هانحن – مرة أخرى – أمام خداع العناوين!! الأمر يشبه خواء الدعايات المتلفزة التي تتمخض عن أصغر من فأر!دعوني – أو دعني أي يا محمود فأنا أحدث نفسي!! – أشرح معنى كلمة السر .. إنه مفتاح قد يكون في غاية البساطة .. ولكن الإنسان قد يتوه عنه .. قد تكون مجرد تكرار لرقم فرد "1111"فيتوه الإنسان عنها في تجريب ألف رقم ورقم !! قد تكون "111ح" فيوفق في الأرقام،وينسى الحرف!!للأمانة لو كنت أتكب بمقابل مادي لشعرتُ بالذنْبِ .. جراء النصبِ!!.عفوا .. عفوا .. قبل أن تنصرف خذها في منديل :كلمة السر في الحياة الزوجية ..الكلمة السرية للسعادة الزوجيةفي حفظ الله .. أي مع السلامة.هذا ما كتبته أمس،ثم وقف "حصان"الشيخ في العقبة!!قبل أيام،ليست كثيرة،كنا نتحاور،فتحدثتْ عن عدة حالات من "الطلاق السريع" – الذي لا تكاد المرأة تمسح بقايا زينتها،حتى يأتيها خبر الطلاق .. بقليل من المبالغة- فذكرتْ غياب عش الأسرة الكبير – العيش مع أهل الزوج - الذي كان يؤلف بين الزوجين الشابين .. وكذلك ذكرتْ تلك التصورات البعيدة عن أرض الواقع في ذهن كل واحد من الشابين عن صاحبه .. فهي في ذهنه مجموعة من النساء،عطفا على ما يلتقطه لا وعيه من هذا المسلسل أو ذاك .. وهو أيضا في ذهنها عدة رجال .. مما التقط لاوعيها من هذا الفيلم أو ذاك .. إلخوإشارة صغيرة.ولكن قبل الإشارة .. غير بعيد قرات"تغريدة"تقول صاحبتها أنها ترغب في زوج لديه سيارة من نوع كذا 2018،ويمنحها عشرة آلاف كل شهر.الإشارة الصغيرة تتحدث عن صورة الزج لدى الشابة،صورة المنفق الذي يحقق لها كل ما تريد .. وثمة شكوى من "شاب"قال فيها .. إن كان فلان"ثريا"فلسنا كذلك!! ذلك أن فلانا هذا يكثر من إحضار الهدايا لزوجته .. فـ"تسنبها"- إن صح التعبير – فتطلب زوجته هدية مماثلة!!هذا مجمل حديثها حفظها الله.وهنا سوف نستحضر أخانا "بيجوفيتش"أعني قوله :(كم هي خيبة الأمل؟ إنها تكون بمقدار الأمل نفسه .. الأمل الكبير يولد خيبة أمل كبيرة).نعم.تلك الآمال – والأحلام – الكبيرة التي نسجت خيوطها بعيدا عن أرض الواقع .. تنجب خيبة أمل كبيرة .. وتـ"سفلتُ" طريقا "سريعا"إلى الطلاق.. مع أسباب أخرى بطبيعة الحال.أعتقد أن جزء كبيرا من المشكلة،لا في بدايات الزواج،أي بين شابين،ولكن في كامل "مؤسسة الزواج" يكمن – جل المشكلة - لا في ذلك الأمل الكبير،الذي يولد خيبة أكبر .. وإنما في إعطاء تلك"الشركة"أكبر من حجمها .. مما يسبب الكثير من المنغصات – أي "المعكننات" – وذلك لأن"الزواج"من حيث هو فطرة .. واحتياج يمثل "جزء"من صورة أكبر .. أو من الصورة الكبرى،من محيط احتياجات الإنسان .. من حيث هو إنسان.بعد ترك الفكرة تنضج .. لمدة يومين بل أكثر ... هاأنذا قابع أمام لوحة المفاتيح أبحلق في الورقة نصف الممتلئة .. نصف الفارغة !!معلوم أن طرح الأسئلة الصحيحة .. يُعبد – قلنا"يسفلت"قبل كدا .. لا داعي للتكرار - الطريق إلى الحلول السليمة.بطبيعة الحال وكذلك الأسئلة الخاطئة تقود .. أو تبعد عن الحلول الصحيحة.والسؤال الذي ألمح له هو حين يُسأل إنسان "كيف حياتك الزوجية"؟قبل إبداء وجهة نظري في موضع الخطأ في السؤال .. تجدر الإشارة إلى نقطة لها حضورها في ذهني .. عبر ما مر عليّ أو قرأته من مشاكل أسرية.