أدعوكم إلى حضور محاضرة ( حنانك يا أمي )

[د.أنس تللو]

توفيت والدتي ( نديدة السادات ) يوم الجمعة 16 / 1 / 2015 . . .
رحمها .
لقد أثَّر بي موتها كثيراً .
لقد أحسست بعد وفاتها أنني أبكم وأصم وأعمى ، فقد كنت لا أرى إلا بعينيها ، ولا أسمع إلا بأذنيها . . . ولا أتكلم إلا بلسانها . . .
فقدت بموتها كل شيء .رحمك الله يا أمي . . .
أطال الله عمرك يا أبي . . .
أعانك الله يا أختي . . .
ماتت التي تحبني في هذا العالم . . .
قبيل وفاتها طلبت مني أن أخرجها من العناية المشددة ، وأن آخذها معي إلى البيت . . . فلم أتمكن من ذلك . . . لأنها توفيت بعد ساعات .
آه يا أمي . . . آه ، لم أستطع أن آخذك معي فليتك تأخذينني معك . . .
* * *
إثر ذلك فقد دعاني مشكوراً المركز الثقافي العراقي لأقيم محاضرة عن حنان الأم المفقود . . . وذلك في يوم عيد الأم ؛ يوم السبت 21 / آذار / 2015 . . .
وفي الحقيقة فقد كدت أصدف عن تقديم هذه المحاضرة لأنني ما أزال أحاول أن أستجمع ما بقي لي من ضعف في هذه الحياة ، علَّ ذلك يساعدني قليلاً في أن أملك نفسي لأتمكن من تقديمها .
عنوان المحاضرة ( حنانك يا أمي ) .
أدعو الله أن يطيل عمر أمهاتكم جميعاً . . .
وأن يرحم من انتقل منهن إلى العالم الآخر .
أدعوكم إلى حضور محاضرة ( حنانك يا أمي ) التي سأقدمها في المركز الثقافي العراقي يوم السبت 21 / 3 / 2015 ، الساعة الثالثة عصراً .

[د.أنس تللو]

إلى جميع الأصدقاء والأقرباء والأحبة . . .
دفعتني فجيعتي بموت أمي إلى أن أصوغ محاضرة عن مآثر الأمهات . . . وسيتم تقديمها في يوم عيد الأم ؛ يوم السبت القادم 21 / 3 / 2015 ، الساعة الثالثة مساء في المركز الثقافي العراقي الكائن في العفيف ــ مقابل نادي الصحفيين .
وإن حالة الحزن الشديد التي ما تزال تخيم على نفسي تجعلني قلقاً من مدى قدرتي على الاستمرار في تقديمها ، وذلك لتأثري الشديد بما سأرويه من أحداث وذكريات وعِبر .
أرجو حضوركم وتشجيعكم . . .
أطال الله في عمر أمهاتكم . . . ورحم من ارتحل .

[فادي شعار]

وندعو الله أن يرحم الله الفقيدة ويسكنها فسيح جنانه ويلهمكم الصبر والسلوان
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
أعظم الله أجركم وأحسن عزائكم
واسكنها الله دار الخلد في جنان الآخرة....
...و سدد الله خطاك ببرك لأمك..

[د.أنس تللو]

ورحم امهات المسلمين الاحياء منهن والاموات.
شكرا اخي فادي فرج الله عنحلب وشامنا كلها:

المنتدى الثقافي العراقي
يدعوكم للاستماعِ إلى محاضرة بعنوان :
حنانك يا أمــي
يقدمها الأستاذ
أنـس تللــوالسـاعـة الثالثة مـن مسـاء يـوم السبت 21 / 3 / 2015
في مقر المنتدى : الجسر الأبيض . طلعة العفيف . مقابل نادي الصحفيين
أمّي يا حبّاً أهواهُ
يا شمساً تشرقُ في أفقي
يا قلباً أعشقُ دنياهُ
يا ورداً في العمرِ شذاهُ
أبو القاسم الشابي

[غالب الغول]

أخي أنس , أرجو المولى الكريم أن يتغمد روح والدتك بالرحمة والمغفرة , وكلنا لاحقون وفي سبيل الموت سائرون , رحم الله والدتك , وأتمنى لو أحضر محاضرتك , أتمنى لك التوفيق إن شاء الله .

