من غرائب ما فهمت وعجائب ما ظهر لي من معاني ارجو ان تكون توفيقا
يقول الله تعالى : " والنجم إذا هوى "
1 - إن من المعلوم ان النجوم اجرام مضيئة لغيرها فناسب أن يدافع الله عن نبيه بنفي الضلالة عنه لأن ماهو عليه من هدى ومن وحي كالنجم في كبد السماء وظلمتها فلا يمكن لجاهل فضلا عن عالم ان يقول إن النجوم اصل الضلالة لظهور نورها وبيان فضلها على الاجرام والكواكب المنطفئة عديمة النور . وكأن حال الاية يقول : فكيف يعقل ان يصفوا كلامه وهدياته لهم بالضلالة وهو كالنجم بما يدعوهم له
2 - النجم جرم له نور في ذاته مضيء بأصل خلقته فناسب ذكر جبريل فيه بقوله "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى " ومن الاحاديث التي تشرح الحديث " رآه وله ستمائة جناح سادا الافق " ومعلوم ان الملائكة وجبريل افضلها اشدها نورا واعظمها هداية فهو امين الوحي فشارك النجم او النجم شاركه في امور منها مصدريتهما للنور لان جبريل خلق من نور وزادته امانته على الوحي وعدم انحجابه عن الحضرة الالاهية نورا على نور ، ثم اشتركا في علو المنزلة والقدر فالنجم في الافق وهو في الافق . كذلك يعد النجم اعظم الكواكب وافضلها لانارته ظلام السموات والارض وجبريل افضل الملائكة واعظمها وهو نور يهدي الله به من يشاء من رسله ببعثه لهم .
وأغرب تأويل ومعنى اخرجته من الاية ارجو ان يكون فضلا من الله هو قوله تعالى " والنجم إذا هوى "
- فبما سبق يتبين لك أن النجم يصلح وصفا وتمثيلا للملك وخاصة جبريل لاتحادهما في الوصف الذي سبق لي ذكره لك ، أن النجم الذي يهوي جبريل يهوي بأمر الله من فوق سبع سموات بالوحي " والهوي " النزول بسرعة ما بعدها سرعة ونزول شديد كالفرح بنقل امر الله ونوره للناس كأن وصف " والنجم إذا هوى " قسم بواقعة وقعة وقد وقعة وهي صفة حالة نزول جبريل بامر الله له بتبليغ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أول نزول له ، بدلالة الاية بعدها " ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " .
ثانيا : بدأ بالنجم إذا هوى وآخر الاية "فاسجدوا لله واعبدوا " ليخبرك ايها الانسان ان النجم يهوي لله وخشوعا له على عظم خلقته وشدة نوره وقوته مصداقا لقوله : " ومنها ما يهبط من خشية الله " أفلا تهوي لله وتعبده وتسجد له فناسب اول الاية آخرها ومعناها لذلك قال " فاسجدوا لله واعبدوا"
- كتبته انا الملقب نفسه محمد الشنقيطي بفضل من الله وتوفيقه غفر الله لي