منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    كي لا تكون التهدئة قاعدة لتمرير صفقة القرن

    كي لا تكون التهدئة قاعدة لتمرير صفقة القرن/ مصطفى إبراهيم
    19/8/2018


    يبدو أن ذاكرتنا ضعيفة ونتناسى أشياء كثيرة، وفجأة نتذكر أنه كان لدينا مطار، ومشروع إنشاء ميناء. والسؤال: من الذي دمر المطار؟ ومشروع إنشاء الميناء، وكل مؤسسات السلطة وبنيتها التحتية، أليست هي إسرائيل في ذروة انتفاضة الاقصى وعسكرتها، ومن الذي دعا إليها؟ اليس هو الشهيد الراحل ابو عمار؟ بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد، وفاشية إسرائيل وردها العنيق بارتكابها جرائم. وماذا كانت النتيجة؟



    يسود الساحة الفلسطينية سجال وجدل واتهامات وشتائم، وانخرط كثيرون في تحريم وتجريم كل من يتعاطى مع حوارات التهدئة في القاهرة، وأنها خيانة للشعب الفلسطيني وقضيته وهي قاعدة لتمرير صفقة القرن وتصفية منظمة التحرير الفلسطينية والقضية الفلسطينية.
    بعض من الحكمة والتروي، فحالنا لا يحتمل كل ما يجري وما يحاك له من مؤامرات، تنفذ بقصد وبدون قصد.
    ما يجري في القاهرة، هي تفاهمات قائمة بالأساس منذ نهاية عدوان 2014، ووفقا للمعلومات هي ليست اتفاق تهدئة طويل الأمد. تهدئة بحاجة الناس اليها في قطاع غزة، من أجل ترميم أرواحهم والعودة لبعض من حياة شبه طبيعية وفسحة من أمل وحلم بالهدوء والاستقرار المؤقت.
    معاناة الناس اليومية وخوفهم من الحرب والدمار، وحلم رفع الحصار أو تخفيفه وغياب موازين القوى للضغط على دولة الاحتلال وعنجهيتها، والاستفراد بالجميع. نعيش ونرى ونشاهد الذل والحط من كرامة الناس على المعابر، ويناموا في الطرقات ويقضوا أياماً في الشمس الحارقة.
    وفي زحمة كل ذلك، لا يزال السجال والاتهامات دائرة، منذ الخطاب الشهير للرئيس محمود عباس في مؤتمر سفراء السلطة الفلسطينية في البحرين، الذي قال فيه ستتخذ خلال الايام القليلة القادمة خطوات غير مسبوقة ضد حالة الانقسام في قطاع غزة، وما تلاه من فرض عقوبات على قطاع غزة عقدت احوال الناس المعقدة أصلاً، وتدهورت احوالهم الاقتصادية.
    الاخبار من القاهرة تقول أن غالبية الفصائل الفلسطينية الموجودة في القاهرة وافقت على التهدئة، باستثناء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي تمسكت بـ “أولوية المصالحة الوطنية”. بينما السلطة الفلسطينية تقول ان التهدئة مسؤولية منظمة التحرير، ويصر الرئيس عباس على ان يتم انجاز اتفاق التهدئة جنباً إلى جنب مع المصالحة الفلسطينية.
    الرئيس عباس يتشدد في ما يتعلق بالمصالحة وبشروطه المتمثلة في تسليم حماس قطاع غزة كاملاً ودفعة واحدة للسلطة “من الباب إلى المحراب وفوق الأرض وتحتها”، كما يشترط أن يوقع على اتفاق التهدئة وفد يمثل منظمة التحرير برئاسة عضو لجنتها التنفيذية، عزام الأحمد، على غرار توقيع اتفاق التهدئة عام 2014. وترفض حماس رئاسة الأحمد للوفد، كما ترفض تسليم القطاع تحت الأرض.
    نعم المصالحة أولوية. لكن كيف ستطبق بهذه الشروط؟ وإسرائيل بجبروتها لم تستطع تنفيذه، وقالت انه غير قابل للتطبيق. أذاً ما هو الحل؟ هل يموت الناس من القهر والفقر الجوع، والمرضى يموتوا من عدم تلقي العلاج ومنوعين من السفر.
    حتى الان لم نشهد أي رؤية فلسطينية واضحة ومحددة المعالم، غزة مشغولة بمسيرات العودة ورفع الحصار، ولم يقدم الرئيس عباس أي رؤية أو استراتيجية وطنية لمواجهة صفقة القرن، التي بدأ ترامب بتنفيذ بعض من بنودها، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل الولايات المتحدة سفارتها الى القدس، وتشديد الخناق على أونروا ومحاولة تصفيتها بوقف حصتها في موازنتها.
    ولم تترجم أي رؤية فلسطينية لمقاومة الاحتلال وفقط نسمع شعارات، مثل يجب ان تبقى المقاومة الشعبية ملتهبة. ولم يتم تقديم أي رؤية واتخاذ موقف حقيقي لمواجهة قانون القومية للدولة اليهودية الذي قضى فعليا على حل الدولتين، وضم الضفة الغربية وتهويدها، والخطر الكبير على تقرير الشعب الفلسطيني لمصيره.
    نكرر تجاربنا من دون الاستفادة منها. ولأجل منع غزة أن تكون قاعدة، لتمرير صفقة القرن. يجب ترجمة المصالحة والخروج من حال الانقسام واتمام المصالحة، وجعل صفقة القرن، صفعة للقرن على وجوه كل من يحاولوا تمريرها، وذلك بناء على استراتيجية وطنية قائمة على الشراكة السياسية والتوافق الوطني وليس الهيمنة والاقصاء، وتحسين شروط حياة الناس في غزة وتعزيز صمودهم وعدم تركهم معلقين ينتظرون الفرج.
    mustafa2.wordpress.com