[د.أنس تللو]

فضلت أيها العزيز ممتن ردك المخلص:
أمّي يا حبّاً أهواهُ
يا قلباً أعشقُ دنياهُ
يا شمساً تشرقُ في أفقي ي
ا ورداً في العمرِ شذاهُ
يا كلّ الدّنيا يا أملي
أنتِ الإخلاصُ ومعناهُ
فلأنت عطاءٌ من ربّي فبماذا أحيا لولاهُ ماذا أتذكّرُ يا أمّي لا يوجد شيء أنساه فالماضي يحمل أزهاراً والحاضرُ تبسّم شفتاهُ ما زال حنانكِ في خلدي يعطيه سروراً يرعاهُ كم ليل سهرتِ في مرضي تبكي وتنادي ربّاهُ طفلي وحبيبي يا ربّي املأ بالصحّةِ دنياهُ الأمّ تذوب لكي نحيا ونذوقُ من العمر هناهُ الأمّ بحار من خيرٍ والبحرُ تدومُ عطاياهُ أمّاه أحبّكِ يا عمري يا بهجة قلبي ومناهُ ضمّيني واسقيني حبّاً ودعيني أحلم أمّاهُ أبو القاسم الشابي


أمّي يا حبّاً أهواهُ
يا قلباً أعشقُ دنياهُ
يا شمساً تشرقُ في أفقي
يا ورداً في العمرِ شذاهُ
يا كلّ الدّنيا يا أملي
أنتِ الإخلاصُ ومعناهُ
فلأنت عطاءٌ من ربّي
فبماذا أحيا لولاهُ
ماذا أتذكّرُ يا أمّي
لا يوجد شيء أنساه
فالماضي يحمل أزهاراً
والحاضرُ تبسّم شفتاهُ
ما زال حنانكِ في خلدي
يعطيه سروراً يرعاهُ
كم ليل سهرتِ في مرضي
تبكي وتنادي ربّاهُ
طفلي وحبيبي يا ربّي
املأ بالصحّةِ دنياهُ
الأمّ تذوب لكي نحيا
ونذوقُ من العمر هناهُ
الأمّ بحار من خيرٍ
والبحرُ تدومُ عطاياهُ
أمّاه أحبّكِ يا عمري
يا بهجة قلبي ومناهُ
ضمّيني واسقيني حبّاً
ودعيني أحلم أمّاهُ


أبو القاسم الشابي

[د.أنس تللو]

أمي الحبيبة :
ما زلت كلما دخلت إلى البيت أحس بأني أراكِ . . .
ما زلت يا أمي أرى وجهك الضاحك البسام في جنبات البيت . . . ومازلت أسمع رنين صوتك بين ثناياه .
ما زلت ألمح أطراف ثوبك وأنت تسيرين في أرجاء البيت . . .
وما زلت أرى يديك الحنونة تصنع كل شيء . . . مازلت أرى يدك الحنونة تؤمن لنا كل متطلباتنا من طعام وشراب ومونة .
من لنا ، من لنا بعدك يا أماه .
أكنت تجلسين هنا . . .
أكنت تمشين هنا . . .
هل هذا هو مكانك . . .
هل كنت تسيرين في هذا الشارع . . . والله إني لأشتهي أن أقبل التراب الذي كنت تدوسين عليه بقدميك .كيف أنسى ذكرياتي
وهي في قلبي حنين
كيف أنسى ذكرياتي
وهي في سمعي رنين
كيف أنسى ذكرياتي
وهي أحلام حياتي
إنها صورة أيــا
مي على مرآة ذاتي
عشت فيها بيقيني
وهي قرب ووصال
ثم عاشت في ظنوني
وهي وهم وخيال
العام الماضي في مثل هذا اليوم كانت بيننا . . . أين هي الآن . . .
هي ليست هنا ، كيف نعيش بدونها . . . كانت تجلس بيننا ، تبتسم دوماً لتحيل الجلسة إلى غاية في السعادة ، فنشعر جميعاً وكأننا نملك قطعة من الجنة . . .
من لنا بعدك يا أماه . . . من لنا بعدك يا أماه

[د.أنس تللو]

