نضرة الأوصاف
***
شعر
صبري الصبري
***
أحببت حقا نضرة الأوصاف
ومزجتها في محتوى أعطافي
ورأيتها في مقلتيّ تخيلي
بدرا بثوب مسبل هفهافِ
وعشقتها عشق المحب لوردة
عطرية عذرية الأطيافِ
ولمستها بقصيد شعري لمسة
راقت لقلبي ذي الغرام الصافي
ووصفتها وصفا عفيفا مسهبا
بقريض شدو آسر وقوافي
ونثرتها كالدر من أصدافه
يزهو بإبهار له وتصافي
وجمال سمت مشرق متميز
بنقائه العذب البديع الوافي
وبهاء حسن مزهر متفتح
يرقى رقيا مستفيضا ضافي
أحببتها حب الشغوف لروضة
مروية بأطايب الإتحافِ
ورغبتها شوقا إليها أشتهي
إغداقها برقائق الإرهافِ
ورأيتها نيلا سخيا دافقا
يجري إليَّ بموجه الخَفَّافِ
بحنانها تحنو عليَّ كأفرع
نيلية التحنان والصفصافِ
مهما تغب عن ناظريَّ بنبضتي
تحيا بأعين حضرتي وزفافي
فأفض هجر العاشقين بزفرة
شعرية الآهات والأحلافِ
بالبدر في عمق الفضاء تحالفي
وبذكريات الملتقى استشرافي
وبليل أشواق الغرام صبابتي
ليذوب وهم تباعد وتجافي
وببوح صدق الهائمين تحببي
لحبيبتي ذات الهيام الخافي
أهفو إليها رغم علمي أنها
مني بقربي في أتم تعافي
وبلوعة الهجران أشعر أننا
بمهب بينٍ للفؤاد موافِ
فأود قربك بانطلاق سجيتي
لأراكِ يا ذات الهوى الخطَّافِ
أحيا بغرسك بالحقول أمدني
بمزيد بسط للسعادة كافِ
وأرى بجوك طير أحلامي علت
بسمو عزم جناحها الطوَّافِ
بمروج حسن في ربوع جميلتي
منها رقائق نضرة استشفافي
لمكامن الإبداع غذَّت مهجتي
بعبير زهر بالمنابع طافِ
حقا أحبك بالصخور نحتها
وبصفحة الأمواج بالمجدافِ
وبلوحة الشرف الرفيع سطرتها
ووقفتها بوثائق الأوقافِ !
فلأنت يا ذات الجمال حبيبتي
ولأنت روحي في صفاكِ الدافي
ولأنت بستاني ودوحة خاطري
ومسرتي وتوافقي وخلافي
بك تستنير قريحتي بقصائدي
ببحور شعر بالغ الإسرافِ !
أنا لا أُلام إذا عشقتك حالفا
والله يغفر صبوة الحَلاَّفِ !
يا نضرة الأوصاف فيك تعددت
ميزات وصف باشتياق قطافِ
هيا فإني رغم بعدي حاضر
أهفو لطيفك ناضر الإيلافِ
هيا لوصل من جديد نلتقي
بالحب فيه سعادة الإزلافِ
آن الأوان لأن أراكِ فإنني
حقا عشقت بهية الأوصافِ !