عن إنهيارات الأنفاق وسقوط الضحايا/ مصطفى ابراهيم
20/3/2016

المذيع الرئيسي في البرنامج الإخباري الصباحي اليومي في الإذاعة العبرية ريشت بيت، صباح اليوم وهو يستعرض الأخبار الفلسطينية مع مراسل الإذاعة للشؤون الفلسطينية، قال توجد أخبار سعيدة من جنوب قطاع غزة، حيث أدى انهيار نفق الى إصابة ٧ من أعضاء حماس وهم يحفرون نفق في خان يونس. حوادث انهيار الانفاق ازدادت خلال الشهرين الماضيين وحتى خلال السنوات الماضية، وفي نهاية شهر يناير الماضي هزت قطاع غزة فاجعة استشهاد ٧ من المقاومين سقطوا في نفق شرق مدينة غزة، وتوالت الانهيارات في اكثر من مكان وسقط عدد اخر من الشهداء، في وقت ازدادت فيه شكاوى المستوطنين على حدود قطاع غزة بانهم يستمعون الى أصوات حفر تحت منازلهم، واستنفرت اسرائيل وجيشها وظهرت قضية الانفاق مرة اخرى على السطح والتحريض الاعلامي الاسرائيلي ضد المقاومة بشكل كبير، وكانت الخشية ولا تزال قائمة من شن اسرائيل عدوان جديد على قطاع غزة للقضاء على الانفاق والتي تعتبرها اسرائيل تهديد حقيقي والقلق من تسلل مقاومين وسيطرتهم على احدى القرى الاسرائيلية. وقامت اسرائيل بتجنيد مئات الاليات الضخمة للحفر والمعدات الالكترونية وللكشف عن الانفاق، والتي لم تتوقف، وربما تكون بعض الانفاق عبرت الحدود الى داخل اسرائيل. وتبرعت الولايات المتحدة الامريكية بـ نحو ١٢٠ مليون دولار للمساعدة في الكشف عنها وتدميرها، والحديث الاسرائيلي عن قبة حديدية ارضية لمواجهة خطر الاتفاق. تزامن ذلك مع تصريح ما يسمى منسق أعمال الحكومة في وزارة الامن في الضفة والقطاع الجنرال يؤاف مردخاي عندما سئل عن وجود يد لإسرائيل في انهيار الانفاق قال، "الله اعلم"، كما قال رئيس الأركان الجنرال غادي إيزنكوت ان اسرائيل تبذل جهود كبيرة للقضاء على الانفاق بطرق سرية غير ظاهرة للعين. اسرائيل تعمل كل ما في وسعها للقضاء على الاتفاق وتحاول ان تغمز بعينها وتقول ان الانهيارات التي تقع في الاتفاق هي جزء من عملها السري والاستخباراتي، وأنها تستطيع القيام به بطرق مختلفة والتشكيك في قدرات المقاومة وقدراتها الأمنية والاستخباراتية، والعمل من خلف خطوط المقاومة. لكن الأهم لدينا نحن الفلسطينيين وما يعنيا اكثر هو سقوط عدد كبير من الضحايا الذين يعملون في وحدة الاتفاق، حتى لو كان القول انه في عملية الإعداد تكون اخطاء وحوادث عارضة وغير مقصودة ومن يعمل تحت الارض وبظروف وامكانات بسيطة سيكون هناك ضحايا وشهداء، لكن الأهم ان يكون هناك استخلاص العبر والفحص الدقيق في كل تلك الحوادث. صحيح هناك حوادث عارضة ربما طبيعة الارض والشتاء والامطار الغزيرة التي هطلت هذا العام والانجرافات في التربة ايضا، وغيرها من الأسباب التي نعلمها ولا نعلمها وتسبب الانهيارات. فهذا العدد الكبير من الضحايا يستوجب الفحص والشفافية في نشر الحقيقة ودحض الرواية والتشكيك الاسرائيلي في قدرة المقاومة والتكلفة الغالية التي يدفعها الفلسطينيين من خيرة شبابهم.أعلى النموذج