رسالة مفتوحة الى نوري الثاني


 شبكة المنصور سامي سلطان / كاتب من العراق



السلام عليكم
أنا لايشرفني مخاطبتكم،،، ولكني مضطر لأني سأخاطب من خلالكم كل رموز العمالة والتبعية، وكل دمى الاحتلال واقزامه، واحب في البداية أن الفت نظركم الى حقيقة تاريخية لا أظنها غائبة عن ذكائكم وهي أنه عندما يزداد قمع الحاكم، فهذا يعني أن عده التنازلي قد بدأ،،، هذا اذا كان حاكماً فكيف بدمية تتلاعب بها أهواء الأجنبي ومخططاته؟

لقد حاول قبلك نوري (الأول) السعيد (رحمه الله) وبمساندة الأنكليز، كما حاول عبد الكريم قاسم (رحمه الله) وبمعونة الشيوعيين، ثم جاء عبد السلام عارف (رحمه الله) وحاول أيضاً، وكلهم حاولوا إجتثاث البعث والفكر البعثي والقومي من العراق،،، ولكنهم كلهم فشلوا وكان البعث يخرج بعد كل محاولة من محاولاتهم وهو أقوى واصلب عوداً وأنقى فكراً واكثر أنتشارا. ليس ذلك لأن البعث عفريت من عفاريت الجان، ولا لأن البعث يملك عصا موسى، ولكن لسبب بسيط هو أن البعث تتقمصه روح الأمة. هذه الأمة العظيمة التي حملت شعلة رسالتها الخالدة لتنير أركان العالم رغم أنف الفرس والرومان. وروح الأمة يامن أخاطبه هي روح لاتفنى إلا بمشيئة خالقها، وليس بمشيئة الأنكليز أو الفرنسيين أو الأمريكان.

وهاهي كلابكم وبتوقيت واحد راحت تنهش في لحم العراقيين تحت ذريعة واهية مضحكة أبتدعها الخيال المريض لأحدكم، أسميتموها " مؤامرة لأسقاط العملية السياسية"!!! ورحتم انتم واعوانكم تكيلون التهم للبعث العظيم ولرجاله المخلصين وتوزعون عليهم أدواراً زعمتموها أنتم أو أملاها عليكم أسيادكم. أنتم والله مضحكون مبكون!!! فانتم تسمون جوقة العملاء والمجرمين والفاسدين والمرتشين والمنتفعين "عملية سياسية" والشعب يعلم علم اليقين أنها عصابة نهب وتخريب منظمين لبلد تعب الشرفاء من العراقيين بعثيون وغير بعثيين لبناءه وبذلوا في سبيل ابقاء رايته خفاقة دماءً وانفساً وجراحا، لتأتي انت وزمرتك لتعيثوا فيه فساداً ولتفسدوا في الأرض بعد اصلاحها. فتباً لكم وتباً لمن أعانكم وساندكم.

وليكن معلوماً لك ولأمثالك أن البعث عصي على الاجتثاث ذلك أن جذوره ضاربة في عمق الأرض العربية وأن أغصانه واوراقه وارفة يتفيأ ظلالها المخلصون لأوطانهم في شرق الوطن الكبير وغربه. البعث يامن فقد وطنيته هو واحد من عناوين المواطنة الصالحة، وأحد أهم ركائزها، وهو واحد من أقوى فصائل المقاومة العراقية الشريفة التي ترتعد فرائصكم من ذكرها وليس بمتناول يدك أو أيدي اسيادك اجتثاثه من عقول ونفوس العراقيين والعرب. لقد كان الأسلام روحَ الأمة وكان العرب مادة الرسالة وحملتها، وأنما جاء البعث ليذكر العرب بدورهم التاريخي وليحي فيهم جذوة النضال والجهاد،،، فهل تريد من العرب أن ينسوا تاريخهم؟ أم تريدهم أن يخنعوا لك ولأسيادك وامثالك؟ ألا تباً لك.

ولا أريد ان أطيل لإأنتم لا تستحقون أكثر مما قلنا، ولكني ساختم بقول العزيز الحكيم :
" فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ" وعندها لن ينفعكم الأمريكان سواء انسحبوا أم لم ينسحبوا،،، وعندها لن يكون مصيرك أفضل من مصير سميّك نوري الأول ...