  2. #2

    رد: كي لا تكون التهدئة قاعدة لتمرير صفقة القرن

    لماذا لا تريد إسرائيل صفقة القرن؟!
    د. فايز أبو شمالة
    ليطمئن الفلسطينيون، ولا داعي لتصريحاتهم الكلامية الملتهبة بالنيران الحارقة ضد صفقة القرن، ناموا ولا تستيقظوا، فصفقة القرن أحرقها اليمين الإسرائيلي الذي لا يرى بأرض الضفة الغربية إلا البيئة الطبيعية لميلاد الديانة اليهودية مرة ثانية، لذلك أقنع أقطاب اليمين الإدارة الأمريكية بالتلكؤ في طرح صفقة القرن، فكان تأخير طرح الصفقة مرة تلو المرة ولأكثر من عام جزءاً من السياسة الإسرائيلية؛ التي أخذت من الإعلان عن صفقة القرن ما تريد، وتركت من خلف ظهرها ما لا تريد من حلول سياسية تباعد بين أطماعها وبين ما تمارسه على أرض الواقع، فالسياسة الإسرائيلية لا تقوم على الشلل، ولا تعتمد الانتظار منهاجاً في تعاملها مع الأحداث، فمنذ قيامها كياناً غاصباً في المنطقة وإسرائيل تعرف ما تريد، وتنهج أقصر الطرق لتحقيق ما تريد.
    إن كل ما طلبته إسرائيل من صفقة القرن قد تحقق، لقد طالبت بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس، وتحقق لها ذلك، وقبل ذلك طالبت باعتراف أمريكي بالقدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني، وتحقق لها ذلك، وطالبت بإسقاط قضية اللاجئين من خلال تقليص الدعم الأمريكي للأونروا، وطالبت بالاعتراف الأمريكي بغور الأردن حدوداً شرقية لإسرائيل، وتحقق لها ذلك، وطالبت ببقاء المستوطنات اليهودية، وترسيخها قاعدة سكانية قوية لا يجرؤ أي سياسي أمريكي أو أوروبي على المطالبة باقتلاعها، وتحقق لها ذلك، وطالبت بإغلاق ملف المفاوضات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفتحت ملف التسوية من خلال الدول العربية، وقد تحقق لها ذلك، وطالبت بتحقيق التهدئة مع المقاومة في قطاع غزة، وهي في الطريق إلى تحقيق ذلك، وأزعم أن هذا أقصى ما تريده إسرائيل من صفقة القرن، التي ألقى بها نتانياهو في سلة الزبالة، حين سئل قبل يومين في ليتوانيا عن صفقة القرن فقال: لا أرى في هذه المسألة أمراُ ملحاً!!!.
    نتانياهو لا يرى بصفقة القرن أمرا ً ملحاً، ولا يرى ضرورة لأي تحركات باتجاه المفاوضات من أي طرف كان، فهذا الواقع القائم في الضفة الغربية هو الأنسب لسياسة لنتانياهو، واستطاع من خلاله تحقيق أطماعه في الضفة الغربية، لذلك قطع نتانياهو بهذه الجملة كل قواسم العمل المشتركة بين اليهودي جيسي غرينبلات واليهودي جارود كوشنير، واليهودي ديفيد فريدمان، وهم الأمريكيون الثلاثة المكلفون بصياغة صفقة القرن وتسويقها في المنطقة، بل وعزز نتانياهو من تعليماته إلى اليهود الثلاثة بحرق أوراق صفقة القرن نهائياً، حين قال عنها: عندما نرى العرض، بوسعنا أن نحكم عليه، وكأنه بتلك التعليمات الفوقية يقطع الطريق على تصريحات ترامب التي طالب فيها الإسرائيليون بتقديم تنازلات مؤلمة بعد أن تلقوا أكبر هدية منه، وهي إسقاط ملف القدس عن طاولة المفاوضات.
