إسْمٌ عَلَى مُسَمى
... وما عساه يكون ذاك الذي أغراك بانتقاء اسمي من بين الأسماء؟ بل من سمح لك بإدراجه في سياق ما تقصه على قرائك؟ ثم كيف سولت لك نفسك أن تصفني عمداً بكل ما وصفت؟ وتنسب إلي قصداً سائر الذي نسبت؟...
أمسك عن الكتابة، ووضع القلم جانباً، ثم نظر إليه بإمعان شديد مخطوطاً بحروف بارزة على الورقة، فردده بينه وبين نفسه مقروءاً مرة ومرتين وثلاثاً، عساه يفقه الباعث له على الاحتجاج، ويدرك السبب في عدم رضاه، ثم تفحص جيداً مجرى القصة التي أخذت تنساب بين يديه وأمام ناظريه، وأجهد نفسه لعله يعثر على أمر ذي بال يبين له بلسان فصيح مواطن اعتراضه، ويمكنه من الإجابة على الأسئلة التي فاجأه بها، وبقدر ما شغلت تفكيره شلت الرغبة لديه في مواصلة كتابة قصته الجديدة ...
لم يهتد في بحر السرد والوصف إلى جزيرة ينزل عليها ليلتقط أنفاسه، ولا حتى إلى صخرة يضع قدميه عليها ليأخذ قسطاً من الراحة بعد إبحار طويل، فشق عليه أن يجيب، ولم يستطع الرسو بقارب قصته الغريبة حيث يطمئن قلبه، فوجد نفسه أمام خيار وحيد لا ثاني له ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com