كانت محاضرة ( حنانك يا أمي ) التي تم تقديمها في المركز الثقافي العراقي يوم السبت الماضي ذات حضور متميز . . . حضرها أناس ذوو إحساس مرهف . . .
ومنهم السيد لطفي الغميان والأستاذ القدير غسان كلاس والشاعر الطبيب محمد سعيد العتيق والأستاذ محمد دبور والأستاذ الشاعر رياض تقي الدين والشاعرة ميساء نجم الدين والأستاذ زياد نحلاوي والسيدة لمى داوودي والشاعرة القديرة هناء داوودي والسيدة لينا داوودي والسيدة هناء داوودي والسيدة فاتنة تللو والسيد سامح تللو والسيد سعود تللو .
كما حضرت المحاضرة السيدة الفاضلة تغريد ريشة زوجة المرحوم الفاضل جلال خير بك ؛ رئيسة تحرير مجلة إليسار المباركة ؛ السيدة التي ساعدتني كثيراً في إجلاء قسم كبير من الحزن وذلك حين شجعتني بحكمتها على الكتابة ، ولم تقل لي : حاول أن تنساها كما يفعل الآخرون ، فكانت بصنيعها هذا صاحبة فضل كبير ، ولعلها هي التي أوحت لي بفكرة هذه المحاضرة ، وقد نشرت لي مقالاً كتبته عن أمي في مجلتها الموقرة إليسار . . .
كما حضر المحاضرة السيد الفنان جهاد سعد والسيدة القديرة فاتن مرتضى مديرة الإحصاء والتخطيط في الهيئة العامة السورية للكتاب ، والسيد الدكتور غسان كركوتلي والسيد موفق البيك .
فكان لحضور هؤلاء وغيرهم أثر كبير في إذكاء لهيب الشوق إلى حنان الأم المفقود .
كما تميزت المحاضرة بالأشعار المتألقة التي قدمتها الشاعرة مرام النسر .
وإني إذ أستغل هذه المناسبة لأنوه إلى أن السيدات والسادة الجضور جميعاً كانوا هذه المرة هم المحاضرون وليس أنا . . . وقد قلت لهم في بداية المحاضرة :
اليوم هذه المحاضرة على عكس المحاضرات ، إذ لن أكون أنا المحاضر ، لأن المحاضر هو الذي يؤثر بالآخرين ، واليوم أنا لن أستطيع أن أؤثر في أحد ، لأنني جئت إليكم لكي أتأثر بكم . . . صحيح أنني أنا الذي سأتكلم ، لكن لغة نظراتكم وابتساماتكم أو عبوسكم ستكون هي الأبلغ وهي الأشد تأثيراً ، لأن الناس إذا اجتمعوا ، وشكلوا كياناً واحداً سرت بينهم عدوى نفسية جعلتهم أقرب إلى التلقن والاقتناع ، ونقلت بينهم المشاعر المشتركة .
إنني اليوم أحملكم مسؤولية ما سيحصل ، لأني أنا الذي سأتأثر بكم ، فأنا اليوم رهين بعيونكم ، ستقولون لي من خلالها ما تشاؤون . . . وسأصغي إليكم بسمعي وبقلبي . . . وستكون مشاعركم كالربان الذي يقود السفينة ، إن مالت يده قليلاً عن المسار المرسوم ضلَّ الطريق ، وأضل معه كل أهلها ، وإن استقام أنجى الجميع ، فأرجو منكم التروي والحذر ، ولا تنسوا أنني أستمع إلى نجوى قلوبكم بشكل مباشر وواضح .
إن تقديم هذه المحاضرة يحتاج مني جهداً نادراً كبيراً ، وإني أستنجد بكم لتساعدوني بنظرات القوة وبابتسامات التعزية ، أرجو أن تملؤوا القاعة بابتساماتكم علَّها تتمكن من تخفيف حدة الوطء الذي أنا فيه ، فتطغى على حزني الشديد . . . فإن تمكنتم من ذلك ؛ وتمكنت من إتمامها بمساعدتكم سالماً بمساعدتكم ، فتكونون قد جعلتم مني بطلاً كبيراً في قوة الأعصاب . . . وسأشهد وأشيد بأنكم عظماء في مجال التعزية والمواساة ، وبأن بلاغة عيونكم تفعل ما تعجز عن فعله أكفأ الأقلام . . . أما إن غلب عليكم الحزن الشديد وجمعت حزنكم فوق حزني ، ولم أتمكن من إتمامها ، فسأكون قد وقعت صريعاً من أجل الحنان والود . . . وسأتوقف عن تقديم المحاضرات وكتابة المقالات لفترة ما أدري كم تطول . . . حتى أستعيد قواي مرة أخرى . . .
لقد استجاب الجمهور لطلبي وساعدني على تمالك نفسي قليلاً ، وسارت الأمور بخير . . . والجمد لله رب العالمين .

[ريمه الخاني]

[د.أنس تللو]

اليوم ، وبعد مضي ثلاثة أشهر على وفاة أمي ، بدات أتمكن من أن أقول ( رحمك الله يا أمي ) . . .
فقد كنت طوال الفترة السابقة أسير كلمات أخرى من أمثال :
الله يعافيك ــ الله يطول عمرك ــ الله يخليلنا إياكي . . .
كنت أردد هذه الكلمات ناسياً أنها لم تعد هنا .
اليوم بدأت رويداً رويداً أحاول أن أتعامل مع الواقع الجديد . . .
لماذا ، وكيف ؟ .
لأنني صنعت لنفسي عالماً وردياً من الخيال الممتع الذي يجعلني أراها في كل يوم تقف على الباب لدى خروجي أو دخولي فتبتسم وتقول : الله يرضى عليك . . .
بدأت أخرج من صدمة الفقدان لأنني ألتقي بها غير مكان .