نظرة وداع
بقلم عبد القادر كعبان
عدت ألملم أشيائي المتناثرة.. حملت حقيبتي السوداء المثقلة بالصور و الذكريات.. سمعت صوت خارج غرفتي.. شيء يقع على الأرض يستعجلني.. لم أفكر لحظتها.. خرجت مسرعة.. احدى المزهريات الفارغة قد كسرت.. شعرت بروحي تتوجع مستعجلة مفارقة جسدي.. أثاث المنزل يطوق المكان.. وجدتها ترتب الأشياء على عجل متناسية تلك المزهرية..
لمحت وجهي بنظرات تخفي حزنا عميقا.. تنهدت بعمق و اعترفت قائلة:
- ما أصعب مفارقة الذكريات..
رمقتها بنظرة عتاب أقول:
- ليس بإستطاعتي الرحيل عن هذا المكان يا أمي..
رسمت على وجهها قسوة تداري بها انفعالاتها:
- الظروف قد تدفعك إلى ما هو أسوء يا ابنتي..
قلت ضاحكة:
- هي الظروف إذن..
واجهتني نظراتها الخفية مبتسمة.. منفعلة.. مرتبكة.. كلها في آن واحد.. مدت لي يدها تقول:
- هيا لنلقي نظرة وداع على كل ركن من أركان ذاكرتنا..