المعركة الأخيرة للشيطان
راودني الشيطانُ عن دمي في وكرِ الذئاب،
قاومتُ نفسي،
... ...
نحرتُ موتي،
واجهتُ الريحَ في عرضِ بحرٍ بلا مراكب،
صارعتُ الضعفَ لأقوَى،
ناضلتُ الخوفَ لأبقَى،
ما أسعفني في محنتي شاهدٌ ولا غائب،
نازلتُ جِراءَ ضبعٍ تراءى لي من بعيدٍ في الضباب،
يوقدُ نارَ الشِّيِّ، تَرقبُ لحمي،
تنظرُ كشفَ عظمي،
تبغي دفنَ حُلمي في السراب،
قبل دفني في غياهِب التراب،
صدَدْتُ خاتمتي،
ما شئتُها طعامَ ضبعٍ يغتذيها شهيةً بلا متاعب،
حملت سيفي قلما، والقرطاسَ رُمحي،
واجهَ نزيفُ عقلي كلَّ المصاعب،
جُنَّ إبليسُ لماَّ رآني أَقْهَرُ بصبري كلَّ المتاعب،
ارتعدَ هلعاً، وسقط فَرَقا،
فرماني برِدَّةٍ قاءَها كفرُه برب الكواكب،
وأمر جنداً له واصلوا نهش لحمي كالعقارب،
ما لانَتْ مني عزيمتي ولا الروح،
واصلتُ دفعَ الأذى عني وعمَّن نذرتُ لهم دمي،
فلما خارت قوايَ، وسالت دمايَ، رماني بالحراب،
قطَّعَني، مزَّقَني، عصرني،
ثمَّ باع خلاصتي خمرا، أسكرَ من حوله كلَّ الذُّباب،
وعندما أولمَ احتفاءً بغيبتي،
ودعا لمآدب مقتلي كلَّ اللئام،
لملمتُ شظايايَ في برزخي،
وأَعَدْتُني إلى سابقِ قوتي،
وكالمسيحِ قمتُ له من مرقدي،
أحرمه هناهُ وأذيقُه مرَّ العلقمِ،
أيا شيطانا سرَقَت اسمَ الله،
تُقدِّسُ به جدران مباغيك؟
وباسمه سرقتني، وقبل ذلك موطني،
مزقني إن شئتَ،
فكلُّ خلايايَ باقيةٌ تقضُّ مضاجِعَ لياليك،
أَمِتْني إن شئتَ،
فترابُ قبري صواعقُ إلى حتفِكَ تناديك،
أنا ومن ضَمَّتْهم قبلي مدافنُ حواريك،
أحياءٌ في برازِخِنا،
تناجزكم بيارِقُنا،
تقاومكم مذابِحُنا،
واسم الله، تحرِّره من مباغيكم، دموع مآقينا،
وصبرُنا في منافينا،