نظرة في المصطلحات المقتبسة في الترجمة الفورية



بقلم ن. رودريكيز و ب. شنيل



ترجمة الدكتور حسيب الياس حديد

جامعة الموصل- كلية الاداب



مضت سنوات عديدة منذ أن أبصرت الترجمة الفورية النور ابتداءً من محاضر نورمبورغ كان ذلك عام 1945 ومنذ ستين عاماً خلت غدت الترجمة الفورية في خدمة المجتمع الدولي ، وهي مستمرة في إثارة مشاعر ومواقف متباينة وغريبة بين السحر والريبة والافتنان والحذر . فضلاً عن ان الترجمة الفورية في المؤتمرات التي تعد ممارسة في غاية الصعوبة تبقى موضوع بحث ضبابي يشوبه الكثير من الغموض وغياب الرؤية الواضحة وذلك لأنها تترفع عن كشف كل أسرارها ومكنوناتها نظراً للتعقيدات التي تشوب العمليات العقلية التي تحتويها .

إلا أنه ابتداءً من الخمسينيات في القرن الماضي شرع العلماء بتركيز جلّ اهتمامهم بخصوصية الترجمة الفورية في المؤتمرات وسرعانما أصبح هذا الاتجاه الفكري المنظم علماً قائماً بحد ذاته ومستقلاً عن علم الترجمة والترجمية .

وهكذا تضاعف عدد الدراسات التجريبية والنظرية حيث انها تغطي كمّاً كبيراً من الأسئلة من الكفاءة الإجرائية والاستراتيجيات المعرفية في موقف الترجمة الفورية إلى المساعي التقنية في التعليم وإدارة الجودة . وعلى الرغم من التنوع الكبير في المواضيع التي تمت معالجتها في البحث إلا أن اللافت ان إشكالية علم المصطلحات في الترجمة الفورية لم يلق الانتباه الذي تستحقه ، خاصة إذا أخذنا بنظر الاعتبار حقيقة مفادها ان المترجمين الفوريين يتم استدراجهم للعمل في سيناريوهات موضوعاتية مختلفة جداً وبصورة عامة لجمهور من الخبراء كما انهم يضطلعون بمهمة نقل المعارف المتخصصة جداً .

ومن المستحيل أن يكتسب المترجمين الفوريين معارف معمّقة كالتي بحوزة الخبراء إلا أنه باستطاعتهم جمع المعلومات الاصطلاحية الضرورية لأداء مهمتهم .

ودون الادعاء بعرض نتاج المؤرخين للبحث حول الترجمة الفورية نؤكد هنا على ان الكتابات الأولية التي عالجت مسألة المصطلحات في الترجمة الفورية تعود إلى النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي . ونشير هنا إلى ثلاث مقالات لدانييل جيل نشرت خلال السنوات 1985-1987 تحت العناوين الآتية : " المصطلحات الفنية في الترجمة الفورية " ، و " الأداء الاصطلاحي في الترجمة الفورية في المؤتمرات " ، و " مصطلحات الترجمة الفورية في المؤتمرات " . إلا أن هذه المقالات الثلاثة لم تتوصل إلى انطلاقة حقيقية للشروع في تأمل متواصل حول الحاجات الاصطلاحية في الترجمة الفورية . وفي الحقيقة وقع الموضوع في وادي النسيان ولم يبصر النور إلا في القرن الحادي والعشرين في الوقت نفسه الذي انصب فيه التفكير على التكنولوجيا على المقصورة (المستعملة في الترجمة الفورية من قبل المترجمين الفوريين) .

ومن ناحية أخرى ، يمكن ان نلاحظ اتجاهاً من قبل الباحثين في مجال الترجمة الفورية نحو الاهتمام بموضوع علم المصطلحات . ان المتخصصين في علم المصطلحات يواصلون عملهم الدؤوب في المجال الاصطلاحي طبقاً لحاجات المترجمين وكذلك طبقا للمتطلبات الخاصة بالمترجمين الفوريين . ومثلما أكد عالم المصطلحات كلوس شميتنز ان ذلك يتوقف بصورة أساسية على طبيعة الحاجات المصطلحية للمترجمين الفوريين وعلى غياب تكنولوجيا ناجزة تسمح بتقديم البحث المصطلحي في مقصورة الترجمة الفورية . واستمر حجم العمل الكبير بالتماشي مع مرحلة التحضير للمؤتمر .



