك المتدارك على أستاذه الفراهيدي - معتمدا على ما استنبطه استاذه من وجود لتفعيلة فاعلن في كل من ( المديد والبسيط والسريع ) , فإن الفراهيدي - من قبله - قد وضع هذه التفعيلة صريحة للعيان في بحر البسيط
إن البسيط لديه يبسط الأمل = مستفعلن فاعلن مستفعلن (فعلن)
فهل يقبل الآن , أن يأتي العروض الرقمي ليسقط هذه التفعيلة ؟
إنا لله وإنا إليه راجعون
فعِلُن موجودة من يستطيع إسقاطها ؟
ولكن تسميتها موضوع آخر
سمها تفعيلة أو أسميها فاصلة أو يسميها غيرنا أي اسم هذا لا ينفي وجودها.
كل ما في الأمر يا أخي أني أميز بين ((((فعِلُن))) و ( فعِلُن) فــ((((الأولى)))) صورة من فاعلن تحل فاعلن محلها و(الثانية) فاصلة من سبب ثقيل يتلوه سبب خفيف ولا تأتي فاعلن محلها أبدا وأنت تتهمني بأني أقول إن فاعلن تأتي في آخر شطر البسيط. ولا يمكن لي أو لأي شخص أن يقول ذلك فمن أين يا رعاك الله قولتني ذلك؟
مستفعلن ((((فعِلن)))) مستفعلن ( فَعـِلُن)
أو أن نقوم بلي عنق رأي التلميذ ( الأخفش) كي نسقط رأي استاذه ( الفراهيدي) ....
لقد وضعها الفراهيدي , صريحة وواضحة ( ف ع ل ن)
ولم ينكرها الأخفش ....
بل إن الأغلب في الشعر القديم هو إيقاع الخبب وليس المتدارك -
رأينا في فعلُن يا سيدي العزيز من رأينا في الخبب ذاته
هي في حشو البحور تفعيلة لأن فيها وتدا، والخبب ليس بحرا بل إيقاع مختلف عن كافة البحور.
وهي في الخبب كما في آخر الكامل المحذوف فاصلة جزء من تفعيلة حذف وتدها
أكرر بيت الشعر بصيغتين أتمنى أن تتأملهما
إِنّي لَأَشكُرُ لِلوُشاةِ يَداً حنتْ...... عِندي يَقِلُّ بِمِثلِها الشُكرُ انثنت
إِنّي لَأَشكُرُ لِلوُشاةِ يَداً ..... عِندي يَقِلُّ بِمِثلِها الشُكرُ
ثمة تفعيلتان ( كل تفعيلة = فاصلة + وتد ) في عروض وضرب البيت الأول وبقايا تفعيلتين في عروض وبيت البيت الثاني ( فاصلة فقط)
وفي الخبب
فلماذا اليوم نبتدع آراء لم تتصل براوة لا للشعر ولا للعروض
أمر العروض الرقمي يحتاج مراجعة دقيقة للغاية , هذا ما أراه ..... ولكم كامل الحق في الأخذ برأيي أو إهماله ..... ولكن علينا أن تقبل - جميعنا - وبصدر رحب , أن ما بني على باطل فهو باطل
الآن اتضحت لي الصورة تماما فيما يخص حوارنا
فثمة عروض تفعيلي نفهمه كلانا ذات الفهم فيما يخص البحور، ولنا رأيان مختلفان فيه حول الخبب
ولكن هناك عروضين رقميين
( عروض رقمي أ ) أعرفه أنا وأتعامل به وأعتقد أنه الأكثر تمثيلا لفكر الخليل
و ( عروض رقمي ب ) كما تراه أنت ولا أقول به أنا وأشاركك الرأي بأن هذا ( العروض ب ) مجموعة مغالطات.
........لهذا لا يمكنني تصور العروض الرقمي كمالَ الطرح العروضي , لأنه مليء بالثغرات التي ما أغنى من يستخدمون سليقتهم في قرضهم الشعر عنها
كل عروض الدنيا لا يخرج شاعرا. والعروض الرقمي ب مجرد ترهات
تحياتي وتقديري
حياك الله أخي وبارك فيك.
ولكي نخرج من حوارنا أكرر تعبيري عن رؤيتك للخبب بالقول :
أسباب خفيفة وثقيلة شريطة أن لا يتجاور سببان ثقيلان
أعود لاعتراضك:
ثقيل - خفيف - خفيف - ثقيل -خفيف- خفيف- ثقيل - خفيف
هذه على سبيل المثال نلحظ بها 3 أسباب ثقيلة وليس 2 فحسب –
ثقيل - خفيف - خفيف - ثقيل -خفيف- خفيف- ثقيل - خفيف
أين هما السببان الثقيلان المتجاوران ؟؟ هذا الوزن صحيح
الوزن الذي أعبر أنا عن خطئه من وجهةو نظرك هو
((((ثقيل – ثقيل))))- خفيف - ثقيل -خفيف- خفيف- ثقيل - خفيف
حيث ما بين الأقواس متجاوران وهذا الذي لا يجوز من وجهة نظرك
هل تتفق معي في توصيف وجهة نظرك الآن ؟؟؟
هذا أقصى ما أستطيع تبيانه وأتمنى أن أكون نجحت بعض الشيء في شرح وجهة نظري وإحداث تغيير ولو بسيط على نظرتك للرقمي.
