حدثنا حيران بن حيان 0 انه ذات يوم ,ذهب إلى السوق قاصدا فندق للنوم,وذهب معه في رحلته, اثنان من أفراد أسرته ,
أخوه عبد الحليم, الذي يتمتع بصحة جيدة وعقل سليم, وابنه الصغير ميمون ,الذي يحبه كأجفان العيون
وعند وصولهم مدخل الباب, لاقاهم نادل الفندق بالترحاب
أهلا وسهلا بالضيوف تفضلوا ,عندي على ماءٍ وفيءٍ فانزلوا
فسُّرَ حيران كثيرْ, وسُّرَ أخوه وابنه الصغيرْ وأخذه النادل إلى صالون كبير, فيه كل ما يوفر الراحة للضيف , ويقيه برد الشتاء وحرارة الصيف,وراح النادل برقة ولطافه يحدثهم بإسهاب عن معنى الضيافة وأصول الترحاب وهنا بدا النعاس في العيون على حيران وعبد الحليم وميمون وعندما ضاق عبد الحليم ذرعا قال
أيها النادل المحتال ألا تكف عن الثرثرة والصياح وتترك الضيف ليرتاح وتحدثنا بما تشاء في الصباح
وهنا هاج النال وصاح لبعض أعوانه
اخرجوا هولاء فإنهم لا يستحقون النوم في الفنادق
وترجاه حيران أن يترك أخاه وشانه
فقال لا إنكم تستحقون الرمي بالبنادق
حدثتكم عن الضيافة بالروائع فلن تفهموا
اذهبوا وناموا في الشوارع كي تتعلموا
وخرجوا من الباب مطرودين وهم لبعضهم معاتبين
وقال حيران كان يجب عليك المجاملة يا عبد الحليم
إن لم يكن من اجلنا فمن اجل ميمون السقيم
فقال له أخوه لن اقصد فندقا بعد اليوم للنوم
ولن أرضى أن أكون مطرودا مذموم
حمص 2009