الوضع الحالي للمصطلحات في الترجمة الفورية :



لمعرفة حقيقة الوضع الحالي للمصطلحات في الترجمة الفورية من الملائم الرجوع إلى استطلاعين تم إنجازهما في جامعة بولون ومعهد سبراشن ودولمتشر (SDI) في ميونخ .. وارتكز كل من الاستطلاعين على استخدام الحاسوب والبرامجيات في مجال المصطلحات في مقصورة الترجمة الفورية وبناء على ذلك تم التوصل إلى الاستنتاجات الآتية :

في المقام الأول ، ذكر العديد من المترجمين الفوريين الذين تم استجوابهم أنهم يستخدمون الوسائل التقليدية – التي هي بدائية حسب وجهة نظرنا – بعبارة أخرى المعاجم المشروحة وكتب مراجع قياسية .

ويشعر المترجمون الفوريون بميل نوعاً ما إلى إدخال الوسائل المعلوماتية في مساعيهم المهنية لأسباب ثلاث ، إما لغياب الحاجة (وهو السبب الرئيس) ، عدم ملاءمة الوسائل المتوفرة ، وأخيراً عدم معرفة الوسائل الحديثة المعروضة في السوق للمترجمين الفوريين وكشف التحقيق الذي جرى من قبل معهد (SDI) في ميونخ وبكل وضوح النقاب عن النقطة الأخيرة حيث هناك فقط نسبة بين 17 % و27 % من المترجمين الفوريين يعرفون بوجود برمجيات اصطلاحية مكيفة لحاجاتهم .

وفي المقام الثاني كشفت التحقيقات أن عدداً ضئيلاً من المترجمين الفوريين يهتمون بهذه التجديدات من الذين تم تجهيزهم ببرامج خاصة بالمصطلحات ، أما فيما يخص المترجمين الفوريين الذين يستخدمون البرمجيات فإنهم يهملون وسائل تحليل المدونات النصية ويستمرون في الاقتباس الاصطلاحي بطريقة يدوية ، أي انهم لا يزالون يعتمدون الوسائل التقليدية على الرغم من استخدامهم للبرمجيات . ومن ناحية أخرى يعمد عدد من المترجمين الفوريين إلى اللجوء إلى البرمجيات الشاملة والعامة وإلى التطبيقات عامة ايضا ، كما يحاولون إيجاد برمجيات في محل سكناهم تلبي حاجاتهم الخاصة . وسبب ذلك هو ان هذه البرمجيات تتمتع باستعمال بسيط ومطروق .

وأظهرت الاستطلاعات أن المعلوماتية لم يكن لها سوى ظهوراً مليئاً بالخجل عند المترجمين الفوريين في المؤتمرات ، في حين ان مجال التوفيق الثقافي بالمعنى العام للمصطلح تزاحم وطرأت عليه تغيرات من قبل أجهزة العمل المعلوماتية وسبب ذلك يعود إلى ان أجهزة الإدارة المصطلحية العامة لم تستطع فرض نفسها في مجال الترجمة الفورية وكذلك العمليات المعرفية المرتبطة معها والأكثر من ذلك تقدم قاعدة البيانات التي تم تكوينها بهذه الأجهزة تقطيعاً يجعل الإدراك المعرفي المناسب للأنظمة مستحيلاً .



المشكلات المصطلحية في الترجمة الفورية واستراتيجيات الحل قيد الاستعمال :



لنبدأ الآن وبطريقة معمقة أكثر بتحليل الصعوبات المصطلحية التي يواجهها المترجمين الفوريين . . وتظهر هذه المشكلات في مراحل مختلفة من العمل في المقصورة : أولاً في مرحلة الإصغاء والتحليل ومن ثم في مرحلة تبليغ الرسالة . فالمشكلات التي تظهر في المرحلة الأولى تتعلق بالمصطلحات المتأتية من لغة المصدر وربما تكون غير معروفة في بعض الأحيان أو ان تكون غير متوقعة أو انه لم يتم سماعها بصورة جيدة – مثلما ذكر ذلك دانييل جيل – فالمصطلح المتخصص باعتباره علامة مختصرة دالة يمكن ان يتأثر بتشوه الصوت أو بأي خلل في الأجهزة الصوتية وبكل اختصار يتأثر ذلك بالضوضاء . أما في مرحلة تبليغ الرسالة ، يمكن للمترجم الفوري ان ينسى المرادفات في لغة الهدف أو انه غير قادر على استعادتها في ذاكرته أثناء التفاوت بين الفكرة والتعبير عنها أي (المهلة) القصيرة التي بحوزته لإنتاج الخطاب وتبليغ الرسالة بلغة الهدف .