والله يحفظك ويرعاك.
الإخوة الكرام
كل عام وأنتم بخير
يسرني أن تطلعوا على هذه المشاركة من منتدى الرقمي :
http://www.arood.com/vb/showthread.p...2690#post12690
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي العُمَريأستاذي الفاضل خشان خشان :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وكل عام وأنت بخير.
بداية أشكرك على هذا الترحيب الحار, ويأبى الكريم إلا أن يكون طلق الوجه متواضعا كما عرفتك دائما.
أستاذي: أتفق معك في أن الإيقاع الخببي حاصل من توالي الأسباب دون قيد أو شرط غير التكافئ العددي بين الشطرين, وأنه لا يشتمل على ما تشتمل عليه البحور من خصائص ولا ينقاد إلى ما تنقاد إليه من أحكام عروضية...
ولكن ماذا عن ما ورد من الشعر ملتزما بأحكام العروض؟
كقصيدة الحصري:
يا ليل الصب متى غده ** أقيام الساعة موعده
إن هذه القصيدة وعشرات القصائد التي كتبت في معارضتها لا ترد فيها الصيغة فاعلُ 2 1 1 الواردة في شعر شوقي ومن تلاه, كما لا تتابع فيها أكثر من ثلاث متحركات.
أخي وأستاذي الكريم علي العمري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إن هذه القصيدة وعشرات القصائد التي كتبت في معارضتها لا ترد فيها الصيغة فاعلُ 2 1 1 الواردة في شعر شوقي ومن تلاه, كما لا تتابع فيها أكثر من ثلاث متحركات.
هي لا ترد فيها كما تفضلت، وإليك في هذا الصدد ما ذكره أستاذاي سليمان أبو ستة وعمر خلوف والرابط جميعه جدير بأن تقرأه:
http://www.arood.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=3721
في بحثي عن الخبب، أثرت مشكلة (فاعِلُ)، وذكرتُ أن من تحدّث عنها إنما كان يعتبرها ابتكاراً جديداً لم يرد في شعر القدماء، ولا سجّلها العروض القديم. وشككت في ذلك كلّه. فهي أقدم كثيراً مما يدّعون، ولأنها من خصائص الخبب كان لا بد لها من الظهور. وعلى الرغم من ضياع معظم قصائد الخبب القديمة فهاكَ مثالاً وجدته عند أشهر شعراء الخبب؛ الحصري القيرواني (-488هـ) في قصيدة له يقول فيها:
أَعَنِ الإغريضِ أم البَرَدِ = ضحِكَ المُتَعجّبُ منْ جَلَدي
يا هاروتيَّ الطّرْفِ تُرى = كمْ لَكَ نَفَثاتٌ في العُقَدِ
وهو أسبق من ابن الجوزي (-597هـ) بما يزيد عن مئة وتسع سنوات.
وهاك مثالاً آخر لابن الأبّار البلنسي (-658هـ):
بَيْتُهُ في الترْبِ رَسا وتَداً = وعلى الأفلاكِ لهُ طُنُبُ
ولفتيات الشاغوري (-615هـ):
آهاً منْ هجْرِكَ والإعْرا = ضِ وطولِ صدودِكَ والمَلَلِ
لا بلْ واهاً لِسَجايا المَلِـ = كِ الأفضَلِ نورِ الدين علي
ولعلي بن القاسم الزيدي (-1096هـ):
ودُّكَ قد صارَ يُكلّفُهُ = بِمَقالِ الشعْرِ ويُنطِقُهُ
ولقد أحسنت أخي خشان بتصحيح بيت ابن الجوزي الثاني، إلا أن صحيح بيت شوقي هو:
نتّخذُ الشمسَ له تاجا = وضَحاها عرشاً وهّاجا
ومثله قوله: نبتدرُ الخيرَ ونستبِقُ = ما يرضى الخالِقُ والخُلُقُ
وله من نشيد النيل: جارٍ ويُرى ليسَ بِجارِ = لأناةٍ فيهِ ووَقارِ
أما مَن ذكَرها من العروضيين القدماء فلم أجد غير ضياء الدين الحسني الراوندي (-560هـ)، وإنْ كان ذكْرها عنده لم يكن تسجيلاً واقعياً لورودها في الشعر، وإنما ظهرت لديه عَرَضاً وهو يولّد تفاعيله توليداً افتراضياً يقوم على تقليب مواضع المتحركات والسواكن، وقد عدّها تفعيلةً قائمة بذاتها، يتألف من تكرارها شعر متّزن، ومثّل لها بقوله: ليتَ حبيبِيَ ساعةَ أعرَضَ = أجمَلَ هجْرِيَ وهْوَ جميلُ
وقوله من مسدسها: أبْقِ عليَّ حبيبِي = ليسَ لِجَورِكَ دافِعْ
جُرْتَ عليَّ فطَرْفي = حيثُ ذكرْتًكَ دامِعْ
من موقع رؤى الادبيه