بسم الله الرحمن الرحيم
فِدَاكَ حبيبي سَيِّدَ الحَـرَمِ

د. ضياء الدين الجماس
باحَ البيانُ بـما في القلب من كَلِمي = فراحَ يدفقُ شعراً هادراً بدمي
كالبحر في مدد والغيثُ يرْدُفه = شوقاً لنور الهدى ذي القدْرِ والشِّـيَمِ
ذاك الذي ضـاءت الدنـيا بـطلعته =بدرٌ جميل سما في حالك الظُّـلَم
فاق النجـومَ كمصباح له ألـَقٌ = يهدي العوالمَ من عربٍ ومن عجمِ
فاق الخلائق في حب لبارئه = ذو الحـوضِ والأمَّـةِ السمحاءِ والقَلَمِ
والماء في حوضه
حبٌّ ومرحمةٌ
= وقَطْره منزلٌ مِنْ بـارئ النَّـسـَم
يسقي الأراضي هدى والزرع يشربه = فأثمر الغصنُ ألـواناً من النِّـعَـم
ما لا عيون رأت من كل فاكهة = تدنو بأثمارها للناس كلِّهِم
نخل نضيد ورمان يخالطه = من ذاقها ذاب عرفاناً لذي الكرم
لما تدانت بِقَـاعُ الأرض وانتـشرت = آي الكـتابِ هُـدى من أمة القيم
ثارتْ حفيظة أهل الحقد من سَفَهٍ = والغِـلُّ في قلبهم كالنار بالحمم
هبت عواصفهم ناراً لها لهب = والريح تقذفها سيلاً من السخم
إبليس جندهم يهوى غوايتهم = في قـلبـهم نَكْتَـةٌ سـوداءُ كالفَـحَمٍ
من غيظهم عميت حقداً بصائرهم = هامت دوافعهم في غمـرةِ النِّـقَـمِ
في حقدهم نَتَـنٌ فاحت روائحه = والأنف من ريحهم يشكو منَ الخَشم
رأوا بلاد التقى عن دينها ابتعدت = والضعف أقعدها من شدة السقم
والناس هائمة تجري بلا هدف= في الذلة انغمروا رأساً مع الحشَمِ
هذا وقد حسبوا أن الضمير خبا = سـَلُّوا سيوفهمُ سيلاً من التُّـهَـم
حرية القدْحِ صارت من شعائرهم = راياتهم رفعت للنَّيْلْ من شَـهِمِ
ماذا ترومُ مِنَ الأوغـادِ خصلتهم =أكل الخنـازيرِ والأجيـافِ والقَرَمِ
في لوحة سخرت تبدي نذالتهم = ناراً مؤججة تشتد بالحُطَم
تشويهُ رمز التقى في صورة مسخت = تبدي خباثتهم من خِسَّة بهم
لم يبـلـغوا مـنه بَـلْ زادوهُ تكـرمة = على الزمان وتـقديـراً لـدى الأمَـمِ
مثـل السـماءِ إذا رامَ انتـقـاصـَتَها = ذوو النعـيبِ مِـن الغِرْبَانِ والرَّخَـمِ
صار الهدير من الأعماق زمجرةً = روحي فِـداكَ حبيبي سيِّـدَ الحَـرَمِ
هو امتحان من الخلاق يمحصنا = هل نحن من ذهبٍ أم حيفة النّخَم
في المحنة العظمى تبـدو مَـعـالـمنا=شَتَّـانَ بين التُّـقى والسَّـافلِ الأثِـمِ
إن كان ما رَسَـموا جـهلاً بـمنبـِتـه= فليسألوا الكونَ عن محبوبِ ذي النِّـعَـمِ
مُوتُوا بغيْـظكمُ فالله كرَّمه = أدناه مِنْ عرشه مَنْ كان في القِدَم
نورٌ بصيرته والطهر منبته = والله غايته قهراً لذي الصّنمِ
صلى الإله على خير الورى نزلاً = ما دام قَطْرُ السما يهمي من الدِّيَـم