إن لكل مرحلة حلولاً مختلفة للتغلب على الصعوبات المصطلحية ، ففي حالة ظهور مشكلة تظهر خلال مرحلة الإصغاء والتحليل يعمد المترجمون الفوريون إلى الاستناد إلى إعادة تركيب المصطلح انطلاقاً من السياق . أما اذا ظهرت المشكلة خلال تبليغ الرسالة فإن المترجمين الفوريين :

1. يستعملون الترديد أو شرح النص .

2. يستعملون الاحتواء .

3. يلجأون إلى الاقتباس أي تعديل صرفي أو صوتي للمصطلح في لغة المصدر لينقلها إلى لغة الهدف .

4. مساهمة زميلهم في المقصورة .

5. إعادة صياغة المصطلح صوتياً وبطريقة دقيقة مثلما استمعوا اليه من لغة المصدر .

6. يقومون بالبحث الفوري في الوثائق المتوفرة (ويتردد المترجمون الفوريون اللجوء إلى هذا الحل الذي هو في الغالب مصدر للخروج من الموضوع) ومن الممكن أن يؤدي إلى افتقاد معلومات مهمة .

وقبل الشروع في التأمل في الحاجات المصطلحية للمترجمين الفوريين وكذلك في طريقة تلبية تلك الحاجات فإنه من المهم أن نذكر أنه بالنسبة للمترجمين الفوريين أن الدقة والتصحيح المصطلحي يرتبطان بنقل المعنى وكذلك سلاسة التعبير ووضوح الجملة ، فمن ناحية ، يرتبط هذا التقييم بالسمة الوقتية والعابرة للخطاب الذي تتم ترجمته بصورة فورية ، علماً ان المترجم الفوري لا يخضع إلى ضغوط استخدام المصطلحات المنمّطة مثلما هو الحال مع المترجم التحريري ، ومن ناحية أخرى ، وحسب وجهة نظر دانييل جيل يميل الأشخاص الذين يحضرون المؤتمرات ذات الكثافة المعلوماتية الجمّة إلى التركيز على المضمون المفهومي وليس على الشكل اللغوي . إذن يمتلك المترجمون الفوريون حرية أوسع في استعمال الألفاظ الجديدة المبتكرة والقرض اللغوي والأرغنة المهنية (أي اللغة الخاصة بأصحاب المهن أو لغة جماعة معينة) . وفي الحقيقة فإن استعمال كل هذه الوحدات المعجمية التي تمس جودة الترجمة أمر مسموح به في الترجمة الفورية .









الحاجات المصطلحية للمترجمين الفوريين :



بغية إدراك أمثل للحاجات المصطلحية للمترجمين الفوريين فإنه من الضرورة بمكان إلقاء الضوء على أحد الثوابت المهمة التي ناقشها جيل والمتمثل بسرعة نقل الرسائل في المؤتمرات التي تجبر المترجم الفوري على اكتشاف وتفعيل ليس فقط المصطلحات غير المعروفة وإنما تلك التي هي قابلة لعدم التفعيل وكذلك الصيغ المختزلة وأسماء الأعلام علماً أن الأخيرة لا تمثل المصطلحات بالمعنى الدقيق للكلمة .

فإذا ما أخذنا كل هذه الملاحظات ومن ثم نضعها في تأمل مصطلحي سوف نكتشف ان أهمية العمل التطبيقي للمصطلحات في الترجمة الفورية تتجلى في ثلاث لحظات دقيقة . أولاً وقبل كل شيء أثناء التحضير للمؤتمر عندما يبدأ المترجم الفوري بتعلم المصطلحات ومن ثم استذكارها . ومن ثم العمل في المقصورة حيث يفرض البحث المصطلحي نفسه بسبب ضغوطات المهنة الجوهرية مثل تأخر إرسال وثائق المؤتمر والتي غالباً ما تكون ناقصة ، ومن النادر أن تكون متعددة اللغات . وأخيراً بعد العمل في المقصورة عندما تتم متابعة العمل المصطلحي المنجز مسبقاً .

العمل المصطلحي في الترجمة الفورية :



يبدأ العمل منذ ان يفرض السؤال نفسه ألا وهو السؤال الذي يرتكز على طبيعة المعطيات المصطلحية التي ينبغي جمعها ومن ثم ترتيبها . وللإجابة عن هذا السؤال لابد من الشروع في تأمل عميق حول العمل المصطلحي من أجل الترجمة . وللقيام بذلك ، وبخصوص مراحل التحضير للعمل في المقصورة والتي وضعها و. كوتز (عام 2003) ينبغي التمييز بين التحضيرات الأربعة الآتية : التحضير الموضوعاتي والتحضير اللغوي والتحضير الترجماتي وأخيراً التحضير للترجمة الفورية اذ لا يمكن إنجاز العمل المصطلحي في مرحلة واحدة من هذه المراحل وإنما يتم إنجازه طوال العملية برمتها .