    إسرائيل لا تريد مفاوضات، سفراؤها في الدول العربية من أنشط السفراء، وجيشها في الضفة الغربية ينعم بالأمن الذي لم يحلم به عبر التاريخ، وحدودها مع غزة المشاغبة على وشك الهدوء، وأهل غزة الذين ذبحتهم عقوبات السلطة أضعاف ما أوجعهم الحصار الإسرائيلي، منشغلون بأنفسهم، والقدس شطبها ترامب، فعن أي مفاوضات يفتش نتانياهو، وأي مفاوضات تلك التي تتوافق والأطماع الصهيونية؟ أي مفاوضات تلك التي ستعرقل ما وصلت إليه التوسعات الاستيطانية؟ أي مفاوضات تلك التي ستعجب المجتمع الإسرائيلي الذي أظهرت آخر استطلاعات الرأي رفضة للوجود الفلسطيني، ورفضة لدولة فلسطينية، ورفضه لأي انسحاب من الضفة الغربية؟ وأي مفاوضات تلك التي تتعارض مع قانون القومية؟
    فاطمئنوا أيها القادة الفلسطينيون، فأنتم لم تسقطوا صفقة القرن، ولا حيلة لكم بإسقاط جندي إسرائيلي واحد يعترض طريق تنقلكم على الحواجز، ولا حيلة لكم بوقف تحرك مستوطنة يهودية تتوسع في مستوطنة عشوائية واحدة، اطمئنوا يا قادة، الذي أسقط صفقة القرن هو اليمين الإسرائيلي الذي لا يريد حلولاً للقضية الفلسطينية خلافاً لما خطط لذلك من سنين.
    واقرأوا أيها القادة الفلسطينيون ما ورد في يوميات ديفيد بن غوريون، بتاريخ 14/7/1949، حين قال: كنت أفتش عن السلام مع العرب حين جاء إلى مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة أبا ايبان، وقال لي:
    لا ضرورة لكي تركض إسرائيل وراء السلام مع العرب!! فالهدنة تكفينا نحن الإسرائيليين، فإذا ركضنا وراء السلام فإن العرب سيطلبون منا ثمناً، سيطلبون منا حدوداً معترفاً بها، وسيطلبون منا عودة لاجئين، أو سيطلبون منا كليهما، لذلك علينا أن نكتفي بالهدنة، وننتظر بضعة أعوام، نحقق خلالها ما نريد، وبعد ذلك لكل حادث حديث!!.
    فما رأي القيادة الفلسطينية، هل تحققت أحلام أبا إيبان، أم ما زال بحاجة إلى بعض الوقت؟؟

المواضيع المتشابهه

  1. الجزء الاقتصادي من صفقة القرن مرفوض‎
    بواسطة عبد الستار قاسم في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-04-2019, 07:53 AM
  2. يجب ألا ترعبنا صفقة القرن
    بواسطة عبد الستار قاسم في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-22-2019, 10:20 AM
  3. التهجية لا التهجئة
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-09-2017, 09:01 PM
  4. التهدئة في الطريق
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-16-2014, 07:17 AM
  5. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-28-2013, 04:05 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •