أحمد البدوي المجلسي اليعقوبي الشنقيطي الأموي
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
المحبي1/ 343-346
السيد أحمد بن محمد بن يونس المدعو عبد النبي بن أحمد بن السيد علاء الدين علي ابن السيد الحسيب النسيب يوسف بن حسن بن يس البدري نسبة إلى السيد بدر فقال بدر الولي المشهور المدفون بزاويته بوادي النور ظاهر القدس الشريف وله ذرية لا يحصون كثرة قال صاحب الإنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ومناقبهم لا تحصى وذكر منهم جماعة وساق نسب السيد بدر بن محمد بن يوسف بن بدر بن يعقوب بن مظفر بن سالم بن محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسن بن العريض الأكبر بن زيد بن زين العابدين على بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلا أن الشيخ أحمد كان يخفى نسبه اكتفاء بنسب التقوى المفضى للتنصل من أسباب الفخر والجاه في الدنيا فتبعته على ذلك ذريته وكانت والدة الشيخ محمد المدني من ذرية سيدنا تميم الداري رضي الله عنه وهم كثيرون ببيت المقدس ووالدة صاحب الترجمة من بيت الأنصاري ولهذا كان يكتب بخطه أحمد المدني الأنصاري وتارة سبط الأنصار ورباه والده وأقرأه بعض المقدمات الفقهية على مذهب الإمام مالك لأن والدة تمذهب بمذهب شيخه الشيخ محمد بن عيسى التلمساني وكان من كبراء العلماء والأولياء بالمدينة ورحل به والده إلى اليمن في سنة إحدى عشرة بعد الألف فأخذ عن أكثر علمائه وأوليائه خصوصا شيوخ والده الموجودين إذ ذاك كالشيخ الأمين بن الصديق المرواحى والسيد محمد الغرب والشيخ أحمد السطيحه الزيلعة والسيد على القبع والشيخ على مطير ومكث عند والده مدة ثم حدث له وارد مزعج فخرج سائحا من اليمن حتى وصل إلى مكة ومكث بها مدة وصحب جماعة كالسيد أبي الغيث شجر والشيخ سلطان المجذوب وعاد إلى المدينة وصحب بها الشيخ أحمد بن الفضل بن عبد النافع ابن الشيخ الكبير محمد بن عراق والشيخ الولي عمر بن القطب بدر الدين العادلى والشيخ شهاب الدين الملكاني وغيرهم ثم لزم الشيخ الكبير أحمد بن علي الشناوي الشهير بالخامى وتمذهب بمذهبه وسلك طريقته وقرأ كتبا في مشربه وأخذ عنه الحديث غيره ولا زال ملازماً له حتى اختص به وزوجه انته واسختلفه ثم أخذ عن رفيق شيخه في الإرادة السيد أسعد البلخي ولازمه حتى مات وورث أخواله ثم صحب خلقا يطول تعداد أسمائهم وكان جملة من أخذ عنهم في طريق الله تعالى نحو مائة شيخ منهم الشيخ عبد الحكيم خاتمة أصحاب الغوث مؤلف الجواهر الخمس ومنهم العلامة المنلا شيخ الكردي قرأ عليه في العربية وغيرها ولم يزل على قوة حاله حتى انتفع به الناس على اختلاف طبقاتهم وانتشر صيته وكثرت أتباعه في أقطار الأرض وشهد له أولياء وقته بأنه الإمام المفرد كالشيخ أيوب الدمشقي فإنه كتب إليه كتبا يقول في بعضها إني لا علم أن لكل وقت صمد أوانك والله صمد هذا الوقت ومنهم الولي العارف بالله تعالى مقبول المحجب الزيلعى والسيد عبد الله بن شيخ العيدروس بحيث أنه أخذ عنه في أيام زيارته المدينة ومنهم السيد العلامة الولي بركات التونسي والسيد عبد الخالق الهندي بل أخذ عنه كبار الشيوخ كالسيد العارف بالله عبد الرحمن المغربي الإدريسي والشيخ عيسى المغربي الجعفري والشيخ مهنا بن عوض با مزروع والسيد عبد الله بافقيه وجماعة من علماء السادة بنى علوى ومن فقهاء اليمن من جعمان وغيرهم ومنهم نتيجة النتائح خليفته الروحاني إبراهيم بن حسن الكوراني السهراني فإنه به تخرج وبعلومه انتفع لازمه مدة حياته وصار خليفته في التربية والإرشاد بعد مماته وله مؤلفات كثيرة الموجود منها نحو خمسين مؤلفا منها حاشية على المواهب وحاشية على الإنسان الكامل للجيلى وحاشية على الكمالات الإلهية له وشرح حكم ابن عطاء الله في مجلد ضخم وشرح عقيدة ابن عفيف وكتاب النصوص والكنز الاسنى في الصلاة والسلام على الذات المكملة الحسنى وعقيدة منظومة في غاية الحسن والاختصار وكان إمام القائلين بوحدة الوجود حافظا للمراتب الشرعية متضلعا من أذواق السنة كثير النوافل والصيام كامل العقل والوقار ووصل إلى قمام الختمة في عصره فقد قال فيما وجد بخطه على هامش رسالة العارف بالله سالم بن أحمد شيخان باعلوى المسماة بشق الجيب في معرفة رجال الغيب عند قوله والختمة وهو واحد في كل زمان يختم الله به الولاية الخاصة وهو الشيخ الأكبر انتهى ما نصه الذي يتحقق وجد أنه أن الختمة الخاصة مرتبة إلهية ينزل بها كل أحد لها حسب وقته وزمانه غير منقطعة أبد الآباد إلى أن لا يبقى على وجه الأرض من يقول الله الله لعدم خلو المراتب الإلهية عن القائمين بها حتى يصير القائم بها كالصفر الحافظ لمرتبة العدد فيما قبله وبعده بأنفاسه تتم الصالحات وتقضى الحاجات وقد تحققنا بذلك حقا ونزلناه منازلة وصدقا وممن رأيته من مشايخ من أهل الختم المذكورة سندا متصلا منهم إلينا من غير انقطاع بإذن الله تعالى خمسة أنفس سادسهم كلهم لا رجما بالغيب وربه ثم قال بعدها قاله عبد الجميع أحمد بن محمد المدني ومثله لا يتكلم لا رجما بالغيب وربه ثم قال بعدها قاله عبد الجميع أحمد بن محمد المدني ومثله لا يتكلم بمثل هذا الكلام إلا عن أذن إلهي ونفث روعى وله ديوان شعر منه قوله أبد الآباد إلى أن لا يبقى على وجه الأرض من يقول الله الله لعدم خلو المراتب الإلهية عن القائمين بها حتى يصير القائم بها كالصفر الحافظ لمرتبة العدد فيما قبله وبعده بأنفاسه تتم الصالحات وتقضى الحاجات وقد تحققنا بذلك حقا ونزلناه منازلة وصدقا وممن رأيته من مشايخ من أهل الختم المذكورة سندا متصلا منهم إلينا من غير انقطاع بإذن الله تعالى خمسة أنفس سادسهم كلهم لا رجما بالغيب وربه ثم قال بعدها قاله عبد الجميع أحمد بن محمد المدني ومثله لا يتكلم لا رجما بالغيب وربه ثم قال بعدها قاله عبد الجميع أحمد بن محمد المدني ومثله لا يتكلم بمثل هذا الكلام إلا عن أذن إلهي ونفث روعي وله ديوان شعر منه قوله:
أضاءت لنا بالرقمين على نجد ... لوامع أنوار فهجن لي وجدى
وذكرنني العهد القديم ورامة ... وأرقات أنس ما برحت بها أشدى
وكأس مدام أدهقته كريمة ... تسمت بأسماها الرباب معا هند
فلما تحسى القوم كأس غرامها ... غدوا ولها يشدون بالعلم الفرد
فهم فتية صرف الغرام قلوبهم ... بمشهدها الأعلى لدى صفوة الجند
فساروا بها نحو الإضاءة يبتغوا ... خلاصا إليها والبنود لهم تهدى
أذلا لسلطان المليحة صبوة ... وذل الهوى مستعذب الصدر والورد
فلما اجتلوا للإسم جال بوسمه ... فأبدى مسماه بزينب والدعد
وقوله أيضاً:
يا قرة العين أن العين فيك جلت ... محض العيان بمسموع ومبصور
فامتع قراك على علم بذاك فذ ... اك الغيب شاهدنا في كل منظور
وله:
هذى صلات الذي دامت صلاتهم ... مذ حافظوا بدوام لنفخ في الصور
وقوله:
وفي مهجتي من نار وجدك فارض ... يقسم ميراث الصبابة للكل
يعشقني فيه إليه بوجهه ... يوحى وتكليف على ملة الرسل
ويدعو إلى صرف اللقاء بموت ما ... تراآه وهمي مذ تعين بالشكل
فهل من سبيل والكفاح مصرح ... بوجه محيا طالع البدر في نزل
ففي الغرق تعذيب عذوبة مائه ... مجاذبة الأسماء في شاخص الظل
وإني أنا المجذوب والكل جاذب ... وقبلتنا الشطر الحرام مع الكل
وقوله:
لا تعر عقلك غيرك ... فترى من بعد تندم
إنما العقل ضياء ... يهد للى هي أقوم
وله غير ذلك.
وكانت وفاته رحمه الله نهار الاثنين آخر سنة إحدى وسبعين وألف ودفن بالبقيع شرقي قبة السيدة حليمة السعدية رضي الله عنهما.
·
المصادر
قد ترجم للسيد احمد البدوي المقريزي وابن حجرالعسقلاني والسيوطي في عصرالمماليك
والشعراني والشيخ يونس بن عبدالله المسمي بأبن أزبك وعبد الصمد زين الدين ونورالدين علي الحلبي في العصرالعثماني
من اعداد عثمان ال غفار