ففي خضم التحضير الموضوعاتي لا يتحدد المترجم الفوري بجمع الوثائق ذات العلاقة ليتعود على الميدان ويألفه ولكن يشرع بصورة متوازية في اقتباس مصطلحات خاصة بالميدان بغية جمع مفردات معجمية مهما كانت طبيعتها وبالنسبة لبعض المترجمين الفوريين يتطلب التحضير المصطلحي للمؤتمر تحضيراً موضوعاتياً يتسم بفاعلية خاصة .

أما فيما يتعلق بالتحضير اللغوي يقوم المترجم الفوري وبصورة منتظمة بتحليل الوثائق التي قام بجمعها لغرض انتقاء المصطلحات المناسبة ومرادفاتها والاحتواءات والفواتح (أي الكلمات التي تتضمن صدر الكلمات أي الحرف الأول من كل كلمة) والصيغ المختصرة الأخرى ليكوّن له معجماً أحادي اللغة خاص به مضافاً إليه المرادفات باللغات الهدف أثناء مرحلة التحضير الترجماتي .

إلا ان النشاط المصطلحي لا يتوقف عند هذا الحد حيث يعمد المترجم الفوري أثناء التحضير للترجمة الفورية الى حذف الحشو ويؤكد على الأفعال والكلمات المفتاحية والمفاهيم المهمة وفي هذه المرحلة بالذات يكون المترجم الفوري في خضم حصر المصطلحات التي سوف يدخلها لاحقاً في المعاجم الصغيرة . وهذا يوضح لنا وبكل جلاء ان كل تحضير دقيق ومُتقن لمهمة الترجمة الفورية يعني ضمنياً التحضير الجيد في مجال المصطلحات . وتستند هذه المصطلحات إلى وضع معاجم يتم تكييفها للحاجات الفردية للمترجمين الفوريين على عكس ما هو متاح في يومنا هذا حيث ان للمترجمين الفوريين وسائل حديثة تسمح بالجمع الأمثل لمعلومات مصطلحية جيدة .

أما فيما يخص أهمية المصطلحات في الجلسات علينا ان نؤكد ، وحسب وجهة نظر ستول Stoll (2002) ان البحث المصطلحي مع البرامج الحاسوبية التي تم تكييفها لحاجات المترجمين الفوريين تريح الذاكرة لأمد قصير وتفضل عدد أكثر أهمية من التراكيب النحوية وذلك لأن جميع المفاهيم التي تتضمنها قاعدة المعلومات تصبح على حين غرّة مألوفة لدى المترجم الفوري . أما فيما يتعلق بالعمل المصطلحي الذي تم قبل ذلك فإنه ينبغي إظهار ان المفردات التي تم جمعها سابقاً لم تعد ناتجاً نهائياً وإنما على العكس من ذلك تعد أدوات حيوية قابلة للتعديل وإجراء التصحيحات والإضافات لغرض تهيأتها للمؤتمر بغية تجنب أي افتقاد للمعلومات الأساسية .



بغض بعض المقترحات للعمل المصطلحي الذي تم تكييفه للترجمة الفورية :



على ضوء ما تقدم ، بمقدورنا الآن أن نعدّ بعض المقترحات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمضمون البطاقات المصطلحية وشكلها وتصنيف قاعدة المعلومات التي تلبي الحاجات المصطلحية للمترجم الفوري في المقصورة .

فيما يخص مضمون البطاقة المصطلحية التي تم تكييفها للمترجمين الفوريين نجد ان بعض الميادين تكون متماثلة مع الميادين التي تتضمنها بطاقة المترجمين . وهنا يتعلق الأمر بمؤشرات خاصة بتصنيف الميادين والميادين الفرعية مثل المصطلح في لغة المصدر والمرادف في لغة الهدف وكذلك التعريف والتوضيح ، إلا أن بعض العناصر تزال من البطاقة المصطلحية للمترجمين وهي التي استعملها المترجمين الفوريين لإيجاد حل لمشكلاتهم المصطلحية . ومن بين هذه العناصر نجد المرادفات والأسماء والصيغ المختصرة وأسماء الأعلام وأسماء المنتجات والمواد الموجودة في الخطاب والمعلومات الشاملة كما يعمد المترجم الفوري إلى تحويل ونقل اللفظ ويوضحه في بطاقته وهذا بدوره يسمح له بأخذ المصطلح بكل يُسر عند الإصغاء مما يجنبه أية مشكلة مصطلحية أثناء الترجمة الفورية . وأخيراً يجب ان تتضمن بطاقته وحدات تركيبية وتصنيفات فعلية – أسمية تسهّل تبليغ الرسالة بمساعدة الشرح والتوضيح .

