فجر انتحاريان نفسيهما في وسط العاصمة السورية دمشق، وقتل في التفجيرين 14 شخصا، بحسب ما أفادت به وسائل الإعلام السورية.
وأصيب في التفجيرين اللذين وقعا في حي المرجة التجاري المزدحم، عند مركز للشرطة، ما لا يقل عن 30 شخصا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن مجلس الوزراء إدانته للتفجيرين وتأكيده أنهما "يمثلان إفلاس المجموعات الإرهابية المسلحة ومن يقف خلفها بسبب ما يحققه جيشنا الباسل من انتصارات".ويأتي هذا الهجوم في القوت الذي تتأهب فيه القوات الحكومية لشن هجوم لاستعادة مدينة حلب الشمالية بعد استعادتها السيطرة على مدينة القصير من أيدي المعارضة المسلحة.
وأظهرت الصور التي بثتها محطة تليفزيون الإخبارية السورية موقع الحدث وقد انتشر فيه التدمير، وانفجرت فيه واجهات المحال، وغطى الطرقات حطام المباني وبقايا النفايات.
كما ظهرت في الصور آثار الدماء على الأرصفة، بينما وقف المصابون بين حطام الزجاج والمنازل.
وكان أحد الانتحاريين قد دخل مركز الشرطة في المنطقة، وفجر نفسه عندما تعرض لإطلاق النار في الطابق الأول، بحسب ما قالت الشرطة لمراسلة بي بي سي ليس دوسيت في دمشق.
وتقول مصادر الشرطة إن الطابق غص بالأثاث المحطم، وكتل الجص.
أما الانتحاري الثاني، كما تقول الشرطة، فقد فجر نفسه بعد ذلك بقليل، في الشارع بينما كان أفراد الشرطة يغادرون المركز.
ولم يتضح إن كان من بين القتلى أو المصابين بعض أفراد الشرطة.
ومثل هذه الهجمات أمر شائع في دمشق، فقد تعرض الحي نفسه لهجوم مماثل قبل ستة أسابيع.
لكن السكان في وسط العاصمة يقولون إن الوضع أكثر هدوءا الآن، مما كان عليه قبل عدة أشهر مضت، حينما كان المسلحون من المعارضة يشددون ضغطهم العسكري حول المدينة، وبدا وقتها أن هجوما أخيرا بات وشيك الوقوع.
غير أن هجوما مضادا كبيرا شنته قوات الجيش السوري، دفع المعارضين المسلحين بعيدا عن الضواحي القريبة، خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية من العاصمة.
وكان الصراع في سوريا قد بدأ قبل أكثر من عامين باحتجاجات سلمية على نظام الرئيس بشار الأسد.
لكن تلك الاحتجاجات تحولت الآن إلى حرب أهلية قتل فيها أكثر من 80 ألف شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
مرأى حلب
وأفادت الأنباء بأن القوات الحكومية تستعد لهجوم كبير على الأجزاء التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون في كبرى المدن السورية، حلب.
وقال نشطاء المعارضة في حلب لبي بي سي إن التعزيزات العسكرية، ومن بينها مقاتلون من حزب الله، أرسلت بالفعل إلى أجزاء من المدينة.
وكانت قوات الحكومة قد استعادت الأحد آخر قرية كان المعارضون يسيطرون عليها في المنطقة الاستراتيجية التي تربط بين الحدود اللبنانية ووسط مدينة حمص.
وقد ظل شمال سوريا تحت سيطرة الجماعات المسلحة منذ العام الماضي، وبقيت خطوط الجبهة الأمامية داخل حلب ساكنة إلى حد كبير لعدة أشهر.
غير أن عودة مدينة القصير الاستراتيجية إلى سيطرة الجيش السوري الأربعاء كان من وجهة نظر القيادة العسكرية في دمشق نصرا حاسما.
وفي ضوء تقدم قوات الجيش السوري، يمكن أن تقرر واشنطن هذا الأسبوع بدء تسليح المعارضين، بحسب ما قال به مسؤولون أمريكيون.
فقد قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية الاثنين إن الولايات المتحدة "ستواصل بحث سبل مساعدة المعارضة وزيادة المعونة ... وقد تحدث الرئيس كيف أن انخراط قوات أمريكية على الأرض ليس خيارا، ولذلك فبقية الخيارات الأخرى مطروحة".
بيبيسي
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleea..._suicide.shtml