ثمود(مدائن صالح عليه السلام)
هم قوم ثمود (وهم من العرب العاربة أى الذين كانوا قبل إسماعيل عليه السلام ، لكن العرب المستعربة هم الذين جاءوا من ولد اسماعيل) ، نبيهم هو صالح عليه السلام (صاحب الناقة)
في قوله تعالى في سورة الفجر: ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ {6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ {8} وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ {9} وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ )), بعض المفسرين يذهب إلى أن إرم قبيلة لا مدينة, والمعروف أنها مدينة, لأن الله جلّ جلاله ذكر عن كل أمة ما مكنها فيه من عظيم الصنع فثمود قطعوا الجبال ونحتوها, والفراعنة بنوا ما يشبه الجبال, ووجب أن تكون إرم من صنع عاد لا عاداً نفسها, أن قطع ثمود للصخور كان عملاً عظيماً قد يكون كالأهرامات, وكنتيجة لهذا الاعتقاد بدأت أفكر في الآثار الموجودة في حجر المدينة, هل هي موافقة لما تحدث به القرآن الكريم عن ثمود, يدعي أهلها أن الناقة كانت بأرضهم, وأن جـــبــلاً مــشــقــوقاً لديهم يسمع منه صوت بعير, وقوله تعالى: (( وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ )) أي قطعوا ذكر عن ثمود نحتهم الجبال للسكنى والمفسرون ذهبوا إلى أن المـراد واحد "القطع والنحت",
قــال تــعــالـى فـي سـورة الأعراف: ((وَتَـنْـحِتُونَ الْـجِبَالَ بُيُوتاً )), وقــال عــزّ مـن قــائـل فــي ســــورة الـشـعـراء: (( وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً من لم يشاهد الجبال المنحوتة في موطن ثمود في منطقة جيزان يلمس دقة التعبير في الآيتين, أما الذي يشاهد تلك الجبال في جبل القهرقرب المدينة يجد دقة المعنى تتجلى في تلك البيوت التي لا تزال مسكونة إلى يومنا هذا لفظ الآية "في الجبال بيوتاً", فهو أوفق لماهيتها, ولا نقول "من الجبال بيوتاً" والنحت هو البري كفعل النجار في الخشب بالقدوم, قال الـشاعر: يا بنت عجلان ما أصبرني على خطوب كنحت بالقدوم
موقع ديار ثمود من جبل القهر , وجبل القهر أعظم وأعجب جبال دون استثناء, ويسمى كذلك زهوان ويعد من جبال الغور, ووجه الغرابة فيه أنه يمتد في شكل دائري, بقطر خمسين كيلاً, تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً, والمساحة داخل الدائرة تتكون من حداب وأودية, وهو حجر حصين لا يستطيع غير سكانه الوصول إليه, فجبل القهر جميع جهاته الخارجية كالجدار, صــخــور مـلـسـاء لا سـبيـل لرقيها, وليس له غير طريق واحدة من جهة الغرب, يتحكم فيها سكان هذا الجبل فيسدونها وقت شاءوا, ولا يعرفها غيرهم, كان هذا إلى عهد قريب, ويقال إن للجبل طريقاً أخرى من ناحية الشرق تتصل بقحطان, أشد وعورة من الطريق الغربية المتصلة بسهل تهامة وليست الوعورة مقصورة على الجهات الخارجية للجبل بل تجد المنحدرات الملساء التي لا يمكن تسلقها أو الانحدار منها داخل الجبل ثمود حضرموت وعمان: شاهدنا ذات يوم في التلفزيون خبراً مصوراً يدعي منتجه أن ثمود كانت بأرض عمان, وعرضوا صورة قَبر, قالوا إنه قبر نبي الله صالح, وشاهدنا فلماً آخر يتحدث عن آثار حضرموت, وورد في القرآن أنه كان لهم جنات و زروع ونخل
