نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

قال الفنان الكبير دريد لحّام إنه يحضر لمشروع جديد يتضمن إعادة إحياء شخصية "غوار" التي اشتهر بها في سبعينيات القرن الماضي بالتعاون مع الكاتب مازن طه،
وقال لحام خلال حديث تلفزيوني بحسب صحيفة تشرين إن مشروع إعادة شخصية غوار مازال قيد الكتابة، ولكن ليس 'غوار' الذي كان من قبل وإنما برؤية جديدة تناسب عمري وشكلي الحالي لذلك أتمنى من الناس عندما يشاهدون هذا العمل ألا يقارنوه بغوار السابق، فإذا قارنوه به بالتأكيد سوف يسقط العمل ولن يرى النور حينها، فبعض الناس من شدة تعلقهم بالشخصية يريدونها دائماً كما شاهدوها للمرة الأولى حتى شكلها لا يريدون أن يتغير".
ويقول لحام إنه لم يشارك في كتابة العمل ولكن من الممكن أن "أضيف أو أشارك ببعض الآراء التي تجوّد العمل أكثر". ‏
وحول الجدل الذي رافق شخصية "أبو الهنا" التي قدمها قبل عدة سنوات يقول لحام إن لهذه الشخصية مكانة عريقة ومهمة أكثر من شخصية غوار للفنان كونها تعبر عن واقع المواطن العربي المهزوم، بينما شخصية غوار كانت قوية ونمرودة حسب قوله.
ويضيف "إن الجمهور يحب دائماً أن يشاهد صعلوكاً يتغلب على من هو أقوى منه، وضعيف يتغلب على قوي وهذا ما حصل في غوار، إنما أبو الهنا فكان شخصية معاكسة، ونحن إذا تجولنا في الطرقات سوف نرى أكثر من مئة أبي الهنا، ولكن لا نشاهد شخصية غوار لذلك فإن شخصية أبو الهنا تعد أكثر شمولية وأنا أحس بأن بها صدقاً وواقعاً، أما شخصية غوار فهي تمثيل". ‏
وحول تركيزه على السياسة دوما في أعماله (المسرحية والسينمائية والتلفزيونية) يقول لحام "لقد وضعنا مقولة 'لا رقابة على الفكر إلا رقابة الضمير' على المسارح وتعلقنا بها وفهمنا انه لا احد يعطينا الحرية وإنما نحن من نخطفها، مع العلم أننا كنا خائفين من مبادرتنا لمسرح الشوك الذي ابتدأ فيه الفنان عمر حجو وكان هو صاحب تلك الفكرة، وجاءت هذه المسرحية بعد هزيمة الـ1967 حين بدأت الأنظمة تتبارى بتبرير الهزيمة فابتدأنا بهزيمة، ومن ثم قالوا إنها نكسة وفيما بعد أصبحت انتصاراً وهذا ما بدا لهم حين أخفقت إسرائيل بإسقاط الأنظمة الموجودة". ‏
ويضيف "في هذه الأثناء كنا نحن كفنانين متعطشين لكي تكون لنا كلمة أو توعية او صرخة لنعبر بها اننا لسنا بخائفين، فاخترعنا شيئاً يدعى (مهرجان دمشق المسرحي) في عام 1969، وكنا قد حضرنا عملاً جريئاً ولكن كيف سنقدمه على المسرح بوجود الرقابة والناس؟ فاخترعنا هذا المهرجان لإظهار العمل وبالطبع أثار جدلاً كبيراً وكان له مؤيدون ومعارضون".
ويتابع "ومن ثم وصلت الأصداء للقيادات العليا، فحضر العرض الرئيس نور الدين الأتاسي وبعض الضباط كان من بينهم وزير الدفاع (أنذاك) الرئيس الراحل حافظ الأسد، ومن ثم اجتمعوا بنا بغرفة مستقلة في صالة القباني وكنت أنا وعمر خائفين جداً إلا أن كلام السيد الرئيس حافظ الأسد جعل لنا متنفساً حين قال 'ابقوا على ما أنتم عليه فلا رقابة على الفكر إلا رقابة الضمير".
ويقول لحام إنه ابتعد عن الدراما التلفزيونية لعدم وجود نص مناسب، مشيدا بالنجاحات التي حققتها الدراما السورية التي تعيش في عصرها الذهبي حسب تعبيره.
ويضيف "يصل إليّ الكثير من النصوص لكي اقرأها ولكن المشكلة لعدم استجابتي لها هو أنه لدي تاريخ لا أريد أن أتنازل عنه، فإذا رأيت عملاً على مستوى هذا التاريخ أقدم عليه ولكن إذا لم أر أنتظر واعتبر أن تاريخي يكفيني". ‏
وفي موضوع آخر يشر لحام إلى أن يتقاضاه النجم المصري هو نصف ميزانية العمل التلفزيوني بينما الفنان السوري مضطر لأن يشارك بأكثر من عمل بسبب قلة الأجور.
ويضيف "من وجهة نظري ان الفنان عندما يقوم بتقديم عمل واحد يقوم بلفت النظر إليه أكثر، ولكن عندما يشارك في أربعة أو خمسة أعمال فهو لن يستطيع أن يخلص لهذه الأدوار التي يؤديها فهناك فنانون نراهم منذ حوالي أربع أو خمس سنوات لم يتقدموا ولا خطوة وحتى الشخصية التي يلعبونها في كل دور هي ذاتها وهذا يعود إلى الاستعجال في الانتشار والشهرة".
ويتابع "في مصر عندما نريد الحديث عن نجم كبير يبرز لنا بسرعة نور الشريف أو يحيى الفخراني أو يسرا وهذا لأنهم اختصروا أعمالهم، والفنانون الذين لديهم أعمال اقل في سورية نراهم نجحوا اكثر لانهم استطاعوا أن يدرسوا شخصياتهم بشكل أكبر ويتأنوا بكل ما يقدمونه".
ويتذكر لحام رفيقي دربه الفنانين الراحلين نهاد قلعي وناجي جبر ويقول "بدأنا المشوار أنا ونهاد وحققنا الكثير من الانجازات معاً وبالتأكيد هو أكثر شخص اشتاق له وأتذكره دائماً، فكان هناك الكثير من المواقف المضحكة التي تظهر على الشاشة كانت تحدث معنا في الحياة اليومية".
ويضيف "أما ناجي جبر الصديق والرفيق، بعيداً عن تعاملنا الفني في صح النوم أو الأصدقاء أو غيره فهو صديق حقيقي وشفاف وودود وعادة هؤلاء الأشخاص يظهرون على الشاشة بشكل وهم في الواقع شيء آخر تماماً فأبو عنتر على الشاشة هو ارق من النسمة وزهرة الياسمين في الحياة".


عكس السير