الشمس


الشمس تشرق كل يوم مرتينْ
لا تحسبوا أني جُننتُ
وأن شِعري طار من عقلي
فإن الشمس في عينيّ حقاً
تعتلي أفق القوافي مرتينْ
ليس انفعالاً ما أقولُ
ولا شرود قصيدةٍ
سكرت مع الأوزان من خمر الحروفِ
وإنما شيء يؤكد أنني
قبّلتُ ثغر الشمسِ حين شروقها
فتكسرت بين الجبال حيِيّةً
ثم استعادت وعيها
وعلتْ لتشرق مرة أخرى
على شفة البيانْ
سمراء سمّرها الشعاعُ
فأومضت بيني
وماجت كالشقاء على تجاعيد الزمانْ
تتقرّط الإغراء تومض بالدلالِ
وتسكب العبق المضيء على يديَّ
لأغسل الجلد المزخرف باشتعالات المكانْ
يشتد وقع خطا فؤاديَ
أسمع الأصوات من صدري
كأن كتيبة الجيش القديمِ تحركتْ
نحو الوقيعةِ
تصهل الخيل الأصيلة في دمي
وتدور في رئتي الثوانْ
شمسي تسخن كوكب الوجد العريقِ
تغازل البحر المضرّج بالملوحةِ
ترسم الأحلام في حلو المشاهدِ
في منامات الخرائد والحسانْ
كوني سيغرق بالبهاءْ
وحروف شعري سوف تطبخها النساءْ
فأنا وشمسي لم نزلْ
شيئين متحدين في مجموعة الحب النقيّ
وكوكبين يراقصان شموخ أجرام السماءْ
الشمس تشرق كل يوم مرتينْ
لكنها لم تحترف طرق الغيابْ
لم تحترف لغة التخفي
خلف أسراب السحابْ
الشمس تبقى الشمسُ
مهما لُوِّنَتْ
بجرائم الليل السداسيّ النجومْ
الشمس كل حقيقة عاشت على مرّ الزمانْ


محمد إقبال بلو