أيام العيد تعبر عن الفرح والسعادة والصحة والعافية، ولكل مجتمع في كل زمان ومكان فرحته وطريقته في التعبير عن فرحته بالعيد سواء عيد الفطر او عيد الأضحى.

ما أجمل هذا الصباح، ونحن نشاهد أطفالنا يشعرون بالأمان ويلبسون أجمل وارق وأحلى الملابس الموجودة في المحال التجارية.

ما أجمل هذا الصباح، ونحن نرى الفرحة تتراقص في عيونهم وكأنها تتغنى وترقص في الحقول الخضراء الواسعة.

ما أجمل هذا الصباح، ونحن نرى الأهل والأصدقاء يتزاورون ويحيون بعضهم البعض بحب وصفا وتصافي ونقاء.

ما أجمل هذا الصباح، والشمس مشرقة تحمل الفرحة والبهجة والسعادة للأرض تملؤه دفء وجمالا وحنانا وبهاء.

ياااه ما أجمله من صباح.

إذا هي من العادات والتقاليد المتعارف عليها والثابته، الملابس الجديدة وكعك العيد والحلويات والعيديه التي ينتظرها الأطفال من عيد الى عيد بفارغ الصبر.

ولكن عندما تصبح تلك العادات الثابتة عادات متغيرة، وتصبح الأفراح همّ يؤرق الأسرة ذات الدخل المنخفض والمحدود بسبب الحياة الاقتصادية المتقلبة وارتفاع الأسعار الجنوني الذي عصف بالسواد الأعظم من أبناء المجتمع، وجعلهم يقترضون المبالغ المالية من الغير ليسدوا رمق فرحة العيد في عيون أطفالهم.

ففي مصر، الاردن و اليمن .... الخ هل يختلف الحال؟ في الحقيقة، لا توجد فيها حروب ولا كوارث طبيعية والحمد لله، ولكن الكوارث الاقتصادية والارتفاع الجنوني للأسعار جعلت ذوي الدخل المحدود لا يختلف حالهم عن اخوانهم المصابون بكوارث طبيعية وغير طبيعية.

ففي الأرض المحتلة فلسطين، فرحة العيد تختلف فهي مظاهر أصبحت من الترف بمكان حتى ان فرحة الطفل الفلسطيني أصبحت كالشبح خالية من نبض الحياة. ولا يختلف الحال لدى أخواننا الفلسطينيون اللاجئون في الأراضي اللبنانية. فبعد الحرب العاصفة التي عصفت بالأخضر واليابس في مخيم نهر البارد شمال لبنان وما خلفه من خراب ودمار، وكأن هيروشيما العصر قد جلبها الصيف اللبناني ودمر المخيم وهجر اللاجئون الذي يقدر أعدادهم ب40 الف نسمة الى مخيم لاجئون أخر. ففي يوم وليلة أصبح لاجئو مخيم نهر البارد في ضيافة قصريه في مخيم البداوي، واصبح الناس تعيش تحت تحت تحت مستوى خط الفقر حتى انهم افترشوا المخيم ولم يتركوا لا مدرسة ولا مستوصف ولا بيت الا واصبح الناس فوق الناس.

فأين فرحة العيد لدى اخواننا الفلسطينيون في ظل هذه الأوضاع والظروف المعيشية التي أصبحت أقل ما توصف بأنها صعبة مأساوية وخالية من نبض الحياة.

هل يختلف الحال في العراق، هل سنعود ونرى فرحة العراقيون بعراقهم حر مستقل. أي أفراح ونحن نرى الدمار والقتل والشتات يظل بظلاله على البيوت العراقية بطوائفها المختلفة. أهو عراقنا الذي أصبح وشاح الحزن يلفه سوادا. أيا عراق هل سنرى شمسك تشرق قريبا؟ لتمسحي عن وجوه أحبابك دموع الظلم والقهر وتعيدي الفرحة الى عيون الأطفال ليتنفسون من جديد فرحة العيد.

في السودان، أصبح اخواننا السودانيون يضطرون للهجر من ارض الخير، ارض النيل- أرض الموت- ليبحثوا عن أشباه الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة "دولة إسرائيل" لأن وسائل العيش لدى اليهود الصهاينة أصبحت أكثر توفرا وأكثر أمنا. فأين فرحة العيد بدون وطن.


هل فعلا نستطع ان نعش فرحة العيد؟ أي عيد وأي فرحة ونحن نشاهد المسلسلات اليومية في قنوات الأخبار وهي تذيع علينا في كل ساعة خبر انفجار هنا ومظاهرات هناك وقتل هنا وكوارث طبيعية هناك.


هل فرحتنا الحقيقة أصبحت ضمن حكايات ألف ليلة وليلة، أسطورة!

عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير

مع خالص تحياتي
ابتسام حسين - بريطانيا
12/10/2007م