الدبلجة بين التركية والعربية
الى أين..الدبلجة التركية العربية تجربة جديدة..أضفت نجاحاً الى عالم الدراما السورية، وفتحت مجالاً جديداً لتقديم مشاريع جديدة من انتاج الشركات الخاصة، وقد لاقت صدى واسعاً وإقبالاً مميزاً من المتلقين، ويعود ذلك في البداية الى غرابة التجربة، ولكن بعد بث عدة حلقات، تقبل المشاهدون الفكرة وغدا المسلسل اليومي ساعة أساسية من ساعات يومهم...واذا حللنا هذا القبول...نجد التقارب في العادات والثقافات المشتركة بين المجتمعين العربي والتركي، والمساحات الطبيعية الجميلة، التي تتميز بها تركيا والاخراج المتنوع والمشاهد المتفرعة وترك الكاميرا الدائرة في جزئيات الحياة، وتحويلها الى مشاهد بصرية ضمن العرض الدرامي، والتنقل بين طبقات المجتمع والحوار الغني..إضافة إلى ذلك اللهجة الشامية والمؤثرات الموسيقية والاخراجية والصوتية والديكورات والاضاءة ورومانسية الحب التي نفتقدها في حياتنا الصاخبة كل هذه العوامل ساعدت على انجاح التجربة، وقد أبدى ممثلو الدراما السورية نجاحهم، وتفوق أدائهم بأصواتهم فقط، واستطاعوا ان يعيشوا الاحداث ويقنعوا المشاهدين..بربط خيوط وتماسك العرض الدرامي..ولا بد من صعوبات كبيرة قد واجهتهم في عمليات المونتاج والدوبلاج.
فمن سنوات الضياع..الى نور..الى مسلسل مكسيكي قادم «ليتي» تتابع هذه التجربة نجاحها، واذا توقفنا عند مسلسل سنوات الضياع، نرى انه يتميز بالرومانسية والشفافية، وبقصة حب حزينة وصراعات وفراق وعودة، ويعتمد على مفارقات القدر التي تحمل أوراقاً، تغيّر مصائر الشخصيات الرئيسية (يحيى، رفيف، لميس، عمر) التي تداخلت مع شخصيات ثانوية (كمال، جمانة، أكرم، ليلى، أميرة، هالة، عبود) وشخصيات هامشية كثيرة ساعدت على اشتباك الصراع، تبدأ الاحداث بانفصال يحيى ورفيف لتتزوج من عمر وتدخل عالم الاثرياء، وهي من بيئة فقيرة بسيطة...وتترك يحيى يواجه مصيره في السجن..ليتعرف الى كمال، الذي يعمل معه فيما بعد ويبدأ بالانتقام..ليصل الى شركة عمر ويرتبط بصداقة كاذبة مع لميس أخت عمر بدافع الانتقام من رفيف وعمر..ومن ثم تمضي الاحداث، وتصل الى بلوغ ذروتها، حينما يكتشف أنه يحب لميس وان رفيف غدت ذكرى حزينة في حياته..وفي الطرف الآخر يشتد الصراع ليُقتل كمال على يد رجال أميرة، ويصبح يحيى رئيس مجلس الادارة في شركة عمر ويتفوق عليه، بينما تبقى رفيف في المشفى أسيرة المرض، الفكرة الاساسية للمسلسل هي الانتقام والصراع والحب..والآن تجاوز المسلسل خمساً وسبعين حلقةً، وكثُرت التوقعات عبر الانترنت بموت رفيف وزواج يحيى ولميس، أو موت يحيى..في كل الأحوال تجربة الدبلجة ناجحة للاطلاع على الدراما التركية والموضوعات التي تعالجها ضمن خيوطها..شارك في الدبلجة (علي كريم، فاتن شاهين، أناهيد فياض، زهير درويش، رنا جمول، همسة الحايك) واللافت للانتباه ان أغلب الممثلين اشتركوا في المسلسلين(نور وسنوات الضياع) والاشراف العام لورا أبو أسعد.
مِلده شويكاني
http://www.albaath.news.sy/user/?id=304&a=27277