أما بالنسبة للتقديم البصري للبطاقة المصطلحية ينبغي أن يسمح للمترجم الفوري بأن يستخرج المعلومة بسهولة . وتتطلب البطاقة المصطلحية إذن تصميماً متقناً ويجب ان يظهر بأشكاله وألوانه وملائمة الحروف وحجمها الذي يتصف بالمرونة وكذلك مع ظهور حقول ومربعات قابلة للتكييف . وبكل اختصار ، ينبغي ان يقدم الخصائص اللازمة لإنجاز البطاقة المشخصنة بدرجة عالية طبقاً لمستوى كل مترجم فوري .

ولتلبية متطلبات المترجم الفوري بخصوص البرامج الحاسوبية المتعلقة بالمصطلحات من الضرورة بمكان النظر بإمكانية بلورة قواعد البيانات الصغيرة والتي تختلف تبعاً لمجال التخصص أو للمؤتمر مع تجنب قواعد المعلومات الكبرى . وينبغي أن تكون قواعد المعلومات الصغيرة متعددة اللغات بصورة إلزامية كما ينبغي أن تقدم إمكانية تغيير لغة المصدر ولغة الهدف . وهناك خمس سمات تميز البرامج الحاسوبية المصطلحية المعدّة للمترجمين والتي تم تكييفها لحاجات المترجمين الفوريين .

1 . سرعة الاستشارة

2. الإبحار الحدسي

3. إمكانية تحيين البطاقة المصطلحية في المقصورة

4. حرية أكبر في تعريف تركيب القاعدة

5. فرز مضاعف للبيانات .

وضمن ترتيب الأفكار نفسه نؤكد على أنه يجب التخلي عن المنهجية المصطلحية المعتادة اذا كان الغرض هو تقديم المعاجم الخاصة للمترجمين الفوريين والتي يتم تكييفها لحاجاتهم . وبصورة أكثر دقة لا يتكيف المبدأ (Onomasiologique) الذي يتعلق بالدراسة الدلالية التي تتضمن البحث عن العلامات اللغوية ، وذلك لان الجهد المعرفي الذي تتطلبه التراكيب الدلالية يعمل على إبطاء عملية الترجمة الفورية . وبعبارة أخرى يجب على علم المصطلحات الذي يتم تطبيقه على الترجمة الفورية أن يعتمد المبادئ التي من شأنها أن تتجنب أي قطع في المصطلحات في المجالات المتقنة والمحكمة .









نموذج مبتكر :



نرتأي هنا أن نلقي نظرة على المصطلحات في الترجمة الفورية في المؤتمرات ضمن الإطار التنظيمي لعلم المصطلحات . ولا يتضمن بحثنا عرضاً شاملاً لكل الرهانات الخاصة بالمصطلحات التي تم تكييفها لممارسة الترجمة الفورية وإنما يمهد لتأمل يجري أكثر فأكثر وبصورة ملحّة والذي يجب أن يجري لكل المترجمين الفوريين والمتخصصين في علم المصطلحات .

لقد حاولنا إدراك الناحية المعرفية للترجمة الفورية ومن ثم الفهم العميق لاستراتيجيات حل الصعوبات ذات الطابع المصطلحي والتي تتم مواجهتها أثناء العملية . وتتضمن هذه الاستراتيجيات تقديم معاجم خاصة للمترجمين الفوريين بحيث يتم تكييفها لحاجاتهم .

وبعد تفحص جميع البيانات التي ينبغي أن تتضمنها بطاقة المترجمين الفوريين نؤكد ان المنهجية المصطلحية المتبعة تنطبق حصرياً على مجموع المترجمين . يبقى ابتكار أنموذج خاص بالمنهجية المصطلحية التي يتم تكييفها للمترجمين الفوريين وهذا بدوره يتطلب تأملاً عميقاً يتجاوز إطار هذا المقال وأنه أمر جيد بأن يعتلم المترجمين الفوريين بحقيقة أن وضع منهجية مصطلحية تم تكييفها لممارسة الترجمة الفورية حاجة ملحّة والتي ينبغي أن يعمل كل المترجمين الفوريين من أجلها وبصورة مجتمعة مع المهندسين اللغويين .