منشآت القنيطرة العمرانية عام 1563 م
محمد زعل السلوم
تزودنا وقفية مصطفى لالا باشا بمعلومات ثمينة عن مختلف نواحي الحياة في الجولان أواخر القرن العاشر الهجري –أواسط السادس عشر الميلادي- من ناحية المعطيات الطبوغرافية والعمرانية والتقسيمات الإدارية المعتمدة في بداية العصر العثماني في بلادنا.
وفي هذا المقال أعود لكتاب الباحث العربي السوري المميز تيسير خلف وهو "وثائق عثمانية حول الجولان" وكتاب الوقف ص9-10-11.
نستطيع من خلال هذه الوقفية أن نعدد الأبنية والمنشآت التي بناها مصطفى لالا باشا في القنيطرة عام 971 هجرية -1563 ميلادية- وكذلك المنشآت التي أشارت إليها الوقفية ، وهي كما يلي :
1- مسجد كبير له ساحة متسعة الأرجاء ذات أروقة ، فيها بحرة مبنية على نبع ماء جار ، وتحيط بالمسجد من الشرق والجنوب والغرب حديقة فيها أشجار وغراس ونافورة مياه. وفي هذا الجامع الذي تعلوه قبة كبيرة ، محراب ومنبر من الخشب النفيس وسقيفة للقراء والمؤذنين ، وغرفتان ومئذنة ورواق فيه أربعة أعمدة من الحجارة الزرزورية ، أي الغرانيت ، التي تعلوها خمس قباب ، وفي شمال أروقة الساحة ستة مرتفقات للوضوء وقضاء الحاجات.
2- مكتب ،أي مدرسة تعلم القرآن والكتابة ، مبنية فوق البوابة الكبيرة التي تقضي إلى الجامع وساحته ، وفي المكتب المذكور الذي يصعد إليه بدرج خاص ، إيوان ومكتب وكانون للتدفئة.
3- عشرة حوانيت للتجارة .
4- خمس حجرات كبيرة على سنن معدة لنزول المسافرين ، ومن خلال الرحالة الذين زاروا المكان في القرون اللاحقة يبدو أن هذه الغرف لم تكن تكفي في بعض الأحيان ، مما كان يضطر المسافرين لأن يبيتوا في خيام ، وهو ما يؤكده الرحالة الخياري في كتابه " تحفة الأدباء وسلوة الغرباء ".
5- عمارة –أي تكية- فيها مطبخ وكيلار –أي مكان إعداد الطعام- وفرن للخبز مبنية على ثماني قناطر ، ومخزن للغلال.
6- الخان القديم الذي جدده الواقف ، ويوصف في الوقفية بأنه رباط ، وهذا يعني أنه كان صغير الحجم ، ويبدو أنه كان يستخدم اصطبلا للدواب فقط.
7- مجمع سكني للعاملين على خدمة هذه الأوقاف ، ويتكون من أربع عشرة غرفة بقباب وأروقة على شكل مستطيل مفتوح من جهة الشمال.
8- حمام كبير له ساحة وبهو فيه بركة ماء تحت قبة على أربع قناطر من الحجر المنحوت. و"وسطاني" و "بيت حرارات " ومقاصير وأجرنة تسعة وقباب عشرة مزججة ، واقميم لتسخين المياه وبيت للحمامي.
9- قلعة سلطانية ( خاقانيه ) تقع إلى جهة الشرق من هذه الأوقاف ، تضم بابا مسلسلا كبيرا ، ما يشير إلى أن هذا المبنى الذي لا يرد ضمن الأوقاف قد بني بتمويل من الباب العالي مباشرة هو والباب الكبير ، وبطبيعة الحال السور الذي يحيط بكل ذلك.
10- وهناك إشارة على غاية من الأهمية وتخص الباب الصغير المجدد ، هي إشارة تعني أن هذا الباب كان موجودا سابقا ، وبطبيعة الحال لابد من وجود سور قديم للمدينة له هذا الباب ، والذي قام بتجديده مصطفى لالا باشا. وعملية التجديد تكون بذلك شملت الباب الصغير والسور.