وبعث الله إليهم عبده صالحاً يحاجهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده, فسألوه كضرب من التحدي أن يخرج لهم ناقة من صخرة بعينها(1), يذكر ابن الأثير أن هذه الصخرة كانت بموضع تجتمع فيه ثمود في يوم عيدها(2), أي أن خروج الناقة من الصخرة كان في يوم عيدهم وهم مجتمعون في ذلك الموضع,
صورة للمكان الذي يقيمون فيه اعيادهم وق تحدوه على خروج الناقه
والمؤكد إن نبي الله صالحاً خرج بهم إلى تلك الصخرة وقد عاهدوه على الإيمان إن أخرج منها ناقة, فدعا الله فتمخضت الصخرة تمخض النفساء, أي أنَّت وتوجعت حتى خرجت منها ناقة عشراء, ما لبثت أن تمخضت ووضعت فصيلها سوف يدهش القارئ من الصور التي ترد و معظمهم لا يعلمون أن الناقة خرجت من صخرة, ولا أنها خرجت عشراء وتمخضت عن سقبها, إنما قادوني إلى موضع لأرى أثر أخفاف توارثوا أنه أثر الناقة, وهم لا يعرفون شيئاً عن الصخرة و الفصيل أثر الفصيل وأثر الناقة مجتمعة في موضع واحد. عدم وفاء ثمود بما اشترط عليهم: اشترط الله جلّ جلاله على ثمود أن يذروا ناقته ترعى حيث شاءت من أرض الله ولا يمسوها بسوء, وأن لا يقربوا الماء يوم وردها, وكانت لا ترد في غير يومها وبحكم الطبع البشري, وتأثير الطالح على الصالح, غلب السفهاء على أمر ثمود وتآمر ثلاثة نفر على عقرها, رجلان وصبي, والصبي هو من عقر الناقة, تيذكروا أن بين المتآمرين صبي صغير, ويرجح أن ثمود كانت راضية سلفاً بما عقدوا العزم عليه من عقر الناقة. أمر الفصيل: اختلف المؤرخون في أمر الفصيل, أن نبي الله صالحاً حين جاءه خبر عقر ثمود الناقة, خرج إليهم فتبرءوا من عقرها, وقالوا إنما عقرها فلان فقال أدركوا الفصيل فإن أدركتموه نجوتم من العذاب, فنفر حتى صعد قارة, فحاولوا اللحاق به فاستطالت القارة حتى بلغت عنان السماء(1), وعند البعض أنهم قتلوه وجمعوا لحمه على لحم أمه, وروى القرطبي أنه دابة الأرض التي تخرج في آخر الزمان(2) بين يدي طلوع الشمس من مغربها تكلم الناس, " وذلك أن الفصيل لما عقرت أمه هرب فــانــفــتح له حجر فدخل في جوفه, ثم انطبق عليه, فهو فيه حتى يخرج بإذن الله عزّ وجلّ ",
أثر الناقة ,
والصخرة التي طبع فيها عاقروها أكفهم, والجبل الصغير المشقوق الذي يسمع غير بعيد عنه صوت الحوار, لذلك لتنبه في طريقنا إلى منحر الناقة "هكذا اسمه" لأعمال ثمودية, إلاّ في الرحلات التالية, منها عين إنسان
مرسومة في الصخر تنظر إلى القادم من الناحية التي كان فيها مسجد نبي الله صالح, وذكرتني هذه العين بقوله تعالى في سورة النمل: ((قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ))
العين المرسومة من جهة المدخل
, أظن أن تصويرهم العيون كان من قبيل التطير, عملت للمسافر أم للحيوان أم للوحش , وغير بعيد منها منحر الناقة وأثـر أخـفـافـهـا فـــي الصخر, ومن, يجزم أن عاقري الناقة كمنوا لها عند فم المضيق, حيث لا تستطيع الهرب, أو الانحراف يميناً أو شمالاً, أو أنهم أشرفوا عليها من شرفتيه.
الصخرة التي دخل فيها الفصيل وسيخرج منها اخر الزمن.
في هذه الكفوف المرسومة تظهرلنا أكف مطبوعة في تلك الصخرة, كأنما جاءت من الغيب, منها أكف غير واضحة,ومنها ما هو في غاية الوضوح أن تسعة أكف طبعها أصحابها في مكان واحد, وبأسلوب أرادوا به التدليل أنهم فريق واحد, إنهم لاشك يتعاهدون على أمر, ويغلب على الظن أن طبع الأكف على الصخر كان أسلوب التقاسم والتعاهد لدى ثمود, وبين تلك الأكف كف غلام, وهذا ما يثير الدهشة, وبعد كشف القبرين وتعد الجماجم, فالعظام قد رمت, فوجدها تسعا إحداها لغلام, لقد تعاهد التسعة على أمر وهلكوا عليه, وقبل هذا تتنبه إلى الصخرة, إذ لم تكن على تلك الهيئة دون تدخل الإنسان, بل أنها مقطوعة من الأعلى إلى الأسفل, بأسلوب هندسي يحقق للوحة إضاءة تامة, ويمنع المطر من الوصول إلى الأكف والقبرين, بل وأظنه يمنع الرطوبة أيضاً لأن الخشب الذي يغطي القبرين سليم لم يتعفن أو يتحلل, ولم تمسه الأرضة والعثة,
والصخرة, فلما نزعوها بقي أثر الأكف مطبوعاً على الصخرة, سواء فعلوا ذلك دفعة واحدة أو واحد بعد الآخر, والذي يتتبع الصخرة من اليمين إلى اليسار يجزم أنهم تتابعوا على ذلك الموضع, ولم يحضروا دفعة واحدة, وأحسب أن أول من حضر منهم ثلاثة لا أظن الغلام منهم, ثم اكتملوا تسعة, والغريب أننا حين أردنا أن نصور رفات تلك الرمم وجدنا بطاريات الفلاش فارغة من الكهرباء "لا أعرف للفلاش تعريباً" واضطررنا أن نصور دون إضاءة والجو شبه غائم, على أن نعود لتلك الصخرة مرة أخرى ولقد جاءت الصور أفضل مما يسمى هذا العدد بالرهط التسعة الذين أرادوا قتل نبي الله صالح فرضختهم الملائكة بالحجارة
صورة للتسعة الرهط الذين تعاهدوا على قتل الناقه ويظهر اثر ليد الغلام الذي قتلها
وهم تحت صخرة, غير بعيد من مسجد نبي الله صالح وقد اتقوا تحت صخرة وكأنهم يتقون رجماً, وهم من قال الله فيهم في ســورة الـنـمـل: (( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ {48} قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ )), أول ما وصل إلى الصخرة ثلاثة عقروا الناقة ثم تبعهم ستة, فتأمروا "جميعهم" على تبييت نبي الله صالح وطبعوا أكفهم كنوع من العهد.
تسعة أكف, الكف الأخير الأسفل الذي على يسار المشاهد كف غلام.
جمجمة أحد التسعة.
وبعدها أنزل الله عليهم العقاب و هى الصيحة من السماء والرجفة من ، أسفلهم فأصبحوا فى دارهم جثث لا روح فيها وجاءتهم بعد 3 أيام من عقر الناقة
سبحان الخالق الذي أتاهم من القوه ماإن نحتوا الجبال بأيديهم وأتاهم من فضله
ولكن لم تغني عنهم قوتهم شيئا عندما كذبوا رسولهم وإستكبروا في الأرض
فالله لايعجزه شئ في السموات ولا في الأرض
لنا في ذلك عبرة وموعظه ... لعلنا نعتبر
قال تعالى (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة
وماكان الله ليعجزه من شئ في السموات لافي الأرض إنه كان عليما قديرا)