نُبِّئت أنّ السماء سـ تُنشئ سَحاباً أسوَد .
و تذرف دَمعاً أبيض على مُحيطٍ أزرَق .
و سَـ تَحضر الشّياطين عَلى هَذا المَشهَد .
و سَـ تَعصِف الرّياح بعد حشد الجموع .
و سَـ يَهرُب الوَرد إلا مَا أصَرّ على البَقاء .
و سَـ تَضحك الشّياطِين قليلاً و بَعدها سَـ تَبدَأ السّهرة ( سَهرة الرّقص ) .
حِينها
سَـوف تستهلك جنونك و جُنون مَن جُنّ بِكَ .
و فَوق هَذا الجُنون , سَـ تضحَك بِـ شَكل هستيري , و ترقصبِـ شَكلٍ عشوائي أي أنك سـ تتخبط دون التركيز على إيقاع وقوع المطر على المحيط الأزرق .
حينها
سـ تشعر أنك الأوحد الذي لا إنسان غيره في هذه السهرة .
كيف و الجميع رحلوا عن عبء هذا الزخم من الجنون !
حينها
سـ تراقص شيئاً ليس موجوداً و تظنّ أنك تراقص أنثى خُلقت من عبق الورد و رَحِيقِهِ .
و تغازلها و تراودها عن نفسك و تشتهيها و تغبط تفسك و تصرخ من فرحك !
حينها
سَـ يلوذ عقلك من جسدك و سـ تتجرد من المنطق الذي كنت تؤمن بغاياته .
و سَـ تهتف بكل ما أوتيت بهِ من قوّة : ( أنا الملك أنا الملك ) .
حينها
سَـ تشرب من كأس قد وضع على حافة المحيط الأزرق و تجتبي من النجوم ما يستحسنه جنونك و يُخيّل لك أن بمقدورك أن تكتب بالنجوم في السّماءِ حرفك و حرف هذه التي ترى أنها خُلقت من رحيق الورد الذي أصَرّ على البقاء .
حينها
سـ تدعو الشياطين على حفلة عشاء , و تقدم لهم أطباقاً من نعيم المُحيط الأزرق .
و سَـ يشكرون كرمك الذي أنعمتَ عليهم بهِ .
و سَـ يُلبسونك تاجاً و تصبح ملكاً , لا و تصبح أنت امبراطور الشياطيـن و المحيط الأزرق و الحاب الأسود و الدموع البيضـاء , كلها تحضر هذا التتويج .
حينها
سـ تشرب نخب الحكم و الحرية و عدم التطرق إلى السياسة و عدم الخوض في أمور العقائد لأنك سـ تنكر وجود الوجود و سـ يصل بك الأمر إلى أن تكون إلحادياً حقيقياً .
تكفر بأي فكرة تقودك إلى التفكير بـ أنّ هناك إله .
حينها
سـ يقلدونك قطعة ذهب تضعها تعليقة على صدرك مرسوماً عليها ( عين واحدة ) و فاتنة .
و سَـ يُقدّمون لكَ درعاً منقوشاً عليهِ ( هيكلاً ) و نجمة سداسية الشكل .
حينها
سـ تكون من البنائين الأحرار الذين كانت بدايتهم بـ فكرٍ صهيوني غامض معَ مزيجٍ من الأفكار العلمانية .
حينها
سـ تصافح أولئك الذين لا شجاعة لهم إلا في عسجد الظلام .
و سـ تركع إلى رئيسهم الأعظم , و سـ تقسم على أن لا تبوح بـ أسرارهم التي تهوي بالشرقيين سبعين خريفاً بالقاع
لأنك حينها سـ تصبـــــــــــح ( ماسوني ) !
و المحيط الأزرق ما هو إلا رمز للعين الأحادية التي سـ تبحر بك في شرائعها الغامضة .
و السحاب الأسود ما هو إلا الفكر الهدام الذي سـ يتبنى عقلك و يهدم ما كنت عليهِ .
و الدموع البيضاء ما هي إلا وشاح العقارب السوداء التي سـ توهمك بـ أنها لآلئ ملك .
و الأنثى ما هي إلا الخطيئة الأولى التي سـ ترتكبها و تكون هذه الخطيئة بـ مثابة إنطلاقة الخطايا التي سـ تنتهجها مسلكاً لك .
و التاج ما هو إلا رمزَاً يدلّ على إعتناقك هذه المنظمة( و يعني فرحة رئيسهم الأعظم ) .
و تعليقة الرقبة المكونة من قطعة ذهب و مرسوماً عليها عيناً فاتنة ما هي إلا دخولك الصّريح إلى الماسونية و قبولك لـ أنظمتها و معاييرها .
و الدرع الذي مرسوماً عليهِ الهيكل و النجمة السداسية ( الهيكل هو هيكل سليمان ) , و ( النجمة السداسية هي رمز اليهود ) .
و الشياطين ما هي إلا التزيينات التي سـ تتلقاها حين دخولك للماسونية .
و الكأس الذي شربته ما هو إلا ذاك العهد الماسوني الذي يبدأ بـ قسمك للولاء و يمتد إلى كتمانك على ما ستراه في هذه المنظمة .
..
أحبتي الكرم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مُستهل المقال ( هدفه كيفية الترتيبات التي سـ تكون لأي شخصٍ يدخل الماسونية دون علمه )
و لأنّ هذا الجانب غامض جداً ؛ من الطبيعي أن تكون المقدمة غامضة .
و من الطبيعي أيضاً تبطين العنوان برموزٍ لن يفهمها المتلقي القارئ دون قراءة موضوعي بـ أكمله .
لكم أن تتخيلوا يا أحبه يا كرام أن الماسونية غزت وسطنا الإسلامي , و على الرغم من غموض هذه المنظمة التي تدعي و تزعم أنّ ليس لها أي علاقة بـ دينٍ أو بـ سياسة ؛ إلا أنها مدت أفكارها لـ بعض أفراد مجتمعنا .
و الذي نخشاه كـ مفكرين اسلاميين أن عامة شعوبنا و مجتمعاتنا الإسلامية ليس لديهم معرفة بـ هذه المنظمات السرية الغامضة التي بدأت طقوسها تخيّم على أفكار بعضنا .
و المصيبة أن ثمة شخص يحمل أفكار الماسونية و هو لا يعرف أبداً ما أساس أفكاره و لأي دينٍ و تفكير ينتمي !
الأخطار الفكرية واقعة في أي زمان وبأي مكان .
و لكن هذا خطرٌ حتمي تفشى في مجتمعاتنا الإسلامية أكثر من ذي قبل .
و الله , أنني بدأتُ أخشى أن نصبح مُستقبلاً ماسونيين لهم التسمية الإسلامية فقط كـ غلاف يخفي المضمون .
هذا المقال يخضع لـ التنشئة من قبلكم , و النقاش و دعمه بـ ملفات و حقائق .
ياسر المعلا
4/5/2009
الأثنين .