علينا أن نعترف،أوأعترف شخصيا .. أن معظم ما مر عليّ – في الحالتين – هو شكوى الزوجات .. وسواء كانت الشكوى عبر ما كنت أسميه – تجاوزا – "برنامج فضفضة" .. أو المشاكل التي تعرض عبر التلفاز وغيره من الوسائل .. كانت الشاكية هي التي تحضر في المشهد .. بينما يختفي الطرف الثاني .. والذي أشبهه بالمريض!يشبه الأمر في مخيلتي .. مريضا "عاصيا"غير معترف بمرضه .. وعليه فلن يذهب إلى "الطبيب".. فيذهب "قريب"المريض .. ليشكوا ويشرح .. فهل سينتاول"القريب" – الزوجة الشاكية في حالتنا - الدواء؟لماذا أقول إن سؤال "كيف حياتك الزوجية"سؤال مضلل؟ .. لأن الإجابة قد تكون أكثر تضليلا .. إن جاءت حاسمة قاطعة"سعادة"أو"تعاسة" أو متمارضة"ماشي الحال"ممطوطة مغلفة بتنهيدة!!وذلك لأننا إذا نظرنا إلى الأمور نظرة شاملة .. فسنتذكر أن الإنسان – ونحن ضيوف في هذه الدنايا،ولكننا نسى ذلك – يحتاج إلى توفر،أو توفير مجموعة من الاحتياجات،تتفاوت أهميتها .. ولو تذكرنا أن بعض من يعيشون في أغنى الدول وأكثرها رفاهية .. قد ينتحرون .. رغم توفر كل شيء .. سنتذكر أن الغاية أو الحاجة الأولى للإنسان هي إشباع روحه .. أو علاقته بخالقه سبحانه وتعالى.ثم رتب الاحتياجات كما تشاء .. أو كما يشاء كل فرد .. حسب أهمية الأمور عنده .. وإن لم يختلف العقلاء على أهمية الأمن .. والصحة .. التي رأى"بيجوفيتش" أنها مقدمة على الحرية – رغم أهميتها – وذلك حين قال :(عندما تكون في السجن تكون لك أمنية واحدة :الحرية،وعندما تمرض في السجن لا تفكر بالحرية،وإنما بالصحة.الصحة إذن تسبق الحرية)تجنبا للإطالة .. حين نحصر احتياجات الإنسان .. سنجد أن"الزواج" أحد تلك الاحتياجات،تتقدم هنا أو تتأخر هناك،في سلم الأولويات .. وعليه فلو شبهنا تلك الاحتياجات بـ"المكتبة"فسيكون الزواج مجرد "كتاب"ضمن تلك المكتبة.ثم يتحول كتاب"الزواج"إلى "فصول"تتفاوت أهميتها من شخص لآخر .نخرج من هذه الدوامة بفكرة مفادها أن تقييم الحياة الزوجية لا يجب أن يكون بمعطى نهائي .. "سعيدة"أو"تعيسة" .. بل بعمل "قائمة" وإعطاء كل"فصل"من فصول كتاب الزواج تقييما خاصا به.وبما أننا نسعى دائما للنظر من زاوية الإيجابيات .. فإن الفصل الأول سيكون بالنظر إلى الزواج .. مجرد الزواج بصفته فصلا ينال "10 من 10" وهو لا يقبل القسمة على اثنين .. فالإنسان إما متزوج أو غير متزوج .. ثم تأتي بقية الفصول تترى .. من"فصل الأمان" – أو"السكن"إلى "فصل الري العاطفي" إلى"فصل الإشباع الجسدي" .. إلى "المسكن" و"الملبس"و"المأكل" .. وصولا إلى فصول "الرفاهية" .. "فصل التصييف في الخارج" إلخ.إذا قيمنا كل فصل من هذه الفصول بنسبة من عشرة .. ثم جمعنا كل ذلك .. فسنحصل على الحالة العامة،لـ"شركة الزواج" .. وسنكتشف أن كثيرا من شكوانا .. تنبع من كوننا جعلنا"كتاب الزواج"هو المكتبة كلها .. ثم قد نجد من جعل"فصلا"من"كتاب الزواج"هو الحياة كلها .. وذلك سبب وجيه لجعل الإنسان يشعر بالكثير من التعاسة .. رغم أن كثيرا من"فصول كتاب زواجه"حاصلة على تقييم .. فوق الجيد.ولكن هذا لا يعني عدم البحث عن وسيلة لتحسين "فصل"ما .. ورفع درجة كفاءته،فتلك قضية أخرى"بَسْ"أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدنيأن يشعر كل واحد من الزوجين أنه مقصر في حق صاحبه.