إلى روح الشيخ الشهيد نزار ريان

من أيِّ عصرٍ جِئتَنا ؟!!!
متنكراً في زِيِّنا
كأنَّما التاريخُ
والمجدُ المؤثَّلْ
قد تشخَّصَ
قد تمثَّلْ
عن صهوةِ الأسفارِ
حيَّاً قد تَرَجَّلْ
يجولُ في الأسواق
يمشي بيننا

***

هذي الجباهُ عصِيَّةٌ
من غيرِ طينِ جباهنا
هذا النداءُ الحيُّ
في أخلادنا
من غيرِ لَغو حديثنا
وبسطةٌ في الجسمِ
في العلمِ
وعَزمٌ وحميَّة
أين منا ؟!!
أين منا ؟!!

***

قل لي سألتكَ
من تكونُ ؟!!
تشابهَ الخلقُ علينا
والظنونُ
والرؤى والأمكنةْ

***

أقول للوجه المحرَّقِ
والمدمَّى
قد رأيتكَ
أين أينا ؟!!
في غمرةِ اليرموكِ
في تلكَ العشيَّهْ
وتكأكأَ المخلَّفونَ
قلوبُهم غُلْفٌ هواءُ
وحولك الثوَّار
من عربِ المنيَّةِ
لا الدنيَّه

***

أكنتَ في حطينَ
تقذِفُ منجنيقكْ
تدكُّ أسوارَ الغزاة
الطامعينا

***

قد كنت أنت
الغائبَ الأعلى
حضورا
في جمعهم
في وكرهم
هذا المزنَّرُ بالورودِ
صفراءُ زايلَها الحياءُ
في نَفْثها العَفِنِ الوباءُ
في قمةِ الدولارِ
واللحمِ الممزقِ في العراءِ
لو يخجلونَ
لنكَّسوا عِقَالهم
لأطرقوا صمتا
ولاذوا بالخِباءِ
في حضرةِ الأمواتِ
في حَرَمِ العزاءِ

***

لن يُرجعَ المليارُ
طفلاً قد قضى
لحليبِ أُمِّه
نورَ العيونِ المطفآتِ
لن يُرجعَ المليارُ
ساقاً لقدمْ
غُصصَ الألمْ
ما قد تكسَّرَ
من ضلوعٍ
ما تناثرَ
من جذوعٍ
ما تفجَّرَ
من جماجمْ
ما قد تحرَّقَ
من لممْ
ما قد تفحَّمَ
من نفوسٍ
ما تردَّمْ
اللهُ بالقاضينَ
أدرى
اللهُ بالناجينَ
أعلمْ
لن يغفر المليارُ
كُفرَ الصامتينَ
لن يَنزِعَ المليارُ
وسماً
عن جبينِ الضالعينَ
جراحُنا عدُّ الرمالِ
والحصى وكنوزِكمْ
لن تطهَروا بدموعِنا
لن تغسلوا أموالَكمْ
بدمائِنا

***

أرثيكَ أنتَ ؟!!
جلَّ مقَامُكَ
ما الذي فيكَ
أقولُ ؟!!
صلَّى الملائكةُ الذينَ
تُخيِّروا
وبكى الرسولُ
سمعتُ قولكَ
قبلَ يومٍ صدفةً
فعلِمتُ أنَّكَ
في غدٍ مقتولُ
فِدىً لك المشئومُ
والمرجومُ
والقزم الذليلُ
مشايخُ السلطانِ
مُفتيُّ عميلُ

***

لملمتُ عن كَتفيكَ
من نقْعٍ وساده
من سُندسٍ خُضْرٍ
ضِمادا
فنمْ قريرَ العينِ
في ظُلَلِ الشهادهْ
من قَصْعةِ الأشلاءِ
للثاراتِ زادا
من دمِ الأطفالِ
رِيَّاً وسَمادا
جيلاً على جيلٍ
من الثاراتِ
والثأرُ عبادهْ



نائلة الإمام_ دمشق